أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2016
2674
التاريخ: 30-8-2022
1507
التاريخ: 6-4-2022
1838
التاريخ: 5-10-2016
2695
|
اعلم أن حب الجاه و الشهرة من المهلكات العظيمة ، و طالبهما طالب الآفات الدنيوية و الأخروية ، و من اشتهر اسمه و انتشر صيته لا يكاد أن تسلم دنياه و عقباه ، إلا من شهره اللّه لنشر دينه من غير تكلف طلب للشهرة منه.
ولذا ورد في ذمهما ما لا يمكن احصاؤه من الآيات و الاخبار : قال اللّه سبحانه : {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا} [القصص: 83] , و قال : {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود : 15، 16] .
وهذا بعمومه متناول لحب الجاه ، لأنه أعظم لذة من لذات الحياة الدنيا و أكبر زينة من زينتها.
و قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) -: «حب الجاه و المال ينبتان النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل», و قال (صلى اللّه عليه و آله) -: «ما ذئبان ضاريان أرسلا في زريبة غنم بأكثر فسادا من حب الجاه و المال في دين الرجل المسلم» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) -: «حسب امرئ من الشر إلا من عصمه اللّه أن يشير الناس إليه بالأصابع».
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) -: «تبذل و لا تشتهر، و لا ترفع شخصك لتذكر، و تعلم و اكتم ، و اصمت تسلم ، تسر الأبرار و تغيظ الفجار».
وقال الباقر (عليه السلام): «لا تطلبن الرياسة و لا تكن ذنبا ، و لا تأكل الناس بنا فيفقرك اللّه». و قال الصادق (عليه السلام) -: «إياكم و هؤلاء الرؤساء الذين يترأسون ، فو اللّه ما خفقت النعال خلف رجل إلا هلك و أهلك!».
و قال (عليه السلام) -: «ملعون من ترأس ، ملعون من هم بها ، ملعون من حدث بها نفسه!» و قال (عليه السلام) -: «من أراد الرياسة هلك» , و قال (عليه السلام) -: «أترى لا اعرف خياركم من شراركم بلى و اللّه! إن شراركم من أحب أن يوطأ عقبه ، أنه لا بد من كذاب أو عاجز الرأي» .
والأخبار بهذه المضامين كثيرة ، و لكثرة آفاتها لا يزال أكابر العلماء و أعاظم الاتقياء يفرون منهما فرار الرجل من الحية السوداء ، حتى أن بعضهم اذا جلس إليه أكثر من ثلاثة قام من مجلسه ، و بعضهم يبكى لأجل أن اسمه بلغ المسجد الجامع ، و بعضهم إذا تبعه أناس من عقبه التفت إليهم و قال : «على م تتبعوني ، فو اللّه لو تعلمون ما اغلق عليه بابي ما تبعني منكم رجلان», و بعضهم يقول : «لا اعرف رجلا أحب أن يعرف إلا ذهب دينه و افتضح» , و آخر يقول : «لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس» , و آخر يقول : «و اللّه ما صدق اللّه عبد إلا سره ألا يشعر بمكانه».
ومن فساد حب الجاه : أن من غلب على قلبه حب الجاه ، صار مقصور الهم على مراعاة الخلق ، مشغوفا بالتودد إليهم و المراءاة لأجلهم ، و لا يزال في أقواله و أفعاله متلفتا إلى ما يعظم منزلته عندهم ، و ذلك بذر النفاق و أصل الفساد ، و يجر لا محالة إلى التساهل في العبادات و المرآة بها و إلى اقتحام المحظورات للتوصل بها إلى اقتناص القلوب ، و لذلك شبه رسول اللّه حب الشرف و المال و افسادهما للدين بذئبين ضاربين ، و قال : «إنه ينبت النفاق كما ينبت الماء البقل» ، إذ النفاق هو مخالفة الظاهر للباطن بالقول و الفعل ، و كل من طلب المنزلة في قلوب الناس يضطر إلى النفاق معهم ، و إلى التظاهر بخصال حميدة هو خال عنها ، و ذلك عين النفاق.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|