المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



النهي عن التوسل بأولياء الله من الامور الواضحة التي لا خلاف فيها  
  
643   09:24 صباحاً   التاريخ: 12-1-2017
المؤلف : ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الشيعة (شبهات وردود)
الجزء والصفحة : ص 191 - 194
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة /

[جواب الشبهة] :

...تذرع الوهابيون المتعصبون لإثبات مقاصدهم وأهدافهم بأمور كثيرة في تكفير المسلمين وتفسيقهم ; وذلك لتوسلهم بالصالحين، مقابل الآيات والروايات المذكورة سابقاً التي تثبت جواز التوسل بأشكاله المختلفة، هذه الذرائع التي تشبه ذرائع الأطفال عند اختلافهم!

فتارة يقولون: إنّ الممنوع هو التوسل بذوات العظماء والصالحين، وأمّا التوسل بمعنى الدعاء وشفاعة هؤلاء فهو جائز.

وتارة يقولون: إنّ التوسل الجائز هو الذي يتحقق في حياتهم، وأمّا بعد وفاتهم فغير جائز; لأنّ العلاقة بهم تنقطع بمجرّد انتقالهم من الدنيا، لأنّ القرآن المجيد يقول: (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى)(النمل، الآية 80)، ولكن هذه الإشكالات المتقطعة تبعث على الخجل في الواقع، وذلك:

أولاً: إنّ الآيات القرآنيّة المرتبطة بجميع أنواع التوسل عامة، وبحكم العموم أو الإطلاق فيها فالتوسل جائز، ولا يوجد أي تعارض مع «التوحيد في العبادة» و«التوحيد الأفعالي»، فالقرآن المجيد يقول: (وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ)( المائدة، الآية 35)، و... إنّ الوسيلة هي ما يتقرب به إلى الله، نعم أي أمر يمكن أن يقربكم إلى الله مثل: دعاء النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، مقام النبي (صلى الله عليه وآله)، شخص النبي (صلى الله عليه وآله) ; وذلك بسبب طاعته وعبوديته وعبادته لله سبحانه وتعالى، وصفاته المقربة لله سبحانه وتعالى. فيطلب التقرب إلى الله بهذه الأمور، ولا يوجد دليل على حصر الوسيلة بعمل الإنسان الصالح فقط، كما هو الحال في كلمات الوهابيين.

وما ذكرناه لا يتعارض مع التوحيد في العبادة; لأنّ المعبود هو الله سبحانه وتعالى وليس النبي (صلى الله عليه وآله)، ولا يتعارض مع التوحيد الأفعالي; لأنّ منشأ الخير والشر لا يمكن أن يكون إلاّ من الله، وكل ما يملكه الإنسان فهو من الله ومن خلاله سبحانه وتعالى.

فماذا ننتظر بعد هذا العموم الموجود في الآيات؟ وإلاّ سيكون حالنا حال من يبحث عن ذريعة عندما يقول القرآن المجيد: (فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ)( المزمل، الآية 20)، فنقول: هل تجوز قراءة القرآن وقوفاً أم لا؟ اضطجاعاً أم لا؟

فعموم الآية يقول: إنّ جميع أنواع التلاوة جائزة، في الحضر والسفر، مع الوضوء أو بدونه، إلاّ إذا قام دليل آخر على خلاف ذلك.

إنّ العمومات والإطلاقات الموجودة في القرآن فعلية ما لم تُعارض، وآيات التوسل عامة أيضاً، وعموم الآيات القرآنيّة فعلية، فإذا لم نجد معارضاً لها، يمكن العمل على وفقها، وليس صحيحاً أن نبحث عن الذرائع للجدال.

ثانياً: الروايات الواردة في بحث التوسل ... متنوعة، وكل هذه الأنواع جائزة وهي:

ـ التوسل بشخص النبي (صلى الله عليه وآله)، مثل ما جاء في قصة الرجل الضرير.

ـ التوسل بقبر النبي (صلى الله عليه وآله) كما جاء في بعض الروايات.

ـ التوسل بدعاء النبي (صلى الله عليه وآله).

ـ التوسل بشفاعة النبي (صلى الله عليه وآله).

وغيرها مما جاء في روايات أخرى، ومع هذا التنوع في الروايات والأشكال المختلفة للتوسل لا يبقى مجال للمجادلين وأصحاب الذرائع.

ثالثاً: ماذا يعني التوسل بشخص النبي (صلى الله عليه وآله)؟ لماذا يصبح النبي (صلى الله عليه وآله) محترماً عندنا؟ ولماذا نجعله شفيعاً لنا عند الله؟ لأنّ النبي (صلى الله عليه وآله) يتميز بالطاعة والعبودية العميقة والخالصة.

إذن توسلنا بالنبي (صلى الله عليه وآله) توسل بطاعاته وعباداته وأفعاله.

وهذا هو نفس التوسل الذي يجيزه الوهابيون المتعصبون وهو التوسل بالطاعات، فالنزاع إذن لفظي.

والعجيب أنّ بعضهم ينكر الحياة البرزخية للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ويعتقدون أنّ وفاته هي في حدّ موت الكفّار، مع أنّ القرآن ذكر أنّ للشهداء حياة خالدة: (بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)( آل عمران، الآية 169)، فهل مقام نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) أقل من مقام الشهداء؟ مع كل هذا السلام الذي نرسله له في الصلاة، فإذا لم ندرك أنّ التوسل بعد وفاته هو توسل بالخالدين فكل هذا السلام لا معنى له والملتجى إلى الله من هذا التعصب الأعمى والأصم الذي يؤدي بالإنسان إلى المجهول. ومن حسن الحظ أنّ بعضهم يعتقد بوجود حياة برزخية، وعليه فلابدّ من سحب إشكالاتهم.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.