أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-2-2018
![]()
التاريخ: 14-12-2018
![]()
التاريخ: 17-11-2016
![]()
التاريخ: 17-11-2016
![]() |
استثمر الخليفة الآخر عبد الله بن الزبير حالة الفوضى في العاصمة دمشق من جراء التنافس على الخلافة بين الأمويين في توسيع نفوذه ، فبويع له في البصرة والكوفة ومصر وحتى في جز من الشام ، وكان أخوه مصعب قائدا " عاما " لجيوشه . ولأن معاوية بن يزيد لم يستخلف أحدا " بعده ، فقد وثب مروان بن الحكم على الخلافة الأموية وأجبر أهل الشام على مبايعته ، ولكنه أيضا " لم تدم خلافته طويلا " ، حيث قيل إن أم خالد بن يزيد قد طعنته بعد تسلمه الخلافة بتسعة شهور لسبه ابنها خالد بكلام فاحش أصابها ( 1 ) .
وقد عهد مروان بالخلافة من بعده لابنه عبد الملك ، وكان ذلك سنة 65 هجرية . وظهرت في العراق بتلك الحقبة الزمنية حركات ثورية ضد الأمويين تحت قيادة المختار الثقفي وسليمان بن صرد تحت عنوان حركة ( التوابين ) لندمهم على عدم نصرة الحسين عليه السلام .
وكانت مهمة هذه الحركة تتبع قتلة الحسين [عليه السلام] وأصحابه والانتقام منهم ، فقتلوا كثيرا " من أولئك القتلة بما فيهم عمر بن سعد وعبيد الله بن زياد. ثم استشهد ابن صرد وحمل رأسه إلى مروان بن الحكم في الشام . وقد قضي على حركة التوابين بمقتل المختار والآلاف من أتباعه في حرب نشبت بينهم وبين مصعب بن الزبير سنة 67 هجرية في العراق ، ثم أرسل ابن الزبير برأس المختار إلى أخيه الخليفة عبد الله في مكة ( 2 ) .
وأما أسباب نشوب الحرب بينهم فهي تعود لكثرة ما قتل ابن الزبير من أنصار أهل البيت عليه السلام في العراق بالفترة القصيرة الذي أصبح تحت سيطرته .
ومن المعروف إن عبد الله بن الزبير كان من أشد المبغضين لعلي بن أبي طالب عليه السلام منذ يوم الجمل حيث كان حينها قائدا " لجيش أم المؤمنين عائشة .
وبالنسبة للأمويين ، فإن ابن كثير يروي بأنه : لما بويع لعبد الملك بن مروان بالخلافة ، كان في حجره مصحف فأطبقه قائلا " : ( هذا فراق بيني وبينك ) ( 3 ) .
ثم انصرف في بداية تسلمه الخلافة إلى إعادة ترتيب أوضاع البيت الأموي في الشام وبعد أن تم له ذلك ، بدأ يوجه أنظاره إلى القضاء على خلافة ابن الزبير ، وقد استفاد في ذلك من الحرب التي جرت بين المختار ومصعب ، حيث أدى مقتل الآلاف من أتباع المختار وشيعة العراق على أيدي الزبير إلى قيام أهل العراق بخلع بيعتهم لعبد الله ، وإعلانهم التأييد لخلافة عبد الملك بن مروان .
فسار عبد الملك بجيش إلى العراق لمحاربة جيش ابن الزبير ، وقد انتهت المعركة سريعا " بمقتل القائد مصعب وبعد أن انضم كثير من جنده إلى المعسكر الأموي . فدخل عبد الملك الكوفة وبايع له أهل العراق .
ثم بعث عبد الملك حملة على الحجاز بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي للقضاء النهائي على خلافة ابن الزبير ، وكان له ذلك عندما حاصر مكة وقطع عنها الإمدادات الغذائية حتى أخذ ينضم إليه أتباع ابن الزبير ، وقد بلغ تعداد الخارجين إليه من مكة العشرة الآلاف من بينهم ابني الخليفة عبد الله وهما حمزة وحبيب . ثم دخل الحجاج مكة وأخذ البيعة من أهلها ، وقام بإعدام عبد الله بن الزبير ومعاونيه، وصلب أجسادهم في الحرم وسلخها. وكالعادة ، فقد أرسل الحجاج رؤوس الضحايا إلى الخليفة الأموي عبد الملك في الشام وكان ذلك سنة 73 هجرية .
وبقي الحجاج واليا " على الحجاز لثلاث سنوات حتى كتب له عبد الملك: سر إلى العراقيين واحتل لقتلهم، فإنه قد بلغني عنهم ما أكره ( 4 ).
____________________
( 1 ) ابن قتيبة الدينوري ، الإمامة والسياسة ، ج 2 ص 23 . ( * )
( 2 ) المصدر السابق، ص 32.
( 3 ) تاريخ الطبري ، ج 7 ص 102 . ( * )
( 4 ) ابن قتيبة الدينوري ، الإمامة والسياسة ، ج 2 ص 39 . ( * )
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|