أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-11-2016
521
التاريخ: 9-5-2017
1172
التاريخ: 17-11-2016
442
التاريخ: 9-1-2017
1689
|
لا ينبغي لنا أن نغفل ذكر طموح مروان بن الحكم في منصب الخلافة بالرغم مما زعمه بعض المؤرخين(1) انه هّم بالسير إلى عبدالله بن الزبير ليبايعه ويأخذ منه أمانا لبني امية ، وقال احد المؤرخين(2) انه حرض عبدالله بن عمر ليبايع بالخلافة لنفسه لكنه رفض ذلك .
وانه زوّر على لسان عثمان، هذا فضلاً عن خروجه مع أم المؤمنين عائشة وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام لقتال الإمام علي (عليه السلام) في معركة الجمل ، وأدى دوراً كبيراً في هذه المعركة حيث قتل طلحة بن عبيد الله كونه احد قتلة عثمان بن عفان (3) وبهذا الأسلوب المخادع حاول الوصول إلى الخلافة آنذاك ولكن وجود الأفضل من الصحابة منعه من أن يظهر نواياه .
وصدق الإمام علي (عليه السلام) حينما قال " ليحملن راية ضلالة بعدما يشيب صدغاه وله إمرة كلحسة الكلب انفه "(4) ، لذلك كان معاوية يتخوفه مما جعل ولايته على المدينة لفترات قصيرة وبالتناوب مع سعيد بن العاص وكان يغري بينهما(5) ، هذا فضلاً عن حقد مروان على معاوية بسبب اخذ بيعة أهل الحجاز وولاية العهد لابنه يزيد بدلاً عنه وهذا ما دفع مروان أن يحرض عمرو بن عثمان بن عفان على معاوية بقوله " ما أخذ هؤلاء – يعني بن حرب بني أمية – الخلافة إلا باسم أبيك "(6) .
وهنالك من الأدلة التي تثبت وجود الرغبة عند مروان بالخلافة منها :
1- ذكر المقدسي(7) أن الخليفة معاوية عندما كتب إلى مروان بأخذ بيعة أهل المدينة لأبنه يزيد بولاية العهد غضب مروان لان معاوية لم يجعل له الامر ، فسار الى الشام فكلمه وجعله ولي عهد يزيد .
2- ذكر اليعقوبي(8) عندما وصل مروان الشام وأمرها مضطرب دعا إلى نفسه بالخلافة .
3- ذكر المسعودي(9) إن مروان أول من أخذ الخلافة بالسيف كرهاً بغير رضا عصبة من الناس .
4- إن مروان بعد معركة مرج راهط اخذ يوسع نفوذه على حساب عبدالله بن الزبير فقاد جيش أهل الشام بنفسه إلى مصر(10) ، وبعد ان ضمها إلى الخلافة عين أبنه عبدالعزيز والياً عليها ورجع إلى دمشق(11) ، وكان قد أخذ بيع أهلها بشكل قسري وانه قتل من رجالها ثمانين رجلاً بسبب امتناعهم عن ترك بيعة ابن الزبير(12) .
5- إن مروان بعد أن أعاد مصر إلى أحضان الخلافة الأموية(13) أرسل حملتين عسكريتين أحداهما إلى قرقيسياء* بقيادة عبيد الله بن زياد لمحاربة زفر بن الحارث الهارب إليها من قنسرين(14) ومن ثم يتوجه إلى العراق لأعادته إلى الخلافة الأموية(15) ، والحملة الثانية إلى المدينة بقيادة حبيش بن دلجة القيني ، فيذكر البلاذري(16) عن هذه الحملة بأنها من الحملة التي عّد لها مروان بجيش عده ستة ألاف وأربعمائة فيهم يوسف بن الحكم الثقفي ومعه ابنه الحجاج بن يوسف بقيادة حبيش بن دلجة القيني إلا إن وفاته جاءت بالوقت الذي كان فيه الجيش قد وصل إلى المدينة، لذلك لم يتابع هذه المهمة التي انتهت أول الأمر بانتصار أهل الشام على أهل المدينة وهروبهم واخذوا منهم الضريبة ، ولم يتمكن أهل المدينة من إخراجهم إلا بعد أن استعان عبدالله بن الزبير بأهل العراق ، فأرسل والي البصرة الحنتف بن النحف التيمي** لإنقاذهم وفعلاً استطاع من الانتصار على جيش أهل الشام في يوم الربذة*** .
ومن أهم نتائج هذا اليوم هو إن أهل المدينة قد اخذوا ثأرهم من أهل الشام، فيذكر البلاذري(17) إن المرأة من أهل المدينة تأتي الحنتف فتقبّل رأسه وتقول شفيت النفوس وثأرت لنا بقتلى أهل الحرة .
6- عدم التزام مروان بالعهود والمواثيق التي اتفق عليها مع خالد بن يزيد بن معاوية وعمرو بن سعيد بن العاص والتي سبق ان تم ذكرها ، وجعل ولاية العهد من بعده لابنيه عبدالملك ومن بعده لابنه عبدالعزيز ، إضافة إلى انه جعل ولاية العهد لاثنين بدلاً من واحد(18) وهذا ما أكد رغبته بالخلافة بقائها في البيت الأموي والمرواني حصراً .
7- ما ساعد على تنمية هذه الرغبة لدى مروان هم أصحابه عندما قالوا له : لا نتخوف عليك سوى خالد بن يزيد ، فتزوج أمه فأنك تكسره بذلك(19) ، لأن أهل الشام كانوا يرون خالد انه البديل المناسب عن أخيه معاوية وبهذا الزواج يضعف في أعين الناس(20) .
وان أبرز ما نخرج به من خلال هذا الموضوع:
1- استقرار الخلافة في الشام لمروان بن الحكم وبهذا تكون الخلافة الإسلامية قد انشطرت إلى نصفين احدهما في الشام والأخر في الحجاز تحت قيادة عبدالله بن الزبير ، هذا فضلاً عن انتقال الخلافة الأموية من الفرع السفياني إلى الفرع المرواني ، وهذا ما كان معاوية كارهاً له في حياته .
2- رغبة أهل الأردن ولاسيما بني أمية والقبائل اليمانية أن يكون مقر الخلافة في الشام بدلاً من نقلها إلى الحجاز.
3- توسع نفوذ عبدالله بن الزبير حتى شمل معظم أجناد الشام عدا الأردن .
4- إن مروان بن الحكم أول من سن ولاية العهد لأكثر من واحد وبهذا فأنه قد ساعد على انشقاق البيت الأموي نفسه .
___________
(1) ابن سعد ، الطبقات الكبير ، ج7ص44 – البلاذري ، انساب الاشراف ، ج5ص128 – الجرجاني ، ديوان الحماسة ، ج2ص213 .
(2) أبن أبي الدنيا ، الاشراف في منازل الاشراف ، ص5 .
*ينظر فص2ص95 من هذه الدراسة
(3) أبن أبي شبه النميري ، تاريخ المدينة المنورة ، ج4ص117 – الشريف المرتضى ، رسائل المرتضى ، ج4ص75 .
(4) ابن سعد ، الطبقات الكبير ، ج7ص46 – ابن عساكر ، تاريخ دمشق ، ج6ص227 .
(5) أبن سعد ، الطبقات الكبير ، ج7ص42 - الطبري ، تاريخ الرسل والملوك ، ج5ص293 .
(6) الزبيري ، نسب قريش ، ج4ص109 .
(7) البدء والتاريخ ، ج5ص6 .
(8) تاريخ اليعقوبي ، ج2ص178 .
(9) مروج الذهب ، ج3ص85 .
(10) ابن قتيبة ، الإمامة والسياسة ، ج1ص192 - الطبري ، تاريخ الرسل والملوك ، ج5ص540 – ابن الأثير ، الكامل ، ج4ص154 .
(11) المسعودي ، التنبيه والاشراف ، ص269 .
(12) المقريزي ، الخطط المقريزية ، ص84 .
(13) ابن الأثير، الكامل، ج4ص190 – ابن نما الحلي، ذوب النضار، ص110.
*قرقيسياء : بلد على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق على ستة فراسخ وعندها مصب الخابور على الفرات فهي مثلث بين الخابور والفرات . ينظر : الحموي ، معجم البلدان ، ج4ص328 .
(14) ابن الأثير، الكامل، ج4ص151.
(15) أبو مخنف الازدي ، مقتل الحسين (عليه السلام) ، ص349 .
(16) انساب الأشراف ، ج5ص151 .
**الحنتف بن الحنف : الحنتف بن السجف بن سعد بن عون بن زهير بن مالك بن ربيعة بن مالك بن حنظلة ، أمه بنهاة بنت يزيد بن الانوس من بني عيس ، يكنى أبا عبدالله . ينظر : خليفة ، طبقات خليفة بن خياط ، ص331 .
***الربذة : من قرى المدينة على ثلاثة أميال منها ، قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز ، إذا وصلت من فيد تريد مكة ، بها قبر أبي ذر الغفاري . ينظر : أبن شبة النميري ، تاريخ المدينة ، ج2ص427 – الجواهري ، الصحاح ، ج2ص564 .
(17) انساب الأشراف، ج5ص154، ولمزيد من الاطلاع عن يوم الربذة ينظر المصدر نفسه.
(18) أبن سعد ، الطبقات الكبير ، ج7ص46 - الطبري ، تاريخ الرسل والملوك ، ج5ص610 – ابن الأثير ، الكامل ، ج4ص189 .
(19) مؤلف مجهول ، أخبار الدولة العباسية ، ص139 – أبن عبد ربه ، العقد الفريد ، ج4ص390 .
(20) أبن كثير ، البداية والنهاية ، مج4ج8ص627 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|