أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-11-2016
1401
التاريخ: 17-11-2016
1097
التاريخ: 9-1-2017
1549
التاريخ: 17-11-2016
1173
|
وقعة الحرة:
لما انتهى الجيش من المدينة إلى الموضع المعروف بالحرَّة وعليهم مُسرف خرج إلى حربه أهلُها عليهم عبد اللّه بن مطيع العدويَ وعبد اللهّ بن حنظلة الغسيل الأنصاري، وكانت وقعة عظيمة قتل فيها خلق كثير من الناس من بني هاشم وسائر قريش والأنصار وغيرهم من سائر الناس؟ فممن قتل من آل أبي طالب اثنان: عبد اللهّ بن جعفر بن أبي طالب، وجعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب، ومن بني هاشم من غير آل أبي طالب: الفَضْلُ بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وحمزة بن عبد اللّه بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، والعباس بن عُتْبة بن أبي لهب بن عبد المطلب، وبضع وتسعون رجلاً من سائر قريش، ومثلهم من الأنصار، وأربعة آلاف من سائر الناس ممن أدركه الإحصاء دون من لم يعرف.
وبايع الناس على أنهم عبيدٌ ليزيد، ومَنْ أبى ذلك أمره مُسْرف على السيف، غير علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب السجاد[عليه السلام] ، وعلي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، وفي وقعة الحرة يقول محمد بن أسلم:
فإن تَقْتُلونا يَوْمَ حَرَّة واقم ... فنحنُ على الإسلام أوَّل من قتل
ونحن تركناكُـــمْ بِبدرٍ أذلة... وأبْنَا بأسيــــافٍ لنـــــا منكم تفل
ونظر الناس إلى علي بن الحسين السجاد[عليه السلام] وقد لاذ بالقبر وهو يدعو، فأتي به إلى مُسْرِف وهو مغتاظ عليه، فتبرأ منه ومن آبائه، فلما رآه وقد أشرف عليه ارتعد، وقام له، وأقعده إلى جانبه، وقال له: سَلْنِي حوائجك، فلم يسأله في أحد ممن قُدِّم إلى السيف إلا شَفَّعه فيه، ثم انصرف عنه، فقيل لعلي[عليه السلام]: رأيناك تحرك شفتيك، فما الذي قلت. قال: قلت: اللهم ربَّ السموات السبع وما أقللن، والأرضين السبع وما أقللن، رب العرش العظيم، رب محمد وآله الطاهرين، أعوذ بك من شره، وأدرأ بك في نَحْره، أسألك أن تؤتيني خيره، وتكفيني شره، وقيل لمسلم: رأيناك تسبُّ هذا الغلام وسَلَفه، فلما أتى به إليك رفعت منزلته، فقال: ما كان ذلك لرأي مني، لقد مليء قلبي منه رعباً.
وأما علي بن عبد اللهّ بن العباس فإن أخواله من كندة مَنَعُوه منه، وأًناس من ربيعة كانوا في جيشه، فقال علي في ذلك:
أبي العبــاسُ قــرم بني لؤي ... وأخْوَالي الملوكُ بَنُو وليعة
هُمُ منعوا ذِمَاري يوم جاءت ... كتائبُ مُسْرِفٍ وبني اللّكِيعة
أرادَنِـــيَ التـــــي لا عزَّ فيها ... فحـــالت دونــه أيدي رَبيعة
ولما نزل بأهل المدينة ما وصفنا من القتل والنهب والرق والسبي وغير ذلك مما عنه أعرضنا من مُسْرفٍ خرج عنها يريد مكة في جيوشه من أهل الشام، ليوقع بابن الزبير وأهل مكة، بأمر يزيد، وذلك في سنة أربع وستين.
فلما انتهى إلى الموضع المعروف بقديد مات مُسْرِفٌ لعنه اللّه! واستخلف على الجيش الحصينُ بن نمير، فسار الحصين حتى أتى مكة وأحاط بها، وعاذ ابن الزبير بالبيت الحرام، وكان قد سمى نفسه العائذَ بالبيتِ، وشُهِر بهذا حتى ذكرته الشعراء في أشعارها، من ذلك ما قدمنا من قول سليمان بن قتة.
فإن تُتْبِعُوه عائِذَ البيت تُصبِحُوا ... كَعَادٍ تَعَمَّتْ عن هُدَاهَا فَضَلَّتِ
رمي الكعبة بالمجانيق:
ونصب الحصينُ فيمن معه من أهل الشام المجانيق والعرادات على مكة والمسجد من الجبال والفِجَاج، وابنُ الزبير في المسجد، ومعه المختار بن أبي عُبَيد الثقفي. داخلاً في جملته، مضافا إلى بيعته، منقاد اً إلى إمامته، على، شرائط شَرَطها عليه لا يخالف له رأياً، ولا يعصي له أمراً، فتواردت أحجار المجانيق والعرادات على البيت، ورمي مع الأحجار بالنار والنفط ومشتاقات الكتان وغير ذلك من المحرقات، وانهدمت الكعبة، واحترقت البنية، ووقعت صاعقة فأحرقت من أصحاب المجانيق أحَدَ عشر رجلاً، وقيل : أكثر من ذلك وذلك يوم السبت لثلاث خَلَوْنَ من شهر ربيع الأول من السنة المذكورة، قبل وفاة يزيد بأحَدَ عَشَرَ يوماً، واشتد الأمر على أهل مكة وابن الزبير، واتصل الأذى بالأحجار والنار والسيف، ففي ذلك يقول أبو وَجْزَة المدني:
آبنُ نُمَيْرٍ بِئْسَ ما تَوَلّى ... قَدْ أحْرَقَ المَقَام وَالْمُصلَى
وليزيد وغيره أخبار عجيبة، ومَثَالبَ كثيرة: من شرب الخمر، وقتل ابن بنت الرسول، - ولَعْن الوصِيَ، وهدم البيت وإحراقه، وسفك الدماء، والفسق والفجور، وغير ذلك مما قد ورد فيه الوعيد باليأس من غفرانه، كورده فيمن جحد توحيده وخالف رسله.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|