أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-10-2016
1566
التاريخ: 2023-02-22
1152
التاريخ: 6-10-2016
1882
التاريخ: 6-10-2016
1646
|
لما كانت الأسباب الباعثة على الرياء هي حب لذة المدح و الفرار من ألم الذم و الطمع بما في أيدي الناس ، فالطريق في علاجه أن يقطع هذه الأسباب و قد تقدم طريق العلاج في قطع الأولين ، و يأتي طريق إزالة الثالث , و ما نذكره هنا من العلاج العلمي للرياء ، هو أن يعلم أن الشيء إنما يرغب فيه لكونه نافعا ، و إذا علم أنه ضار ليعرض عنه البتة ، و حينئذ فينبغي لكل مؤمن أن يتذكر مضرة الرياء و ما يفوته من صلاح قلبه و ما يحرم عنه في الحال من التوفيق وفي الآخرة من المنزلة عند اللّه و ما يعترض له من المقت و العذاب و متى تذكر ذلك و قابل ما يحصل له في الدنيا من الناس الذين راءى لأجلهم بما يفوته في الآخرة من ثواب الاعمال لترك الرياء لا محالة ، مع ان العمل الواحد ربما تترجح به كفة حسناته لو خلص فإذا فسد بالرياء حول إلى كفة السيئات ، فتترجح به و يهوى إلى النار.
هذا مع أن المرائي في الدنيا متشتت الهم متفرق الباب بسبب ملاحظة قلوب الناس ، فان رضاهم غاية لا تدرك ، و كلما يرضى به فريق يسخط به فريق و من طلب رضاهم في سخط اللّه سخط اللّه عليه و أسخطهم أيضا.
ثم أي غرض له في مدحهم و ايثار ذم اللّه لأجل مدحهم و لا يزيده مدحهم رزقا و لا اجلالا و لا ينفعه يوم فقره و فاقته و هو يوم القيامة؟! و من كان رياؤه لأجل الطمع بما في أيدي الناس ينبغي أن يعلم ان اللّه هو المسخر للقلوب بالمنع و الإعطاء ، و ان الخلق مضطرون فيه ، و لا رازق إلا اللّه ، و من طمع في الخلق لم يخل عن الذل و الخسة ، و ان وصل إلى المراد لم يخل عن المنة و المهانة ، و إذا قرر ذلك في نفسه و لم يكن منكرا لأمسه ، زالت غفلته و فترت عن الرياء رغبته و أقبل على اللّه بقلبه ، و انقطع بشراشره الى جناب ربه.
ويكفيه أن يعلم أن الناس لو علموا ما في باطنه من قصد الرياء و إظهار الإخلاص لمقتوه ، و سيكشف اللّه عن سره حتى يبغضه إليهم و لو أخلص للّه لكشف اللّه لهم اخلاصه و حببه إليهم و سخرهم له ، و أطلق ألسنتهم بمدحه و ثنائه ، مع أنه لا يحصل له كمال بمدحهم و لا نقصان بذمهم ثم من تنور قلبه بنور الايمان و انشرح صدره باليقين و العرفان ، و عرف معنى الواجب و حقيقة الممكن ، و تيقن بأن الواجب - أي الحقيقة التي تقتضي بنفس ذاته التحقق و البقاء ، و هو صرف الوجود - يجب أن يكون تاما فوق التمام ، و لا يتصور حقيقة أتم كمالا منه ، و الحقيقة التي هذا شأنها يجب أن يكون ما سواها باسره مستندا إليها و صادرا عنها على أشرف أنحاء الصدور و أقواها.
وهذا النحو الأشرف الأقوى الذي لا يتصور نحوه أقوى منه في الاختراع و أدل منه على كمال عظمة الموجد و قدرته ، و هو كون ما سواه سبحانه من الموجودات ، إما اعتبارات و شؤنات لدرجات ذاته و اشراقات لتجليات صفاته ، كما ذهب إليه قوم ، أو كونها ماهيات امكانية اختراعية علما و عينا ، صادرة عنه سبحانه بوجودات خاصة متعددة ارتباطية بمحض إرادته و مشيته ، كما ذهب إليه آخرون و لو لم يكن غيره من الموجودات مستندا إليه على أقوى أنحاء الاستناد ، لم يكن تاما فوق التمام ، اذ تكون الذات التي يستند الكل إليها بأحد النحوين اكمل منه وأشرف.
و إذا عرف أنه سبحانه كذلك ، يعرف أنه ليس في الوجود حقيقة أحد سواه و غيره حقيقته العدم و ما له من الوجود و الظهور منه سبحانه ، و بعد هذه المعرفة لا يختار غيره تعالى عليه ، و يعلم أن العباد كلهم عجزة لا يملكون لأنفسهم نفعا و لا ضررا ، و لا يملكون موتا و لا حياة فلا يتغير قلبه بمشاهدة الخلق ، و لا يلتفت إليهم إلا بخطرات ضعيفة لا يشق عليه ازالتها ، فيعمل عمل من لو كان على وجه الأرض وحده لكان يعمله و أما العلاج العملي ، فهو أن يعود نفسه على إخفاء العبادات و اغلاق الابواب دونها ، كما تغلق الابواب دون الفواحش ، حتى يقنع قلبه بعلم اللّه و اطلاعه على عبادته ، و لا تنازعه النفس إلى طلب علم غير اللّه به.
و ذلك و إن شق في بداية المجاهدة ، لكن إذا صبر عليه مدة بالتكلف سقط عنه ثقله وهان عليه بتواصل الطاف اللّه و ما يمده به عبادة من حسن التوفيق و التأييد : { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد : 11] .
فمن العبد المجاهدة و من اللّه الهداية : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة: 120] .
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|