المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تكاثف النوفيناجيل
2023-08-01
فروع الجغرافية الاجتماعية - جغرافية الأديان والمعتقدات
1-6-2022
معنى كلمة ريح
8-06-2015
الأوامر والنواهي مع الأولاد
12-1-2016
الفيتامينات الذائبة في الماء (Water Soluble Vitamins)
10-5-2016
Monotreme
23-10-2015


الصفات الوراثية القابلة للتغير  
  
2928   12:59 مساءاً   التاريخ: 14-11-2016
المؤلف : ام زهراء السعيدي
الكتاب أو المصدر : التربية من منظور اسلامي
الجزء والصفحة : ص191-192
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ان الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) يعبر عن قابلية تغير بعض الصفات الوراثية للطفل في رحم الام بكلمة (البداء)، في ضمن حديث طويل بهذا الصدد فيقول : (ثم يوحي الله تعالى الى الملكين : اكتبا عليه قضائي وقدري، ونافذ امري واشترطا لي البداء فيما تكتبان...)(1) فهذا يدل على ان القضاء والقدر في حق الطفل ليس امرا قطعياً، بل قابل للتغيير والتبديل حسب بداء الله تعالى... (... فيقولان : يا رب، ما نكتب؟ فيوحي الله عز وجل اليهما ان ارفعا رأسيكما الى رأس امه، فيرفعان... فاذا اللوح يقرع جبهة امه. فينظران فيجدان في اللوح : صورته، ورؤيته، واجله وميثاقه، شقياً او سعيدا، وجميع شأنه فيكتبان جميع ما في اللوح ويشترطان البداء فيما يكتبان)(2)، (البداء: الظهور، وهو المأخوذ من بدأ يبدو أي ظهور كما اذا قلنا : بدت السفن في البحر)(3) أي : ظهرت، وليس بمعنى بدأ يبدأ او بدا يبدو له مثل (بدأ السباق) وبذلك يكون معنى البداء متعلقاً بالمخلوق لا الخالق، أي : ان عدم العلم والجهل بالحال والمستقبل لدى المخلوق فعند ظهور الامر (أيا كان) تقول بدا الامر بهذه الصورة، فنعلم به بعد جهلنا نحن، وننسب القول لله عز وجل لأنه السبب في ظهور الأمر بصورته الواقعية بعد ان كنا متوقعين خلافه.

ـ المصير اللا محتوم :

نجد في هذا الحديث نكتتين لطيفتين : الأولى : ان اللوح ليس في ساعد الام. ولا في صدرها بل في جبينها، ان الجبهة بالرغم من انها من الناحية الجسمية لا تزيد على انها احد اعضاء البدن، الا ان بالإمكان ان تكون كناية على الجهاد المعنوي، وعن أفكار الدماغ عند الام. وعلى هذا فان مجموعة المقررات التكوينية لجسم الام وفكرها تكون معدة لبناء الطفل، والنكتة الثانية: ورود كلمة (البداء) بالنسبة الى الامر الالهي، والملائكة ايضا يثبتون اللوح بشرط البداء، وفي هذا دلالة صريحة على ان جميع الصفات الوراثية في رحم الام ليست مصيرا حتميا، فان هناك عوامل (قد تكون البيئة والتربية منها) تغير تلك الصفات. اذا كانت جميع الصفات الوراثية حتمية غير قابلة للتغيير، واذا كانت جميع الصفات الرذيلة في الابوين تنتقل الى الاولاد تماما شانها شان لون العين او الجنون والحماقة.. لم يكن معنى لإرسال الأنبياء من قبل الله تعالى، وكانت الشرائع والتعاليم السماوية لغوا لا فائدة فيها، كما انه من العبث قيام المحاولات الاصلاحية والمذاهب التربوية في المجتمعات البشرية لأنها لا تستطيع ان تؤثر في السلوك الموروث، ويميل نمو الجسم في اتجاهات مختلفة استجابة للوسط فتصبح صفاته الفطرية حقيقة او تظل خاملة، فمن المحقق ان ميولا وراثية معينة تتعدل تعديلا كبيراً بظروف تكويننا.

________________

1ـ الطفل بين الوراثة والتربية ص125.

2ـ الكافي : 6،14.

3ـ الطفل بين الوراثة والتربية : ص126.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.