أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-6-2016
2065
التاريخ: 15/12/2022
1157
التاريخ: 8/9/2022
1248
التاريخ: 10-12-2019
4417
|
للحصول على نسل سالم وطبيعي يقتضي الأمر أن يعيش الأطفال في محيط طبيعي وعادي وليس أفضل من العائلة محيطاً لتربية الأطفال الطبيعيين.
فالحياة في البيت والمجتمع المناسب حق للطفل ولجميع الأطفال الحق بالاستفادة من هذه الميزة، خاصة نسل الشهداء الذين يحتاجون للتعامل بمحبة وعاطفة تتميز عن المعتاد فبسبب الإحساس بالنقص لدى الطفل حتى وإن كان يمتلك بعض المواهب ينشأ لديه تصور بأنه محروم أكثر من الآخرين.
حياة الطفل في العائلة، خاصة في العائلة التي يتواجد فيها من هم في سنه، لا تكون فقط الباعث على تعديل رغباته وتقيماته ووضعه بالقياس مع الآخرين بل تكون أيضاً مورد إندماجه الناتج عن معايشته للآخرين، وبالتالي تبقيه مصوناً عن الكثير من الإنحرافات.
ـ لهكذا أطفال قبل الآخرين، المماثلين في السن، احتياج للأمن والأمان على أساس المسائل الآتية:
- أن يكونوا محبوبين بشكل يدركون أن الآخرين يحبونهم.
- أن يحسوا بالسعادة وأن حياتهم تشكل مصدر سعادة وسرور للآخرين.
- أن يكونوا أحراراً، بشكل لا تتخطى حريتهم الفردية الحدود المرسومة لها.
- أن يكونوا قادرين على العمل بشكل يستطيعون به تخطي صعوبات العمل والخروج منها.
- أن لا يكون تصرفه، سواء أكان جميلاً أم قبيحاً، كاملا أو ناقصاً مورداً لطرده وحرمانه القانوني.
- أن يتحلى بالصفات الأخلاقية التي يتقبل من خلالها تذكير الآخرين لصوابية أو خطأ أعماله.
- أن يأنس بالأفراد المحيطين به بشكل يبعث إليهم لواعج نفسه وأسراره.
ـ أهمية الأسرة:
للأسرة مزية تأمين ما سبق ذكره للطفل وكذلك توفر له الإطمئنان والأمان. بالإضافة إلى تأمينها للطفل التربية الأصيلة والتعليم الأساسي المستمر.
ومهما كان المحيط غير الأسري بناءً ومهماً وكان عمل المسؤولين فيه محسوباً فإنه يتصف بالدور المصطنع وبالتربية غير الأصيلة.
ويرى علماء النفس أن الشخصية والمحيط الدافئ للأسرة من الضروريات الأساسية لرشد الشخصية، ويضيفون، أن العكس يؤدي لفساد الشخصية، فهناك الكثير من الأفراد الذين عجز عن تربيتهم المدربون والمدرسون وضاقوا بهم ذرعاً في حين أن بيئة المنزل وخاصة سعي الأم وخدمتها لهم أثرت بهم وأصلحت حالهم.
وفي دراسة لأوضاع غير الأسوياء، خاصة الأطفال والشبان، الذين سلكوا طريق الإنحراف والجريمة، كان سبب عدم تربيتهم في محيط العائلة بشكل سليم هو الذي أدى بهم إلى سلوك هذا السبيل في حين أن معظم الذين تربوا في المحيط العائلي السليم والمناسب كانوا من الأشخاص الأسوياء والمخلصين.
ـ التربية في حضن الأسرة:
نخلص إلى القول بأن وضع الأطفال الخاص لفقدهم الأب وأحيانا لضرورة عمل الأم ليس سبباً لكي يكونوا كالكرة تتقاذفها الأيدي، فهو كطفل فقد أباه بحاجة أكثر من أي وقت مضى ومن أي طفل آخر إلى احتضانه في حضن العائلة. فيكفيه تغيير في العائلة - فقد الأب - ولا حاجة لتغيير البيئة المادية والأفراد من حوله.
ويجب إدامة رعايته، وحتى في حال زواج أمه المجدد فعليها جعله معها، فوضع الطفل بين أيدي عمته وخالته وجدته و.. يشكل نوعاً من الظلم ورويدا رويدا يصبح مكسور الخاطر.
ولليتيم قبل أي طفل آخر حق رعاية الأم وقربها، سواء من شرب لبنها (إلا إذا كانت الأم مريضة أو مبتلاة بالكآبة النفسية) أو من النوم قربها أو من تدليلها له، وكذلك من الضروري للطفل أن يبقى على تواصل مع عمه وخاله وجده وجدته وأقربائه بشكل أكبر مما يشكل له التعادل والتوازن أمام المنزلقات والمشاكل النفسية.
ـ الميتم أو الحضانة:
هنا لا بد من التذكير بمسألة الميتم أو الحضانة، ونلفت إلى أنه في نظام التربية الإسلامية لا وجود لما يسمى بالميتم والحضانة. اللهم إلا إذا تناسى المسلمون مسؤولية رعاية أطفالهم. ويضحى الأطفال في المجتمع دون قيم ونظام.
ظهرت دور الحضانة في الغرب استجابة للنظام الصناعي الذي فرض على المرأة لتزيد إنتاجها بأن تضع أبناءها في دور الحضانة. ومع الأسف وضعت بعض الأمهات أبناءها في هكذا مؤسسات ظناً منها بأنها بإنفاق أموالها بهذه الطريقة تستطيع ان تصنع منهم أناساً ولكنهن لم يلتفتن إلى أن الحاضنة والمربية هي الشخص البديل الذي لن يحل بأي شكل من الأشكال مشاكل المحبة والقبول لهؤلاء الأطفال.
والأضر من ذلك، إرسال الأطفال إلى مؤسسات الرعاية الدائمة، أي المياتم، التي توجد الكثير من المشكلات على الصعيد العاطفي وتحد من روحية هؤلاء الأطفال وتزيد من كآبتهم. وأثبتت الأبحاث العلمية أن الكثير من هؤلاء الأطفال ابتلوا بالتخلف العقلي والاضطرابات النفسية نظراً لهذه الوضعية.
ـ الرعاية في بيوت الأخرين:
في حال آل الأمر إلى إرسال الطفل للميتم فمن المصلحة هنا عدم إرساله إليه لا بل الأفضل تسليمه إلى بيت أناس يكون لديهم رفقاء من سنه ليكون تحت رعاية أشخاص عطوفين من المسلمين.
ولحفظ ورعاية هؤلاء الأطفال يجب بالدرجة الأولى أن يرعوا في محيط عائلاتهم وإن لم يكن بالإمكان فمن الضروري أن يرعوا في محيط أسري يشبه وضع أسرته السابقة ومن حسن الحظ أن الإسلام حض على هكذا تدبير.
وظيفة المسلمين تجاه الأطفال الأيتام وخاصة أبناء شهداء الأمة الإسلامية أن يحتضنوهم في بيوتهم كأولادهم لا بل أن يربوهم بأفضل من تربيتهم لأبنائهم وأن يطعموهم مما يأكلون ويلبسوهم مما يلبسون وأن يتعاهدوهم بهذا الأمر حتى يخرجوا من طفولتهم ويصبحوا غير محتاجين للرعاية.
ـ تلبية حاجات الطفل:
الطفل وبأي نحو، أشد حاجة من اليافع للمحبة والقبول والحماية، فهو بحاجة للعيش مع جمع من أقرانه، يتفاعل معهم ويختلط بهم، يحيا كحياتهم، ويلزمه أن يتمتع بالثقة الكاملة والإطمئنان.
يجب أن تكون كل الأمور والبرامج، وكل ما يدور حوله، بأسلوب طبيعي، ونحن نعلم أن المياتم والحضانات لا تمتلك هذا الأسلوب. فبعد عدة أيام يحس الطفل فيها بأنه فرد منسي لا يملك أسلوباً وقانوناً (شخصية) أنه موجود إلى جانب أطفال مثله ولكن قلبه مليء بالقلق والبلاء.
ان فقدان الأب يعتبر نقصاً ولكن حضور الأم في المنزل وعيش الطفل إلى جانبها يخفف ويعدل إلى حدود من هذا النقص.
وبمطالعة التراث الإسلامي نجد أن هذه المسألة قد تسالم عليها المسلمون، وثبت بأن الإسلام يريد للطفل في السنوات السبع الأوائل من حياته أن يعيش بحرية في المنزل إلى جانب أمه، لتتشكل عنده العادات والعواطف، وينهل من معارفها، ويتخلق بأخلاقها، ويستطيع أن يجد ويتعلم منهجاً وأسلوباً فنياً لحياته ويستفيد من عطفها ورعايتها، لأنه ثبت القول أن لا أحد كالأم يشفق على الطفل.
ـ توسعة العلاقات:
نحن نعرف نساءً من فرط الغم على موت عزيز لها ولشدّة تأثرها وغمها سدت أبواب علاقتها وأبنائها مع الآخرين، وأقفلت باب المنزل بوجه الآخرين لا تتعاطى ولا تزور أحداً.
صحيح أن التأثر على موت إنسان عزيز كان له كل هذه الفضيلة والشرف أمر صعب جدا وهذا موضوع مسلم به، وكذلك فإن الغم والحزن لفقد الزوج يحمل الزوجة حملاً ثقيلاً على كتفيها من حيث المسؤولية المترتبة وهذا أمر لا نقاش فيه. ولكن الإنسان المسلم المسؤول لا يترك مستقبله ومستقبل المتعلقين به للضياع لمجرد فقده الأحبة بل يسعى ليعرف وظيفته لليوم وللمستقبل.
إنك وأطفالك بحاجة للتواصل مع أفراد يتشابه وضعهم بوضعك من الأقارب والأصدقاء (البيئة) والأمر مهم خاصة بالنسبة لأبنائك ليعيشوا على أساس تعاليم الأدب والعادات الحسنة والقوانين والأخلاق الحميدة وليستطيعوا أن يتحملوا الضغط الناتج عن فقد الأب وأن يعيشوا حياتهم بدون منغصات.
بعد استشهاد الأب حاولي توسيع مجال العلاقات مع رجال العائلة مثل العم والخال ليأنس طفلك بهم وليجد لحياته رونقاً، وطبيعي أن يجد لعلاقاته مع الخارج من أفراد المجتمع طريقاً للتعرف سواء عبر التعارف العائلي أو عبر الزيارات.
ـ المحيط الفكري والنفسي:
ففي هذا التفاعل والانفعال يبقى المهم هو حفظ السلامة للمجال الفكري والنفسي للطفل. وطريقتنا في تربيته يجب أن تكون مدروسة بحيث لا يحسب نفسه أنه فريد من نوعه نسبة للآخرين وأن لا يحسب نفسه أنه أحد القطبين الإيجابي أو السلبي للحياة.
طريقة تعاملنا مع اليتيم على أساس الالفة والمحبة ولكن ليس بالصورة التي تصوره كإنسان محروم من النعم وأن يرضى عن نفسه بشكل مرضي. وذلك لأنه بهذه الصورة سيواجه المشكلات في المستقبل. إن سعيك كأم حنونة رؤوفة، ومورد العطف الإلهي، أن تعوديه على العادات اللائقة والسليمة وعلى أساس أن لا يفتقد الإحساس الأبوي، راقبيه في تطبيق برنامج الحياة الصحيح وحضريه ووعيه لأجل مصلحته، وليتقبله ويسير عليه.
تعلمين أن طريقة تفكير ووظيفة الأفراد تؤثر في المجتمع فعلى هذا الأساس إسعي أثناء إقامة علاقاته مع الآخرين ان لا يصاب بمصيبة جديدة وأن لا تزيد تعاسته.
استفيدي في بناء شخصيته من الوسائل والأدوات المختلفة، من الشعر الجيد، إلى القصة الممتعة، إلى الكلام الصميمي، إلى النكتة الملائمة، كل هذه الوسائل تعتبر بناءة لطفلك وتوجهه وتجعل فكره صافياً خالياً من التشويش والغبار.
لا تظهري التأفف والتبرم من تربيته واعملي لسعادته وكوني مطمئنة بأن الله معك.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|