إضطرار الإِماميّة عند قولهم بالغيبة في إثبات الاعلام بالمعجزات لإِمامهم عند ظهوره |
820
01:01 مساءاً
التاريخ: 15-11-2016
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-11-2017
1189
التاريخ: 16-11-2016
978
التاريخ: 15-11-2016
978
التاريخ: 16-11-2016
1018
|
[نص الشبهة]
قول الخصوم: إنّه إذا كان الإِمام غائباً منذ وُلد وإلى أن يظهر داعياً إلى الله تعالى، ولم يكن رآه على قول أصحابه أحدٌ إلاّ مَن مات قبل ظهوره، فليس للخلق طريقٌ إلى معرفته بمشاهدة شخصه ولا التفرقة بينه وبين غيره بدعوته. وإذا لم يكن الله تعالى يظهر الأعلام والمعجزات على يده ليدل بها على أنّه الإِمام المنتظر، دون مَن ادعى مقامه في ذلك النبوة له، إذ كانت المعجزات دلائل النبوّة والوحي والرسالة، وهذا نقض مذهبهم وخروج عن قول الأُمّة كلّها: أنّه لا نبي بعد نبينا عليه وآله السلام.
[الجواب عن الشبهة]
فصل:
فإنّا نقول: إنّ الأخبار قد جاءت عن أئمّة الهدى من آباء الامام المنتظر عليه السلام بعلامات تدّل عليه قبل ظهوره وتؤذن بقيامه بالسيف قبل سنته :
منها:
خروج السفياني(1)، وظهور الدّجال(2)، وقتل رجلٍ من ولد الحسن بن عليّ عليه السلام يخرج بالمدينة داعياً إلى إمام الزمان(3)، وخسف بالبيداء(4).
وقد شاركت العامّة الخاصّة في الحديث عن النبي صلّى الله عليه وآله بأكثر هذه العلامات (5)، وأنّها كائنة لا محالة على القطع بذلك والثبات، وهذا بعينه معجزٌ يظهر على يده، يبرهن به عن صحّة نسبه ودعواه.
فصل :
مع أنّ ظهور الآيات على الأئمّة عليهم السلام لا توجب لهم الحكم بالنبوّة، لأنها ليست بأدّلة تختصّ بدعوة الأنبياء من حيث دعوا إلى نبوّتهم، لكنهّا أدلة على صدق الداعي إلى ما دعا إلى تصديقه فيه على الجملة دون التفصيل.
فإن دعا إلى اعتقاد نبوّتهم كانت دليلاً على صدقه في دعوته، وإن دعا الإِمام إلى اعتقاد إمامته كانت برهاناً له في صدقه في ذلك، وإن دعا المؤمن الصالح إلى تصديق دعوته إلى نبوّة نبيّ أو إمامة إمام أو حكم سمعه من نبيّ أو إمام كان المعجزة على صحّة دعواه.
وليس يختصّ ذلك بدعوة النبوّة دون ما ذكرناه، وإن كان مختصّاً بذوي العصمة من الضلال وارتكاب كبائر الآثام، وذلك ممّا يصحّ اشتراك أصحابه مع الأنبياء عليهم السلام في صحيح النظر والاعتبار.
وقد أجرى الله تعالى آية إلى مريم ابنة عمران، الآية الباهرة برزقها من السماء، وهو خرقّ للعادة وعلمٌ باهرٌ من أعلام النبوّة.
فقال جلّ من قائل: (كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَريا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أنّي لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إنَّ اللهَ يَرْزقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ هُنالِكَ دَعا زَكَرِيّا رَبَّهُ قالَ رّبِّ هَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّة طّيِّبةً إنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ)[ آل عمران 3: 37 ـ 38].
ولم يكن لمريم عليها السلام نبوّة ولا رسالة، لكنّها كانت من عباد الله الصالحين المعصومين من الزّلات.
وأخبر سبحانه أنّه أوحي إلى أُمّ موسى: (أنِ أرْضِعِيهِ فَإذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَالْقِيهِ في الْيَمّ ولا تَخافي ولا تَحْزَني إنّا رادُّوهُ إلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)[ القصص 28: 7].
والوحي معجزٌ من جملة معجزات الأنبياء عليهم السلام، ولم تكن أُمّ موسى عليها السلام نبيّة ولا رسوله ، بل كانت من عباد الله البررة الأتقياء.
فما الّذي ينكر مِن إظهار علم يدلّ على عين الإِمام ليتميّز به عمّن سواه، ولولا أنّ مخالفينا يعتمدون في حجاجهم لخصومهم الشبهات المضمحلاّت.
___________________
(1) كمال الدين 2: 649 باب 57 ما روي في علامات خروج القائم عليه السلام، الغيبة للنعماني: 252 حديث 9، الغيبة للطوسي: 433 ذكر طرف من العلامات الكائنة قبل خروجه.
(2) كمال الدين 2: 525 باب 47 حديث الدجال وما يتصل به من أمر القائم عليه السلام و2: 649 باب 57 ما وري في علامات خروج القائم عليه السلام، الغيبة للطوسي: 433 ذكر طرف من العلامات الكائنة قبل خروجه.
(3) كمال الدين 2: 649 باب 57 ما روي في علامات خروج القائم عليه السلام، الغيبة للنعماني: 252 حديث 9: الغيبة للطوسي: 433 ذكر طرف من العلامات الكائنة قبل خروجه.
(4) كمال الدين 2: 649 باب 57 ما روي في علامات خروج القائم عليه السلام، الغيبة للنعماني: 252 حديث 9: الغيبة للطوسي: 433 ذكر طرف من العلامات الكائنة قبل خروجه.
(5) راجع علائم الظهور عند أهل السنة في المصنف الجزء 11 باب المهديّ، سنن ابن ماجة 2: 23 حديث 4084، سنن أبي داود 4: 107 حديث 4286 و108 حديث 4289 البدء والتاريخ 1: 174 و176 و186، وللتفصيل أكثر راجع: الإِمام المهدي عند أهل السنة بجزأيه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|