التحديات التي تواجه إدارة الموارد البشرية:  رافقت إدارة الموارد البشرية منذ نشوء العلم الإداري عدة تحديات منها :

إعادة هيكلة الإدارة غالبا ما يكون الهدف من إعادة هيكلة الإدارة، اختصار المد التسلسلي الإداري، و ذلك بتقليص عدد الوظائف في مستوى معين، وإعادة توزيعها أو ضمها إلى المستويات الإدارية، أو إلغائها أصلا، فمن الطبيعي أن تحدث إعادة هيكلة المنظمة تحديات على إدارة الموارد البشرية سواء ما تعلق بالضجة أو الخوف الذي ينتاب العمال فيما يتعلق بمصيرهم الوظيفي .

1- المسؤولية الاجتماعية المؤسساتية : ليس من مسؤولية المدراء على مختلف المستويات بما فيهم مدراء الموارد البشرية تحقيق الأهداف المادية أو الخدماتية للمنظمات فحسب بل من واجبهم أيضا أن يكونوا مسؤولين قانونيا و أخلاقيا و سلوكيا، اتجاه المجتمعات التي تنشط فيها المنظمات التي يعملون بها فمن واجبهم تقديم كل المنافع الاجتماعية لهذه المجتمعات إلى جانب المنافع الاقتصادية التي تسعى المنظمات دائما لتحقيقها ، ومن بين المسؤوليات نجد مثلا : أن مدير الموارد البشرية عندما يقرر توظيف الأفراد على أسس علمية و موضوعية و بطريقة جدية يكون قد أساء سواء للعاملين أو للمجتمع المستفيد، مثلا في حالة ترقية شخص عامل على أسس شخصية فهذا قد يؤدي إلى قتل القدرات و المهارات لدى الشخص الذي يستحق هذه الترقية و يملك مهارات و كفاءات أعلى من الذي تمت ترقيته.

2- التنافس العالمي : نجد أن المنظمات بمختلف أحجامها و أنواعها لم تعد تنافس داخليا فقط بل دخلت حيلة التنافس العالمي، حيث يلعب رأس المال البشري دورا هاما في مجال التنافس العالمي فالدول التي يد عاملة

ذات مهارات و قدرات عالية و ذات الأسعار الاستخدامية غير المرتفعة هي الأكثر قدرة على تصديرها في مختلف أرجاء العالم، لتتمكن مختلف المنظمات العالمية الاستفادة من خدماتها فمع زيادة الحاجة إلى دور و فعالية إدارة الموارد البشرية أصبحت النظرة عالمية و أصبحت هذه الإدارة أكثر حاجة إلى خطط و برامج و إجراءات ذات اتجاهات عالمية.

3- تنوع الموارد البشرية العاملة : من بين التحديات الهامة التي تواجه إدارة الموارد البشرية أيضا، ما يتعلق

بالتنوع البشري الحاصل في المنظمات و الذي يبرز خاصة في دخول المرأة إلى سوق العمل، و استمرار زيادة إعداد النساء اللواتي يعملن، أو سوف يمكن في وصولها إلى مناصب و مراتب القيادة الهامة. و كذلك نجد أن العنصر الثاني الذي يدل على تنوع الموارد البشرية فيعود إلى اختلاف أعراق الأفراد العاملة و أحيانا في جنسياتهم و مصادرها. يوجد أيضا عناصر رئيسية أخرى، تبرر عن تنوع الموارد البشرية و تستحق عناية إدارة الموارد البشرية العاملة ذات القدرات الجسدية و العقلية المؤهلة.

4- تغيير توقعات الموارد البشرية : من أبرز سمات التطور الثقافي التكنولوجي الذي شاهدناه في السنوات الأخيرة أن معظم القوى العاملة تسعى إلى تحصيل العلم و الثقافة فنجد أن التغيير في المستوى التعليمي و الأجيال يؤدي حتما إلى وجود اختلاف كبير بين العمال من حيث الثقافة ووجهات النظر في المنظمة الواحدة. (1).

__________________________________________________________________________________

1- حسن إبراھیم بلوط ، مرجع سابق ، ص ، ص 51 و 59