أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2016
1331
التاريخ: 1-2-2018
1457
التاريخ: 27-11-2016
898
التاريخ: 27-11-2016
1032
|
لا إفراط ولا تفريط
كان في مدينة البصرة أخوان أحدهما يُدعى : العلاء بن زياد الحارثي ، والآخر : عاصم . وكانا كلاهما مِن المُخلصين لعليٍّ ( عليه السلام ) ، ولكنْ كانا مُختلفيَن في السُّلوك ، فعلاء مُفرِط في حُبِّه للدنيا وجمعه للمال ... أمَّا عاصم ، فكان على العَكس منه مُدْبِراً ظهره للدنيا ، صارفاً جُلَّ وقته في العبادة وتحصيل الكمالات الروحيَّة ، وفي الواقع كانا كلاهما قد تجاوز الطريق المُستقيم ، وانحرف عن الصراط السويِّ ...
وذات يوم مَرِض العلاء ، فذهب علي ( عليه السلام ) لعيادته ، وما أنْ استقرَّ به الجلوس ، حتَّى التفت الإمام إلى سِعة عَيشه ، وإفراطه في سَعيه وراء الدنيا ؛ فخاطبه قائلاً : ( وماذا تصنع ـ يا علاء ـ بهذه السِّعة المُفرِطة مِن العَيش ؟ إنَّك إلى تحصيل وسائل سعادتك المعنويَّة أحوج ، فأسع في ذلك الجانب أيضاً ... ) ، ثمَّ قال ( عليه السلام ) : ( اللَّهمَّ إلاَّ أنْ تكن عملتَ ذلك كلَّه ؛ لتمهيد طريق السعادة المعنويَّة ؛ لتتمكَّن مِن استقبال الضيوف في بيتك ، وتستطيع صِلة أرحامك ، وأداء حقوق إخوانك بأكمل وجه ) ( 1 ) .
لقد أثَّر هذا الدرس البليغ ، بأسلوبه الهادئ المَتين في علاء كثيراً ، وجاشت به العواطف للشكوى مِن تفريط أخيه ؛ فقال : يا أمير المؤمنين ، أشكو إليك عاصم بن زياد .
قال : ( وما له ؟ ) .
قال : لبس العَباء ، وتخلَّى عن الدنيا .
قال : ( عليَّ به ! ) .
وبعد أنْ حضر عاصم بين يدي الإمام ، وبَّخَه الإمام قائلاً : ( يا عُدَيَّ نفسه ، لقد استهام بك الخبيثُ ! أما رحمتَ أهلك ووِلدَك ؟! أترى الله أحلَّ لك الطيِّبات وهو يكره أنْ تأخُذها ؟! أنت أهون على الله مِن ذلك ... ) .
مِن خِلال هذه القِصَّة التاريخيَّة؛ يتَّضح لنا مدى استقامة المنهج الإسلامي، الذي نطق به الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام )، وهو يُعبِّر عن تعاليم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وحكم الله عَزَّ وجَلَّ...
لكن بقيت في نفس عاصم بن زياد مُشكلةٌ لم يجد لها حَلاً، وهي كيفيَّة التوفيق بين كلام الإمام ( عليه السلام ) وعمله ؛ حيث قد زهد في الدنيا ، وترك الملاذَّ .
فاندفع لسؤاله ، وما أسرع أنْ قال :
( ... يا أمير المؤمنين ، هذا أنت في خشونة مَلبسك وجُشوبة مأكلك ؟! ) .
فقال الأمير : (إنِّي لستُ كأنت ... إنَّ الله فرض على أئمَّة الحَقِّ أنْ يُقدِّروا أنفسهم بضَعَفَة الناس؛ كي لا يتبيَّغ بالفقيرة فقره ...) ( 2 ) .
____________
( 1 ) مُلاحظة: لمعرفة نصِّ الكلام راجع نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) جمعه الشريف الرضيِّ.
( 2 ) الطفل ، ج1 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|