يعرف ايضا باسم غابات التايبجا taiga(1)، كما تعرف بالغابات الباردة لتركز نطاقها الى الشمال مباشرة من نطاق الغابات المعتدلة النفضية وذلك شمال دائرة عرض 50 شمالا تقريبا، وتستمر في امتدادها شمالا حتى خط الحرارة المتساوي 10م تقريبا دافئ شهور السنة اذا لا تستطيع الاشجار النمو في هذه العرض الا اذا كان هناك شهر واحد في السنة على الاقل يرتفع متوسط درجة حرارته الى عشرة درجات مئوية فاكثر، وهنا يلعب عامل وفرة الضوء خلال ساعات النهار الطويل - السابق الاشارة اليه عند دراسة المناخ - دوره في نمو الاشجار، وعلى ذلك تنمو هذه الغابات في اراضي النرويج والسويد وفنلندا وشمالي روسيا الاتحادية (حتى مرتفعات الاورال) في شكل نطاق محصور بين الغابات المعتدلة النفضية في الجنوب واقليم التندرا في الشمال.

وتوجد هذه الغابات خارج نطاق التاييجا الشمالي وذلك على السفوح الجبلية المرتفعة في بعض الاقاليم الواقعة الى الجنوب من النطاق السابق تحديده، لذا توجد هذه الغابات في المانيا وفرنسا وعدد اخر من دول القارة(2), واقليم الغابات الصنوبرية شديدة البرودة طوال العام وخاصة خلال فصل الشتاء الذي يمتد لفترة تتراوح بين 7، 8 شهور تنخفض درجة الحرارة خلالها الى ما دون الصفر المئوي لفترة تتراوح بين 4، 5 شهور في المتوسط مما يعكس قسوة البرودة في هذا الاقليم. لذلك يبلغ المتوسط السنوي لدرجة الحرارة 4،5م، وقد ينخفض عن ذلك في بعض المواقع، ولا تتجاوز درجة الحرارة خلال فصل الصيف القصيرة عشرة درجات مئوية.

واسهمت الحرارة المتجمعة خلال ساعات النهار الطويلة التي تتراوح بين 15، 20 ساعة يوميا في شهور الصيف في نمو الاشجار في هذه البيئة القاسية والتي لا تتجاوز امطارها السنوية 30 بوصة تسقط خلال شهور الصيف حيث يقتصر التساقط على الثلوج في فصل الشتاء الطويل.

وتتميز اشجار هذه الغابات بشكلها المخروطي الذي يساعدها على التخلص من جزء كبير من الثلوج المتساقطة عليها، بالإضافة الى التقليل من اثر الرياح القطبية الشديدة الهابة من الشمال، لذلك تعرف احيانا باسم ((الغابات المخروطية)) وتتصف اشجار الغابات الباردة باستقامة جذوعها وبقلة تنوعها وبسمك اوراقها ذات الشكل الإبري، لذا فالأشجار هنا دائمة الخضرة حيث لا تسقط اوراقها في اي فترة من السنة، وان كان نموها يزداد بسرعة كبيرة خلال شهور الصيف لارتفاع درجة الحرارة نسبيا بينما يتوقف في فصل الشتاء البارد الطويل.

وتتناقص كثافة الغابات الباردة ويقل حجم اشجارها بالاتجاه ناحية الشمال، وجدير بالذكر انه يوجد بين نطاق الغابات الباردة والغابات المعتدلة النفضية نطاق انتقالي محدود المساحة توجد فيه بعض انواع الاشجار المخروطية والنفضية مختلطة ببعضها اذ يمثل هذا النطاق مرحلة انتقالية بين الاقليمين المتجاورين, وازيلت الغابات الباردة من مساحات متفرقة سواء بفعل الحرائق الناتجة عن الصواعق او بفعل الانسان، واستغلت هذه المساحات في الزراعة التي تواجهها صعوبات كثيرة منها الانخفاض الشديد لدرجة الحرارة خلال شهور الشتاء وقصر فصل النمو.

وتعد الغابات المخروطية اهم مصادر الاخشاب اللينة واهم انواعها الصنوبر pine (3)، الشربين fir، السرو cypress، الارز ceder، الشوح larch، ويستخلص من بعض اشجار الغابات الباردة بعض المواد الشائع استخدامها في طلاء السفن لذلك تعرف باسم naval stores ومنها زيت التربنتين والزفت والقطران، وتستغل مساحات واسعة من هذه الغابات عن طريق قطع اشجارها خلال شهور الشتاء وتجر على الجليد الى المجاري المائية التي تكون متجمدة خلال هذه الفترة من السنة، لذلك تترك في المجاري المائية حتى يذوب الجليد صيفا لتنقل الى المصبات حيث توجد اعداد كبيرة من مناشر ومعامل تقطيع الاخشاب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) التاييجا taiga كلمة اطلقها سكان سيبيريا منذ القدم على الغابات المخروطية الممتدة في نطاق متصل شمالي اوراسيا الى الجنوب من نطاق التندرا، ثم اصبحت تطلق بعد ذلك على نطاق هذه الغابات في كندا ايضا.

(2) تشكل الغابات المخروطية في اوربا حوالي 21،9% من جملة من جملة مساحتها في العالم.

(3) لذلك تعرف احيانا باسم (الغابات الصنوبرية).