أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-11-2016
341
التاريخ: 17-11-2016
354
التاريخ: 9-1-2017
1646
التاريخ: 17-11-2016
289
|
مؤتمر الجابية (1) سنة 64هـ:
نتيجة الانقسامات التي حدثت في الجبهة الأموية والصراعات التي حدثت بين عرب الجنوب وعرب الشمال صار مركز عبد الله بن الزبير الأقوى وهو المستفيد الأول من هذه الانقسامات . إلا أنه ليس لديه الكفاءة أو القدرة على توظيف هذه الفرصة في الوقت والمكان المناسبين (2) ، وقد زادت قوته أكثر بعد مبايعة ولاة الأمصار (3) ومنهم النعمان بن بشير الأنصاري أمير مصر وزفر بن الحارث الكلابي أمير قنسرين ، ودعى لابن الزبير على منابر مصر والحجاز والعراق وخراسان وسائر الأمصار إلا طبرية من بلاد الأردن فإن أميرها حسان بن مالك بن بحدل الكلبي امتنع عن الدعاء له والدخول في طاعته وأراد أن يعقد الأمر إلى خالد بن يزيد لما له من صلة قرابة معهم (4) .
حسم الأمر بعقد مؤتمر الجابية:
سارع حسان بن مالك شيخ الكلبيين إلى معالجة الموقف بعدما أدرك رجحان الكفة لصالح ابن الزبير وأن القبائل الكلبية سوف تفقد امتيازاتها التي حصلت عليها في العهد السفياني ، فضلاً عن إعطاء ابن الزبير امتيازات قوية لصالح القبائل القيسية مقابل مبايعته . كل هذه العوامل مجتمعة دفعت به إلى الدعوة لعقد اجتماع عاجل لإنقاذ الخلافة الأموية وطرحوا فكرة مبايعة شيخ بني أمية آنذاك مروان بن الحكم بقولهم له (5) أنت كبير قريش وخالد بن يزيد غلام وأرمِ بنحرك في نحره ونحن نبايعك ، أبسط يدك فبسط يده فبايعوه بالجابية يوم الأربعاء لثلاث من ذي القعدة سنة 64هـ (6) وكانت النتيجة أن أوكل الأمر إلى مروان بن الحكم .
وبذلك انتهى الجدل لمصلحة مروان بالإجماع لتولي الخلافة واتفق المجتمعون على أن يكون مرشح الكلبيين خالد بن يزيد ولياً للعهد مع تعيينه أميراً على حمص (7) وأعطيت إمارة دمشق للمنافس الثالث عمرو بن سعيد ، ترضية اقتنعت بها كل الأطراف وتكون الخلافة له بعد خالد بن يزيد (8) .
وأهم الشخصيات التي عقدت الاجتماع هم ابن زياد وعمرو بن سعيد ( الأشدق ) والحصين بن نمير ومروان بن الحكم وكان حسان بن مالك يترأس هذا الاجتماع وعقد الاجتماع في الجابية يوم الأربعاء لثلاث من ذي القعدة نحو 64هـ (9) . وتوصل المجتمعون إلى جملة من القرارات الهامة في هذا المؤتمر هي:-
1- مبايعة مروان بن الحكم خليفة للمسلمين (10) .
2- إرضاءً للكلبيين جعل خالد بن يزيد ولياً للعهد مع تعيينه أميراً على حمص (11).
3- أعطيت إمارة دمشق للمنافس الثالث عمر بن سعيد الأشدق على أن يكون خليفة بعد خالد بن يزيد (12).
أما أهم الشروط التي اشترطها حسان بن مالك الكلابي والحصين بن نمير على مروان بن الحكم عندما يكون الأمر له :
1- أن يعطي بني بحدل نفس الامتيازات التي كانوا يتمتعوا بها في العهد السفياني وكانت هذه الامتيازات أن يستلم ألفين منهم ألفا درهم عطاء سنوياً وإذا ما مات صاحب العطاء فأن ابنه أو ابن عمه يستلم عطاءه .
2- أن يكون لهم صدر المجلس وأن يستشارون في كل أمر مهم.
3- أما شرط الحصين بن نمير فهو إعطاء قبائل كندة منطقة البلقاء (13) إقطاعاً لقاء تأييدهم له ، وافق مروان بن الحكم على جميع هذه الشروط (14) .
معركة مرج راهط: (15)
لما تم الأمر لمروان بن الحكم أشار ابن زياد على مروان أن يظهر دعوته ، فدعا إلى نفسه وتزوج بأم خالد بن يزيد وذلك لهدفين الأول أن لا يخاف خالد في منافسته للخلافة ، والهدف الثاني كون أم خالد هي بنت هشام بن عتبة بن ربيعة من أمراء الكلبيين وبهذا استطاع أن ينال رضا عرب الجنوب فعظم أمره وبايعه الناس (16) .
وبهذا استطاع أن يجمع مروان بن الحكم من الجنود ثلاثة عشر ألفاً متجهاً نحو مرج راهط لغرض قتال الضحاك بن قيس الفهري الذي ترأس ثلاثين ألف مقاتل قيسي وبعدها التقى الجيشان وتقاتلوا في المرج مدة عشرين يوماً وكان قتالاً شديداً في حرب اتصفت بتوجهاتها وتحالفاتها القبلية المشحونة بالعصبية التي استعادت حيويتها في ذلك اليوم ومن خلال مجريات المعركة تأكد انتصار وتفوق الكلبيين وبسط نفوذهم على بلاد الشام . كانت معركة مرج راهط في ظاهرها أنها بين الأنصار وابن الزبير من جهة ، وبني أمية من جهة أخرى ولكنها في الواقع كانت بين عرب الشمال ( القيسية ) وعرب الجنوب ( اليمانية ) .
كان لوصول الإمدادات السريعة لدعم موقف مروان العسكري الأثر في حسم المعركة لصالحه ، يقابلها في الجمع الآخر تلكؤ وتأخير في دعم ابن الزبير لحلفائه القيسيين فكان من تبعات ذلك هزيمتهم ومقتل معظم قادتهم الكبار ، وعلى رأسهم الضحاك بن قيس رجلهم القوي في بلاد الشام (17). وبهذا فوت ابن الزبير الفرصة على نفسه بنقل ساحة القتال إلى خارج أرض الحجاز وتحديداً بلاد الشام . ناهيك عن انتصار القيسية في المعركة فيما لو وصلت إمدادات ابن الزبير لها .
ومن نتائج المعركة. . .
1) رسخت المعركة الملك إلى بني أمية بعد أن كان مهدداً بالزوال وحولت السلطة من الفرع السفياني إلى الفرع المرواني (18) .
2) هروب النعمان بن بشير (19) والي حمص لما بلغه قتل الضحاك وهزيمة جيشه خرج من حمص هارباً ، فسار ليلاً فاتبعه خالد بن عدي الكلابي من أهالي حمص ، فلحقه وقتله وبعث برأسه إلى مروان بن الحكم (20) . وبالتالي تضعضع موقف القيسية في بلاد الشام .
3) سقوط قنسرين وقرقيسيا (21) وفلسطين بيد الأمويين ، وبهذا استطاع مروان بن الحكم بسط نفوذه في بلاد الشام بأكمله (22) .
4) بعد هلاك يزيد نحو 64هـ اعزل والي مصر وهو سعيد بن يزيد (23) الذي ولاه يزيد بن معاوية نحو 62هـ وكان أهل مصر لا يرغبون به والياً عليهم فاعترضوا عليه وتكبروا عليه ولم يطيعوا أوامره. عندما دعا ابن الزبير مصر إلى بيعته اتجه أهل مصر نحوه وبايعوه (24) ، وأرسل إليهم عبد الرحمن بن جحدم (25) والياً عليهم. بعدها اعتزل سعيد عن ولايته لمصر (26).
5) لقد أذكت هذه المعركة نار العصبية القبيلة بين اليمانية والقيسية من جديد لا في بلاد الشام ، بل امتد لهيبها ليشمل كل بقاع الدولة العربية الإسلامية .
6) تأصيل ما أسسه معاوية حيث استمر الحكم وراثياً.
مروان بن الحكم والأمصار الأخرى :
بعد انتصار مروان في معركة مرج راهط وبسط نفوذه في الشام كانت خطوته التالية المسير إلى مصر لاستردادها من عامل ابن الزبير وهي خطوة تدل على ذكاء مروان بن الحكم لأهمية مصر وأن الاستيلاء عليها يدعم موقفه لمواجهة ابن الزبير .
إن الاستيلاء على مصر لم يكن صعباً لأن المصريين كان أغلبهم من بني أمية، وقد بايعوه سراً (27). بعدها جهز مروان بن الحكم جيشه سراً مع ابنه عبد العزيز بن مروان وعمرو بن سعيد وخالد بن يزيد وحسان بن مالك للدخول إلى مصر ، فلما وصل إليه الخبر جهز جيشه لمحاربة مروان وحفر الخنادق ، وبعد دخول مروان إلى مصر نزل في مدينة عين شمس وهي منطقة خارج القاهرة خرج له ابن جحدم فتحاربوا بمعركة دامت يوماً ونصف اليوم وكانت من نتائج معركة الخندق :-
1) خسائر فادحة بالأرواح من المسلمين بين الطرف الشامي والمصري.
2) عقد معاهدة صلح بين الطرفين ومقرراتها:
أ- أن يعترف لعبد الرحمن بن جحدم والياً على مصر .
ب- إعطائه المال والكسوة له ولرجاله ، وكان مقابل ذلك دخول مروان بن الحكم إلى مصر(28).
وبعد دخول مروان نحو 65هـ واستقراره مدة شهرين قام بعدة إجراءات للسيطرة على مصر وأهمها :
1) لقد بايعه ابن جحدم وآخرون إلا أن نفراً من الناس ظلوا على بيعتهم لأبن الزبير ولم يجد مروان بداً أزاء إصرارهم إلا ضرب أعناقهم (29) وعلى رأسهم الاكدر بن حملة اللخمي (30)
2) عزل عبد الرحمن بن جحدم من الولاية بعد تجريده من الرجال والسلاح .
3) أخذ البيعة من أهالي مصر وقد نجح في ذلك.
4) إعطاء منصب رئيس الشرطة إلى عمرو بن سعيد الأشدق مؤقتاً (31).
5) إعطاء منصب الولاية إلى ابنه عبد العزيز بن مروان (32) .
بعد أن حقق مروان بن الحكم النجاح في بسط نفوذه ورجحان كفته وزيادة اتباعه عن طريق أخذ البيعة في الشام والأغلبية في مصر ، وقبل مواجهة التحدي الأكبر وهو عبد الله بن الزبير قام بتصفية الأمور بعد عودته من مصر إلى الشام وذلك لجعل الخلافة وراثية وعدم تنفيذ مقررات مؤتمر الجابية وكان أكثر الشخصيات خطورة في موقفه السياسي رئيس قبائل الكلبية حسان بن مالك فرغبه في تنفيذ شروطه وإعطائه الامتيازات التي كانت في العهد السفياني بشرط عدم تدخله بولاية العهد لرغبته بتولية أبنائه من بعده وهو عبد الملك ومن بعده عبد العزيز فقام حسان بالناس خطيباً ودعاهم إلى بيعة عبد الملك بن مروان وعبد العزيز من بعده ولم يخالفه أحد (33). جهز مروان حملتان أحدهما إلى الحجاز حيث دعا ابن الزبير لنفسه بالخلافة ، إلا أن حملته فشلت في تحقيق أهدافها ، والحملة الثانية توجهت إلى العراق حيث ثار أنصار آل البيت في الكوفة سنة 65هـ تكفيراً عن تقاعسهم عن نصرة الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) وتابوا إلى الله ، وقد سموا التوابين وتعاهدوا على انتزاع الخلافة من بني أمية والأخذ بثأر الإمام الحسين (عليه السلام) ، وتولية أحد رجال أهل البيت إلا أن هذه الحملة كسابقتها لم تنجز شيئاً يستحق الذكر .
__________
(1) الجابية: قرية في نواحي الجولان على مسيرة يوم إلى الجنوب الشرقي من دمشق. المسعودي ، مروج الذهب ، ج3 ، ص85 .
(2) مسكويه ، تجارب الأمم وتعاقب الهمم ، ج2 ، ص59 ؛ بيضون ، من دولة عمر إلى دولة عبد الملك ، ص213 .
(3) الطبري، تاريخ الطبري ، ج6 ، ص531؛ بيضون ، من دولة عمر إلى دولة عبد الملك، ص213 .
(4) ابن قتيبة، الإمامة والسياسة ، ج2، ص189 ؛ الطبري ، تاريخ الطبري، ج6، ص531 .
(5) المسعودي ، مروج الذهب ، ج3 ، ص99 .
(6) ابن كثير، البداية والنهاية، ج8، ص241.
(7) مسكويه ، تجارب الأمم وتعاقب الهمم ، ج2 ، ص66 .
(8) الطبري ، تاريخ الطبري ، ج5 ، ص531 .
(9) الدينوري، الأخبار الطوال، ص420 ؛ المسعودي ، مروج الذهب ، ج3 ، ص99 ؛ ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج3 ، ص326 .
(10) ابن كثير، البداية والنهاية، ج8، ص241.
(11) مسكويه ، تجارب الأمم وتعاقب الهمم ، ج3 ، ص66 ؛ بيضون ، من دولة عمر إلى دولة عبد الملك ، ص213 ؛ دكسن ، الخلافة الأموية ، ص144 .
(12) الطبري، تاريخ الطبري ، ج6 ، ص531 .
(13) البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى ، قصبتها عمان وفيها قرى كثيرة ومزارع واسعة ، تشتهر بإنتاج الحنطة الذي يشتهر بجودته ويضرب به المثل وسميت البلقاء لأن أول من عمرها بالق بن عمان بن لوط . ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج2 ، ص128 ؛ ياقوت ، معجم البلدان ، ج1 ، ص489 .
(14) الطبري ، تاريخ الطبري ، ج6 ، ص531 ؛ المسعودي ، مروج الذهب ، ج3 ، ص99 ؛ دكسن ، الخلافة الأموية ، ص144 .
(15) مرج راهط : وهي إحدى قرى نواحي مدينة دمشق . ياقوت ، معجم البلدان ، ج5 ، ص101 .
(16) ابن قتيبة، الإمامة والسياسة ،ج2 ، ص192،ابن كثير، البداية والنهاية، ج8 ، ص242.
(17) الطبري ، تاريخ الطبري ، ج7 ، ص37-39 .
(18) الطبري ، تاريخ الطبري ، ج6 ، ص531 .
(19) النعمان بن بشير الأنصاري: من أجلاء الصحابة أمير وخطيب وشاعر ومحدث من أهل المدينة ، شهد صفين مع معاوية ووليّ القضاء بدمشق واليمن لمعاوية ، ثم استعمله معاوية على الكوفة ووليّ حمص حتى وفاة يزيد بن معاوية وهو الذي تنسب إليه ( معرة النعمان ) قتل يوم مرج راهط عام 65هـ . ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج6 ، ص119 ؛ ابن الأثير، أسد الغابة ، ج5 ، ص22 ؛ الزركلي ، الأعلام ، ج8 ، ص36 .
(20) ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج1 ، ص192 ؛ ابن عبد ربة ، العقد الفريد، ج4، ص178 ؛ المسعودي ، مروج الذهب ، ج3 ، ص101 ؛ ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج8 ، ص243.
(21) قرقيسيا : بلد على نهر الخابور عند مصب الخابور في الفرات ، فتحها حبيب بن مسلم الفهري وصالح أهلها سنة 19هـ . ياقوت ، معجم البلدان ، ج4 ، ص328-329 .
(22) الطبري ، تاريخ الطبري ، ج6 ، ص532 .
(23) سعيد بن يزيد بن علقمة بن يزيد بن عوف الأزدي أمير مصر من أهل فلسطين ، وليّ أمرة مصر بعد موت مسلمة بن مخلد من قبل يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، دخل مصر سنة 62هـ وعزل عن ولاية مصر بعد وصول ابن جحدم أميراً عليها من قبل عبد الله بن الزبير ، وكانت ولايته سنتين إلا شهر واحد . ابن تغرى بردي ، النجوم الزاهرة ، ج1 ، ص158 .
(24) ابن تغرى بردي، النجوم الزاهرة، ج1، ص158.
(25) عبد الرحمن بن جحدم : قدم أميراً على مصر من قبل عبد الله بن الزبير ودعا بها لأبن الزبير وذلك نحو 64هـ . بن تغرى بردي ، النجوم الزاهرة ، ج1 ، ص158 .
(26) ابن تغرى بردي، النجوم الزاهرة، ج1، ص158.
(27) الدينوري ، الإمامة والسياسية ، ج2 ، ص192 ؛ المسعودي ، مروج الذهب ، ج3 ، ص103 ؛ الكندي ، عمر محمد بن يوسف (ت 350هـ) ، الولاة والقضاة ، مطبعة الآباء اليسوعين ، بيروت ، 1327هـ /1908م ، ص41 .
(28) الكندي، الولاة والقضاة، ص41؛ ابن تغرى بردى، النجوم الزاهرة، ج1، ص158.
(29) ابن تغرى بردى، النجوم الزاهرة، ج1، ص158.
(30) الأكدر بن حملة اللخمي: سيد لخم وشيخها في مصر اتسم بالعقل والشجاعة ، وأنه الداعية الأول الذي دعا لابن الزبير لمبايعة المصريون فقتله مروان بن الحكم بعد استيلاءه على مصر عام 65هـ . الكندي ، الولاة والقضاة ، ص45 ؛ الزركلي ، الأعلام ، ج2 ، ص6 .
(31) ابن تغرى بردى، النجوم الزاهرة، ج1، ص166.
(32) المسعودي ، مروج الذهب ، ج3 ، ص103 ؛ الكندي ، الولاة والقضاة ، ص47 ؛ ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج8 ، ص256 ؛ عبد اللطيف ، محمد بن الشافي ، العالم الإسلامي في العصر الأموي ، ط3 ، دار الاتحاد التعاوني ، القاهرة ، 1417هـ / 1996م ، ص144 .
(33) المسعودي ، مروج الذهب ، ج3 ، ص103 .
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|