أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-12
463
التاريخ: 2024-06-01
760
التاريخ: 2024-02-28
918
التاريخ: 2024-10-15
754
|
النهضة في العصر الصاوي مع الأسرة السادسة والعشرين 664 "؟ " -525ق. م:
روى أخبار هذا العصر إلى جانب نصوصه القليلة الباقية، كل من المؤرخ هيرودوت، وبعض النصوص المسمارية العراقية، وروايات من العهد القديم، وجانب من تاريخ يوسيفوس تأثر فيه بتاريخ مانيتون.
وحاول أهل العصر في نهضتهم أن يقوموا بمثل ما قامت أوائل الدولة الحديثة به في إجلاء المستعمر، وتحرير البلاد، وإعادة تنظيم الجبهة الداخلية، واستعادة وحدة الحكم المركزية، واسترجاع الهيبة الدولية والولايات الخارجية. ولكن الظروف كانت مختلفة بين العصرين، فاختلفت الوسائل تبعًا لها.
وينسب العصر إلى اسم عاصمته صا "الحجر" على فرع رشيد في غرب الدلتا، وهي مدينة ذكرتها النصوص القديمة باسم "ساو" واشتهرت لدى الإغريق باسم "سايس" وحكمت فيها الأسرة الرابعة والعشرون. ولما قضى حكام نباتا الجنوبيون على استقلال هذه الأسرة ظل أمراؤها يجاهدون في سبيل كيانهم خلال عصر الأسرة الخامسة والعشرين، ثم جامل الغازي الآشوري زعيمهم نيكاو رغبة في استغلال عداء أسرته التقليدي للبيت النوبي المصري خصيم الطرفين. وعندما اختفى شبح تانوات آمون وريث هذا البيت الأخير كان أكبر المستفيدين من فراغ جو السياسة المصرية هو "بسماتيك" "واح إب رع" بن نيكاو، بعد أن أنس الملك الآشوري إليه كما أنس إلى أبيه الذي يحتمل قتله بتدبير تانوات آمون. فاستغل هو هذا الوضع الاضطراري من أجل يوم لاحق يقيم فيه أسرة حاكمة جديدية ويستعيد فيه لبلده استقلالها. ومهد لمشروعه هذا بمحاولة تجميع السلطة الداخلية في يديه على غفلة من الآشوريين، وعلى حساب نفوذ أضرابه من الأمراء الذين عاشوا في نظام إقطاعي شجعه الآشوريون للإبقاء على تمزيق السلطة بينهم، وكانوا فيما روى هيرودوت أحد عشر أميرًا في الدلتا، ضايقوه بعد أن ظهر طموحه (1) بحيث لم تظهر له نصوص يعتد بها قبل عام حكمه التاسع، فصمد لهم واستعان عليهم بأحلاف من مصر الوسطى كان من أكبرهم سماتاوي تاف نخت أمير أهناسيا، وقد أعانوه بقواتهم البرية والملاحية، ولقوا منه بعد ذلك جزاء وافيًا، فأثابوهم بحكم ثلاثة أقاليم من الصعيد وجعل لهم احتكار "؟ " الإشراف على الملاحة النهرية في الصعيد كله (2). وهنا يضيف هيرودوت أنه استعان إلى جانبهم بمرتزقة من الإغريق، أو استعان ببعض رجال صديقه جيجس ملك ليديا كما تروي المصادر الآشورية ونذكر بعض قليل. ولما ضعف شأن طيبة بذهاب حلفها مع نباتا وتدمير الآشوريين لها، استفاد بسماتيك من الفراغ القائم ففاوض أميرها منتومحات على أن يُبقي له إدارتها المدنية، وفاوض كبيرة كاهناتها شبتن وبة الثانية أخت تاهرقه على أن يدعها في منصبها بشرط أن تتبنى ابنته نيت إقرت "نيتوكريس"، وتتخلص من ربيبتها الأولى "ابنة تاهرقه" وعندما نجح التفاوض وتم التبني وضمن به لابنته الإشراف الروحي على معابد آمون وأتباعه، والإشراف المادي على ثروات طيبة، زادها بإقطاعيات أخرى من مصر الوسطى ومن الدلتا كان بعضها إهداءات من المعابد وربما من الأثرياء أيضًا. وجعل لها حاشية كبيرة تشبه حاشية الملكات تخير رؤساءها من رجال الدلتا (3). ثم عهد بإقليم إدفو وأسوان إلى أجد أنصاره. وبهذه الإجراءات المتتابعة اعتقد بسماتيك أنه حقق التوازن بين أولياء السلطة في مملكته المرتقبة، فالصعيد قسم سلطاته بين ثلاث جهات حاكمة، والدلتا أغرى بعض كبارها بمناصب في الصعيد، وابنته أشرفت باسمه على كهنوت آمون وأملاكه. وكما جرت العادة، غالبًا ما كان المنعم عليهم يعهد إليهم بوظائف كهنوتية حتى يستفيدوا من مخصصاتها ويقللوا من تضخم ثروات المعابد الكبيرة ولا يثقلوا في الوقت نفسه على ميزانية الدولة بأعباء كبيرة(4). وكما حقق الرجل التوازن الإدراي من وجهة نظره، اعتقد أنه يحقق التوازن في الجيش كذلك بالاستعانة بمرتزقة من الإغريق أو المتأغرقين يقفون في مقابل المجندين والمرتزقة من المهجنين الليبيين وغيرهم. وعندما تطلع إلى الخارج كانت الظروف مواتية، فقد واصلت آشور نضالًا عنيفًا حينذاك مع منافستها القوية عيلام، وواصلت انتقامًا عنيفًا من أختها اللدود بابل ومن حلفائها، وواجهت عدة ثورات في الشام، واشتبكت مع دولة ليديا في آسيا الصغرى، وهنا حدث ما أسلفنا خبره من أن بسماتيك حالف "جيجيس" ملك ليديا "حوالي عام 655 أو 654ق. م" على أن ينجد أحدهما الآخر حين الحاجة، وعلى أن يستعين ببعض مواطنيه الإيونيين والكيريين كمرتزقة في جيشه (5). وقد كانت الشقة بعيدة بين الحليفين ولكن قرب بينهما عداؤهما لآشور، وعدم خوف أحدهما من أطماع الآخر، مع تقدير الإغريق لمصر على الرغم من النكبات التي حلت بها. وسبق معرفة المصريين بالإغريق والمتأغريقين من قبل تجارًا ومرتزقة وملاحين مهرة. وفي أعوامه الأولى تخلص بسماتيك وأعوانه من النفوذ الآشوري، وقضوا عليه بعد سنوات قليلة من بدايته، وإن كنا لا ندري للأسف من تفاصيل كفاحهم المسلح ضده ولا كيفية إجلائهم الحاميات الآشورية عن مصر إلا ما ألمح هيرودوت إليه من أنهم تعقبوها حتى فلسطين (6). ووفت مصر بعهدها مع جيجيس فأعدت له نجده في كفاحه ضد الهجرات السيميرية وضد الآشوريين، ولكن سقوطه كان سريعًا "في عام 653ق. م." فلم تؤد النجدة دورها.
وتفرغ بسماتيك لتأمين مركزه وبلده، وسلك سبل السياسة والقوة معًا، فآثر السلام مع نباتا وأوفد سفارة إليها عادت منها بالهدايا (7)، واكتفى بما نجح فيه من تخليص بلده من نفوذ الآشوريين ولم يستمر في عدائه الصريح لهم بعد مقتل حليفه جيجيس، وربما هادنهم وهادنوه حتى يفرغوا من متاعبهم (8). فاستفاد من هذه الهدنة وسعى برجاله لضمان الخطوط الأمامية في فلسطين، ومضى في هذه الخطوة الأخيرة على مهل، وحدث حين تنفيذها أن وصلت طلائع هجرات السكيثيين إلى جنوب الشام، وهي جزء من هجرات آرية خرجت من أوساط آسيا وهددت حدود آشور وخربت مدن آسيا الصغرى وتسرب بعضها جنوبًا عبر الساحل إلى فلسطين حتى عسقلان، وكان أهلها غزاة جوابين غير مستقرين، فاستغل بسماتيك هذه الصفة فيهم ولم يشأ أن يستهلك قواته الحربية معهم فأرضاهم بالعطايا حتى عادوا أدراجهم إلى نواحي آسيا(9). ثم تفرغ بسماتيك لمشروعه الخارجي ومضى فيه حتى أتم فتح مدينة أشدود الحصينة حوالي عام 620ق. م بعد مجهود طويل، ومنذ ذلك الحين أصبح سيد الموقف في بلده وعلى حدوده، بل وبدأت مصر تمد العون للآشوريين في نكباتهم المتلاحقة أمام البابليين والماذيين، دفعًا لخطر هذين الأخيرين على الوضع القائم في الشرق القريب.
وطال عهد بسماتيك خمسة وأربعين "أو أربعة وخمسين" عامًا شغلت أغلبها فرحة التحرر من الغزو الآشوري واستعادة وحدة البلاد وعودة الأمن إلى أرضها. وانعكس ذلك على نواحي الحياة الداخلية كلها، فاشتدت الإشادة بالقومية وبعراقة الأصول؛ وكان من وسائلها إحياء تقاليد الدولة القديمة في اللغة والدين، وإحياء أساليب الدولتين القديمة والوسطى في فنون النقش والتصوير والنحت، مما سنعود إلى ذكره في ختام هذا العصر، ولما كان النصر يرد عادة إلى التأييد الروحي من الأرباب والمساهمة المادية من معابدهم كما يرد إلى الملوك بخاصة؛ فقد كانت النتيجة الطبيعية بعد إحراز النصر هي رد الفضل لهؤلاء وهؤلاء مضاعفًا عن طريق الإسراف في إقامة المعابد وتوابعها، وإقامة القصور والمسلات والتماثيل ورصد الهبات والأوقاف بأسماء الآلهة والملوك. وكان نصيب مدن الوجه البحري ومعابده من تجديدات العصر أكثر من نصيب الصعيد، بحكم وجود عاصمة الدولة فيه، فنشطت الإشادة بأربابه لا سيما نيت ربة سايس، وبتاح رب منف، بل ورمزه الحيواني أبيس، حتى طغت سمعتهم على سمعة أرباب الصعيد فيما خلا آمون رع الذي احتفظ بمكانته كإله أعلى للدولة.
أن العصر الجديد بدأ، كغيره من العصور، برفع طبقات وخفض أخرى، وإضعاف أسر إقطاعية وتدعيم أخرى، تبعًا لميول الحاكم ومدى ما يلقاه من تأييد أو معارضة من طبقة أو أخرى وللحد من تضخم ثراء الإقطاعيين الجدد من مدنيين ودينيين. وسلك بسماتيك سنة اتبعها خلفاؤه، وهي الإيحاء إلى كبار أولئك الإقطاعيين بالتبرع بجانب من ثرواتهم العقارية للمعابد التي تحتضنها الدولة، مع استمرار الدولة في الوقت نفسه على سياسة خلع المناصب الكهنوتية التشريفية على المقربين إلى الملك حتى يستفيدوا من مخصصاتها ويقللوا من تضخم ثروات معابدها واحتكارات كهنتها، ولا يثقلوا في الوقت ذاته على ميزانية الدولة بأعباء كبيرة(10). وبتعبير آخر يمكن القول بأن أولئك الملوك أشعروا الإقطاعيين المتبرعين بأن حكومتهم لا تبغي أن تقاسمهم ثرواتهم لصالحها الخاص وإنما لصالح الأرباب، كما أشعروا أنصارهم أصحاب الإنعامات الجديدة بأن إنعاماتهم عارية بمكن أن تعود ثانية إلى الأرباب.
وظن بسماتيك أنه حقق التوازن في جيشه بالاستعانة بالمرتزقة الإغريق أصحاب العزائم الجديدة وأبناء البلاد البعيدة التي لا يخشى من استغلالها لوضعهم في جيشه، وذلك في مقابل المرتزقة الآخرين الذين تبعه بعضهم وتبع بعضهم الآخر الأمراء الذين نافسوه في بداية عهده، ثم لتزويد جيشه بدماء جديدة بعد أن استرخت همم المجندين المهجنين والمرتزقة من الصحراء والواحات الليبية ومن النوبة، وأمثالهم، واستناموا إلى العقارات الزراعية والمرتبات التي خصصتها الدولة لهم، أي أنه عالج الخطأ بخطأ آخر واتخذ من خطئه الجديد حرسًا خاصًّا وحاميات للحدود، ومنها حامية في حصن دفنة على الصحراء الشرقية، وهو حصن ذكره سفر إرميا بما يعني حصن البرابرة(11). وفي ماريا قرب مريوط على بداية الحدود الغربية، وفي إلفنتيني عند أسوان. وتوافد في أعقاب هؤلاء المرتزقة أعداد من التجار الإغريق عملوا لحسابهم في مصر، ووسطاء بينها وبين بلادهم، في تجارة الغلال والفضة والمصنوعات الدقيقة والفنون. وهنا روى هيرودوت أن بسماتيك أوصى بتكوين طائفة من التراجمة لتيسير التفاهم بين الوافدين الإغريق وبين هيئات الجيش والبلاط والإدارة فضلًا عن أغراض التجارة والزيارة، وكان نواتها عدد مختار من الشبان المصريين النابهين(12).
وعند وفاة بسماتيك، كان الأمور قد مضت سريعة في الشرق الأوسط، فقضى البابليون والماذيون على كيان آشور "راجع فيما بعد". وطمعت بابل في أن تستعيد الأملاك الآشورية الغربية في الشام لحسابها، ولكن مصر اختطت نفس الخطة لصالحها في عهد نيكاو الثاني "وحم إب رع" "610 - 595ق. م" وقدرت طموح بابل، فبادرت بالخطوة الأولى، وخرج نيكاو بجيشه إلى فلسطين في عام 608 فشق الجيش طريقه دون معارضة تذكر، وعندما اعترضه حاكم أورشليم اليهودي يوشيا أنذره بالحسنى ولكنه لم يرعو ففتك به في مجدو(13). ثم تابع مسيرته في أواسط سوريا وشمالها، وأحرز نجاحًا ضد البابليين قرب قرقميش عند كيموخو وقوراماتي اللتين ذكرتهما النصوص المصرية عند الفرات، وربما عاون حينذاك بقايا الآشوريين بقيادة آشور أو بالليط. وبهذا استعاد الإشراف المصري على أجزاء واسعة من الهلال الخصيب فيما بين عامي 608 و605ق. م. وعاقب نيكاو أورشليم مرة أخرى فعزل حاكمها ابن القتيل وعين بدله أخذه إيليقيم الذي غير اسمه إلى يهو ياقيم، ليكون تابعه، وألزمه بجزية ضخمة (14). ثم بدأت المقادير تسلك وجهة أخرى منذ أن عهد الملك البابلي نابو بولاسر بجيوشه إلى ولده "نبوخذ نصر" "نابو - كدوري - أوصر" وكان كفئًا لمواجهة الموقف من وجهة النظر البابلية، ولكن نيكاو المصري تجاهل هذه الحقيقة وركبه الغرور، فترك المبادة وتوقف بجيشه طويلًا عند نهر الكلب حتى يسجل له رجاله أخبار نصره وآيات تمجيده، فكانت فرصة لولي العهد البابلي دعم جيشه فيها وتخير موضع معركته فتيسر له النصر عند قرقميش في عام 605 أو 604ق. م (15). وحينئذ تخلى نيكاو عن شمال سوريا كارهًا واحتفظ بجنوبها، ولكن لم يطل احتفاظه بها بعد أن خلف نبوخذ نصر أباه وتشجع باستقرار دولته فتابع طريقه بجيشه إلى فلسطين وحينئذ أعلن له يهوياقيم اليهودي الطاعة وصار عبده ثلاث سنوات على حد تعبير سفر الملوك، ثم ثار عليه وكون حلفًا ضده بتشجيع مصر التي أفسدت هجومًا بابليًّا على حدودها في عام 601ق. م، فضربه بنوخذ نصر بقواته وبمن خرجوا عن حلفه من أهل الشام، أو كما روت أسفار التوراة "أرسل ضده جيشًا مؤلفًا من كلدانيين وسوريين ومؤابيين وعمونيين" (16). وقُتل اليهودي خلال الحصار وسبي قومه ومعهم ولده يهويا كين في عام 597ق. م، وعين نبوخذ نصر "صدقيا" ملكًا جديدًا على أروشليم وسوف تكون له قصته معه.
وتجمدت السياسة الحربية الشمالية لمصر في بقية عهد نيكاو، سواء نتيجة لعقد معاهدة عدم اعتداء بينه وبين بابل وهذا ما رواه هيرودوت وزاد عليه أن نيكاو زوج أخته أو ابنته من نبوخذ نصر فصرات ملكة على بابل (17). وهي رواية لم تتأكد بعد. أو نتيجة لانشغال نيكاو بحدوده الجنوبية. أو لرغبته في الاتجاه إلى إحراز سيادة بحرية لأغراض التجارة وأغراض التوسع وحماية السواحل. وقد لوحظت كثرة ألقاب "قباطنة الأساطيل الملكية في "البحر" الأخضر الكبير" في نصوص عهده (18). وكان خير ما ذكره التاريخ لسياسته هذه أمران، وهما: محاولة ربط الدلتا بالبحر الأحمر بطريق مائي لتشجيع التجارة البحرية وزيادة الاستفادة من مواردها، بشق قناة تجري من فرع الدلتا البوبسطي القديم حتى خليج السويس أو البحيرات المرة قرب ميناء الإسماعيلية الحالية، وقد روى هيرودوت أن المشروع بعد أن بدأ واستهلك آلافًا من الرجال أوقف فجأة نتيجة لوحي إلهي تنبا لنيكاو بأنه يبذل جهده لمصلحة الأجنبي، وأضاف ديودور الصقلي أن المصريين تخوفوا أن يكون منسوب مياه البحر أعلى من منسوب مياه فروع الدلتا فيغرقها. ولكن يبدو أن المشروع تم حينذاك فعلًا، أو تم أغلبه (19).
أما المأثرة الأخرى، فهي إيفاد بعثة بحرية للدوران حول إفريقيا، وقد بدأت رحلتها من البحر الأحمر، وروى هيرودوت أنها أتمتها في ثلاث سنوات، كانت تريح فيها على البر خلال مواسم الخريف، ثم عبرت مضيق جبل طارق "أعمدة هيراكليس"، وعندما عادت روى رجالها أنهم في دورانهم حول الأرض "أي إفريقيا" ظلت الشمس على يمينهم، على عكس ما خرجوا به، وهي ملاحظة شك هيرودوت في إمكان حدوثها، مع أنها كانت دليل صدقهم. وكانت من أقدم المرات التي تم فيها مثل هذا المشروع البحري الضخم لأغراض الكشف والمعرفة وإظهار المهارة وفتح أسواق للتجارة وأملًا في توسيع النفوذ في آن واحد، ولابد أنه مهدت له معارف وإرهاصات سابقة، روى هيرودوت منها بناء سفن كورنتيه أو إيونية ذات ثلاث طبقات من المجاذيف Triremes كانت تمخر عباب البحر الشمالي "المتوسط" والخليج العربي "السويس"، والاستعانة بخبرة ملاحين فينيقيين إلى جانب الملاحين المصريين (20).
لم تتغير هذه السياسة كثيرًا في الداخل أو في الخارج خلال عهد بسماتيك الثاني "نفر إب رع"- منذ 595ق. م. وفيه خرج موكب ملكي أو بعثة ملكية من مصر إلى سوريا صحبها عدد من الكهنة اختيروا من معابد مختلفة، ومن طريف ما سجل بهذه المناسبة أن كهنة طيبة رشحوا كاهنًا منهم يدعى بادي إيسة وقالوا له: "لقد وقع الاختيار عليك للذهاب إلى بلاد خارو مع الفرعون، وما من أحد في هذه المدينة يمكن أن يقوم بهذا عداك، فلاحظ أنه كاتب دار الحياة وما من شيء تسأل عنه لن تجد له الجواب الملائم"(21). ولعلهم قصدوا بذلك أسئلة كهنة سوريا ومحاوراتهم له. وإن لم يسلم بادي إيسة في الوقت نفسه من كيد بعض زملائه له.
وظلت مصر على الرغم من سياستها الشمالية السلمية تستقبل اللائذين بها من أهل الشام ومن اليهود الفارين من وجه البابليين. وإذا كان ثمة جديد في هذا العهد فهو قيام مشكلات في الجنوب استدعت إيفاد حملة اشترك فيها مع المصريين مرتزقة من الإغريق والكيريين ومن الصحراء الغربية وربما من اليهود المتمصرين أيضًا. وسجل كاتب أو ضابط إغريقي على أحد تماثيل رمسيس الثاني في معبد أبي سنبل ما يقول: "بعد أن وصل الملك "بسماتيك" إلى إلفنتيني كتب هذه العبارات من أبحروا مع بسماتيكوس بن ثيوكلوس، ووصلوا إلى ما بعد كيوس وإلى الحد الذي سمح النهر به، وكان أصحاب اللسان الأجنبي تحت قيادة بوتاسيمتو، بينما قاد المصريين أمازيس"(22) ويحتمل باوغ الحملة حدود نباتا ثم عودتها إلى مصر بخيرات كثيرة سمحت لفرعونها بأن يغدق الإنعامات على أعضائها والكثير من المنشآت الدينية. وكان قائد الفرقة الأجنبية مصريًّا أو متمصرًا يدعى بادي سماتاوي وهو الذي حور كاتب النص الإغريقي اسمه إلى بوتاسيمتو(23).
وتحولت سياسة مصر إلى ممارسة القوة في الشمال في عهد واح إب رع "حعع إب رع" الذي اشتهر عند الإغريق باسم أبريس واعتقد الأستاذ فلندرز بترى أنه عثر على جزء من قصره في منف. وكان سر تغيرها أمران، وهما: رغبة مصر في الاستفادة من إمكانيات قوتها البحرية النامية في مراقبة مواني الشام لتعطيل مصالح البابليين فيها وحتى لا يستغلوها ضدها، أو على الأقل لتأمين تجارتها التي تأثرت بامتداد النفوذ البابلي، ثم عودة البابليين إلى التوسع الحربي في فلسطين وحصارهم لثورة أورشليم في عام 588ق. م. ولكن خان الحظ مصر في مشروعاتها، فاصطدمت مصالحها بمصالح الميناءين صور وصيدا وحدثت اشتباكات بهما واستولت على صيدا(24)، كما تدخلت لمصلحة أورشليم ولكنها لم تلق منها جزاء ولا شكورًا. فقد شجعت التحركات المصرية مدن فلسطين على الثورة ضد النفوذ البابلي، مما أدى بجيوش نبوخذ نصر إلى مهاجمتها ومحاصرة أورشليم للمرة الثانية، وهنا ساعدها أبريس المصري على مقاومة الحصار في عام 587ق. م انقسم أهلها حينذاك فريقين: فريقًا تزعمه صدقيا وحمد لمصر معونتها وتكلم باسمه النبيء حننيا فدعا إلى كسر لنير البابلي باسم الرب، وفريقًا آخر تزعمه إرميا وأخذ يتنبأ بأن ملك مصر سوف يعود إلى بلده وأن البابليين سوف يستولون عن أورشليم ويحرقونها وأنه يجب وضع أعناق الأمة تحت نير ملك بابل بأمر الرب أيضًا(25). وهكذا كان شأن من يدعون النبوة من بني إسرائيل، إلا من عصم!. وتحقق تشاؤم إرميا، ودمر البابليون أورشليم في عام 586ق. م. وشاءت الأقدار أن يأسروا صدقيا صديق مصر وأتباعه وعينوا جداليا مكانه، بينما لاذ عدوها إرميا خصيم مصر برحابها بعد أن ضيق البابليون عليه وعلى قومه، ثم لم يحمد لها صنيعها، ولم يشكر لملكها أن قبل بعض اليهود مرتزقة في جيشه، وإنما واصل نعيبه قائلًا "هكذا قال الرب، لسوف أوقع الفرعون هوفرا بين يدي أعدائه الذين يطلبون حياته"(26).
وترك نبوخذ نصر أورشليم ودق الحصار على أسوار صور، فصمدت له ثلاثة عشر عامًا، وعاونها المصريون من البحر "راجع تاريخ العراق"، مما أثار حفيظته على مصر وجعله يصمم على الانتقام المباشر منها. وقد تحدثت نصوصه عن حملة أرسلها إلى حدودها الشمالية الشرقية "في عام 568 أو 567"(27)، ولا ندري هل حدثت الحملة فعلًا وفشلت، أم لم تحدث إطلاقًا.
وكان أمام الفرعون واح إب رع "أبريس" من المشاكل الأخرى ما أثقل عليه بعد أن اتجه بفضيلة النجدة هذه المرة إلى الغرب، فعادت عليه بأذى لا يقل عن الأذى الذي أصابه من الشرق، فقد نشأ نزاع مرير بين القبائل الليبية الممتدة حتى تونس الحالية وبين جماعات من الدوريين الإغريق استعمروا برقة وما حولها استعمارًا تجاريًّا ما لبث حتى تحول إلى استعمار سياسي أصبحوا به سادة البلد واتخذوا مدينة Cyrene أو قرنية عاصمة لهم، وشيئًا فشيئًا ازدادت أعدادهم بمهاجرين جدد، وازداد ضدهم في الوقت نفسه ضيق الليبيين بهم لمنافستهم إياهم في أرزاقهم وأرضهم وتعاليهم عليهم، وطلب هؤلاء الأخارى عون مصر فأعانتهم عسكريًّا ولكن جيشها وقع في كمين ولم يعد منه غير القليل، فثار العائدون مع المواطنين ضد فرعونهم واح إب رع في مصر واتهموا بأنه دبر هذه الحملة ليتخلص من المحاربين المصريين في الجيش حتى يزداد تسلطًا على مصر، وأنه أسرف في احتضان الإغريق على حسابهم(28)، وكان لكل من الاتهامين نصيب من الصحة فيما يبدو. وقد أزاد التذمر ضده ضيق الكهنة في عهده من إسرافه في منح مناصب المعابد لكبار موظفيه المدنيين(29).
وندب واح إب رع قائد جيشه "المصري" أحمس للتفاوض مع الثوار، ولكنهم اجتذبوه إلى صفوفهم وعهدوا إليه بزعامتهم فهاجم بهم الفرعون وأنصاره وأسره ويبدو أنه أجبره على إشراكه في الحكم معه. ثم تجدد القتال بينهما وقتل واح إب رع على أيدي الثوار أو اغتيل بأيدي أعوانه(30).
وأصحبت حزازات الإغريق مع المصريين مشكلة عويصة، ردها هيرودوت إلى اختلاف العقائد بين الطرفين وروى أنه بلغ من أمرها أن المصريين كانوا يأنفون "أحيانًا" من تقبيل إغريقي أو استعمال أدواته الخاصة، كما ردها معه بعض المحدثين إلى اختلاف حضارتي الفريقين، وإلى اختلاف نظره كل منهما إلى الأخذ بأمور النظافة المادية والمعنوية "وقد أبدى هيرودوت عجبه من إسراف المتدينين المصريين في نظافتهم"(31) ولكل هذا صحته، ولكن دون أن نستبعد العامل القومي في القضية وتقدير مرارة المصريين من انتقال مقاليد الحرب والاقتصاد من بلدهم إلى أيدي دخلاء يسهل تقبلهم على الرحب والسعة إن كانوا قلة أو رضوا بالقليل، ولكن الإغريق غدوا كثرة ينعمون بالكثير، ويتبادلون النفع والانتفاع مع الحكام ولا سبيل إلى استهلاك تقاليدهم الإغريقية في المحيط المصري بسهولة, وأصبح على أحمس المصري، أو أمازيس كما اشتهر عند الإغريق أن يحل المشكلة بعد أن ولته مصر عرضها باسم خنم إب رع -أحمس- سانيت، وكان أميل إلى السلم والسياسة مرحًا ذكيًّا ساخرًا محبًّا للشراب يميل إلى الدعابة الشعبية(32)، على عادة أغلب المصريين.
وفي هذه الظروف القلقة وخلال الحرب الأهلية انتهز نبوخذ نصر البابلي فرصته فهددت جيوشه الحدود المصرية ثم ارتدت عنها ربما بشيء من الهدايا والمصالحة على عدم الاعتداء(33).
ولأمر ما جامل أحمس الإغريق كما راعى مصالح المواطنين المصريين، ولعله أراد ألا يخسر صداقة العالم الإغريقي لو اشتد على الإغريق في بلده في عهد ظهرت فيه إرهاصات بأخطار جديدة من جانب الفرس، فأرضى الشعور الوطني أولًا بأن أمر بسحب القوات الإغريقية والمتأغرقة من حاميات الحدود وإسكانهم في أحياء خاصة من مدينة منف التي عاد إليها دور العاصمة الأولى، ليظلوا تحت رقابة بلاطه وليكونوا قلة في مجموع منف الكبير. كما عمل على إبعاد التجار الإغريق عن مناطق الاحتكاك المباشر بالمصريين، ومنعهم التجول في الأسواق المحلية ولكنه لم يحرمهم من حرية العمل جملة، وإنما سمح لهم بتركيز نشاطهم في بلدة نقراطيس، وهي بلدة تقع على الجانب الغربي من الفرع الكانوبي في نطاق الإقليم الصاوي، وتقوم على أنقاضها، نقرش وكوم جعيف قرب محافظة الإسكندرية أي في نطاق إقطاعيات الأسرة الحاكمة وتحت إشرافها. وكان الإغريق على معرفة بها منذ أن سمح بسماتيك الثاني لفريق من مهاجري ميليتوس بالإقامة فيها، فوسعوها وزادوا عمرانها ونظموا إدراتها المحلية على النسق الإغريقي، وأقاموا فيها معباد صغيرة لأبوللو وأفروديت وغيرها، وجمعوا بين الأسلوبين المصري والإغريقي فصناعة الجعلان والفخار والتماثيل الصغير التي صدروها إلى مواني البحر المتوسط وجزره لا سيما جنوب إيطاليا وسردينيا. وكان السفن الإغريقية والمصرية تصلها بسهولة، وبهذا كانت سلفًا بعيدًا لميناء الإسكندرية من حيث الأداء(34). واستمر أحمس في توثيق علاقات الود بالإغريق والمتأغرقين الخارجيين، وعقد حلفًا مع قرنيه، وذكر هيرودوت أنه تزوج منها كما تزوج من كريتية، وهادى المعابد الإغريقية. وترتب على ذلك أن اعتبره المؤرخون الإغريق أكثر الملوك الصاويين حنكة وحصافة وخلعوا عليه لقب Phihellene وأشادوا بنجاحه في تحقيق السلم الداخلي بين المصريين وبين الإغريق في ظروف عسيرة ودون التضحية بمصالح اقتصادية أو عسكرية.
ولسنا ندري حقيقة مشاعر المصريين إزاء إجراءاته، ولكن يبدو أنه ظل يتمتع بينهم بشعبية كبيرة. وقد نسب هيرودوت إليه أنه سن قانونًا يقضي على كل مصري بأن يتقدم سنويًّا لحاكم منطقته ليبين له مصادر كسبه ويثبت له حلالها من حرامها، وأن من أهمل ذلك أو عجز عن إثبات موارد رزقه حق عليه الإعدام، وأضاف أن المشرع الإغريقي سولون اقتبس هذا القانون وطبقه في أثينا(35). وقد يكون غرض أحمس من قانونه، فرض ضريبة على الدخل، أو الحد من البطالة والتواكل والكسب غير المشروع بين الناس. وعلى أية حال فإن روح السلام وحب الأمن الداخلي عند أحمس كلاهما لم يخبت طموحه، ولم تمنعه مجاملة الإغريق من منافستهم في البحر المتوسط، فاستولى أسطوله على جزيرة قبرص(36)، ودل بذلك على قوة بحرية سبقت في نشاطها أساطيل البطالمة.
وتعدت سياسة العهد الحدود القريبة إلى ما هو أوسع، فعقدت مصر سلسلة من المعاهدات إتقاء خطر الفرس المرتقب بعد أن ارتفع شأوهم في هضاب إيران "راجع تاريخ العراق". وتحالف أحمس مع كرويسوس ملك ليديا العظيم وبوليكراتيس طاغية ساموس، وثمة فرض باحتمال امتداد الحلف إلى إسبارطه وبابل أيضًا(37). وبدأ قورش ملك الفرس بليديا، وثمة رواية تقول إن مصر أنجدت حليفتها بعشرة آلاف قاتلوا في صفوف متراصة وتترسوا بتروس كبيرة تستر الجسم كله. وانهار كرويسوس ودولته سريعًا، وأضافت الرواية أنه عز على قورش أن يتغلب على المحاربين المصريين بسهولة، فقدر شجاعتهم وأقطع من رغب في البقاء منهم مدينتين على ساحل آسيا الصغرى، وسواء صدقت هذه الرواية أم بالغت، فهي لا تخلو من دلالة على تقدير كفاية المصريين في نظر معاصريهم على الرغم مما شهدته مصر من نكبات في عصورها المتأخرة. وعقب قورش ببابل فابتلعها "راجع تاريخ العراق"، وأثرت ساموس الخضوع، وتبعها الفينيقيون، وبقيت مصر وحدها. وقبل أن يتجه الغول الفارسي إليها، توفي أحمس في عام 526 بعد أن حكم 44 عامًا، ففقدت مصر به ركنًا له كفايته وله شعبيته. وقبل أن نصل بها إلى نهاية المطاف، نستعرض طرفًا من خصائص آثار العصر الصاوي وكتاباته وفنونه.
توزعت آثار هذا العصر في شمال الوادي وجنوبه ولكن تركز أهمها في رحاب ثالث مدن كبيرة وهي سايس ومنف وطيبة. وكانت في الوجه البحري أوفر منها في الوجه القبلي، لولا أن عفت على أغلبها فيه ظروفه الطبيعية والسياسية "من حيث رطوبة أرضه وكثرة تعرضه لمشاكل الغزوات، إلخ" .. وقد دفن بعض ملوك العصر في جبانة سايس، حتى واح إب رع "أبريس" الذي ذهب ضحية خطئه لم يأب شعبه أن يكرم مثواه بعد قتله. واتخذ كثير من كبار الشخصيات، من أطباء وقادة وقباطنة، مقابرهم في سقارة حول أهرام الأسرتين الثالثة والخامس وبجوار ما ظنوه قبر الحكيم إيمحوتب وعلى مقربة من مدافن أبيس "السيرابيوم" المقدسة. واتخذ بعضهم الآخر مقابر في طيبة قرب الدير البحري وعلى مقربة من مقابر عصر الأسرة الخامسة والعشرين، وكان أغلبهم ممن عملوا في خدمة العابدات الإلهيات أو الزوجات المقدسات.
وتأثرت أساليب هذه المباني وتلك برد الفعل القومي الذي وضح بعد الغزو الآشوري وفرحة الخلاص منه، والذي دعا الاعتزاز بالأصول ونادى باحتذاء أساليبها عسى أن يترتب عليها مجد يشبه مجدها القديم. وكان نصيب الفنانين من الاستجابة لهذه الدعوة أن قلدوا مناظر الدولة القديمة المنفية في لوحات مقابرهم الجديدة، من حيث هيئات الملابس والزينة، وتصوير صيد المناقع والأحراج، وتصوير مواكب حاملات الهدايا والقرابين وممثلي الضياع وممثلاتها(38). وجاراهم الكتبة، أو سبقوهم، وتخيروا فقرات كاملة من متون أهرام الدولة القديمة فسجلوها في مقابر الخاصة، وحذوا في كتابة بعض نصوص النصب حذو أسلوب الدولة القديمة وهجاء كلماتها، واستحبوا كتابة بعض هذه الكلمات بحروف هجائية مفرده صريحة(39). وإن لم يمنعهم هذا التمسك بالقديم من المضي في استخدام الخط الديموطي المحدث في الكتابة على البردي وتسجيل شئون حياتهم العادية.
وسلك المثالون من ناحيتهم سبيلين: سبيلًا قلدوا به أساليب تماثيل الدولة القديمة المنفية وملابسها وأوضاع أصحابها الواقفين والجالسين والمتربعين على هيئة الكتبة، وخلعوا فيه على تماثيل ملوكهم مظاهر القداسة القديمة ومثلوهم بنظرات متسامية لا محدودة تنتقل بهم من عالم الناس إلى عالم قدسي عالٍ بعيد(40). وسبيلًا آخر استحب المثالون فيه الأسلوب الواقعي الذي اشتهرت طيبة به، ثم زادوا في إكساب بعض تماثيلهم طابع التأثير والواقعية بأن تخلوا عن تمثيل شعورها المستعارة لأصحابها واكتفوا بالرؤوس الحليقة، مما سمح لهم بأن يظهروا ضيق الرؤوس واتساعها واستطالتها حسب ملامح أصحابها، واعتادوا على أن يصقلوا وجوهها صقلًا كاملًا كلما صنعوها من أحجار صلبة ذات حبيبات دقيقة(41).
__________
(1) Herodotus, Ii, 152, De Meulenaere, Herodotus Et La 26 Ste Dynastie , 1951, 30, 149-150,
(2) Ryland Papyrus Ix, 5, 13 F.; Kees, Ancient Egypt, 217.
(3) Breasted, Anc. Records, Iv, 953 F.; Leclant, Jnes, 1954, 169.
(4) H. Renke, Zaes, Xliv, 45 F.
(5) D. Luckenbill, Ancient Records of Assyria, Ii, 748-485.
(6) Herodotus, Ii, 157.
(7) Kienitz, Op. Cit., 16.
(8) Mary Francis Gyless, Pharaonic And Administration, "663 To 323 B.C.", Carolina, 1959, 21 F.
(9) Herodotus, I, 105; Ii, 30, 153-154, 157; Iv, 46.
(10)H. Ranke, Op. Cit.; H. Kees, Zur Innenpolitik Der Saitendynastie, Ngwg, 1935, 96 F.
(11) إرميا 2: 16، 43: 5 - 7.
(12) H. Rodotus, Op. Cit., 154, 164.
(13) الأيام الثاني 35: 20 - 25. Yoyotte, Nechao, 372.
(14) الملوك الثاني 23 - 35 الأيام الثاني 36: 3 - 4.
(15) Woolley, Charchemish, Ii, 125-127.
(16) الملوك الثاني 24: 1 - 4
(17) Herodotus, I, 184-186.
(18) De Meulenaere, Op. Cit., 60-61.
(19) Herodotus, Ii, 158; Diodorus, I, 33; Strabo, Xvii, 8; See, G. Posener, Chronique D'egypte, 1938, 272; P. Newberry, Jea, 1942, 64 F.
(20) Herodotus, Iv, 42; De Meulenaere, Op. Cit., 50-52.
(21)Ryland Papyri Ix, 14, 19 F .
(22) Sauneron Et Yoyotte, "La Campagne Nubienne De Psammetique Ii", Bifao. 1952, 157, F.; Text: Publications Of The Centre Of Documentation, D 9, J G, Xviii.
(23) Alan Rowe, "New Light On Objects Belonging To The Generals Potasimto And Amasis In The Egyptian Museum", 157 F.
(24) Herodotus, Ii, 161.
(25) إرميا 28: 1، 37: 1 - 5.
(26) الملوك الثاني 25: 25 - 26، إرميا 44: 3.
(27) Langdon, Die Newbabylonischen Konigsinschriften, 207.
(28) Herodotus, Ii, 161, 169; Iv, 159.
(29) J. Reymond, Asae, 1957, 251 F.
(30) Daressy, Rec. Trav., Xxii, 1 F.; Breasted, Op. Cit., IV, 1001 F.
(31)Herodotus, Ii, 41; Yoyotte, Histoire Universelle, 245 F.; M.F. Gyles, Op. Cit., 33-34.
(32) Herodotus, Ii, 169; L. Spence, Myths and Legends of Ancient Egypt, 1949, 196.
(33) Weidomann, "Nebuchadnezar Und Aegyptenns", Aez. Xvi, 87 F.; Kienitz, Op. Cit., 30; Gyies, Op. Cit., 35.
(34) Petrie, Naucratis, I-Ii; Prinz, Funde Aus Naukratis; Milne, Jea, 1939, 177 F.
(35) Herodotus, Ii, 177.
وقد لا تخلو هذه النسبة من شك، على الرغم مما فيها من تمجيد المشرع المصري، إذا قدرنا أن تشريعات ولون التي صدرت عام 594 أو عام 590ق. م قد سبقت تولية أحمس في عام 570ق. م.
(36) Herodotus,Ii, 182; Diodorus, 68. ونسب ديودور بداية الحملات على قبرص إلى عهد أبريس.
(37) Herodotus, I, 77; Ii, 69-70; Iii, 39 F.
(38) Daressy, Rec. Tr., Xvii, 17 F.; Benedite, Mon. Piot, Xxv, I F.; Wreszinsky, Atlos, 132 F.; Schell, Mem. Miss. Arch., V, 624 F.; Petrie, Memphis, Ii, Pls. 2-9; Von Bissing, Archiv F. Orient., Ix, 35 F.; Etc.
(39) Gunn, Asae, 1927, 122 F.; Posener, Op. Cit., 1934, 142; Kuentz, Bifao, 28, 103 F.
(40) Cairo, 528, 533, 835, 925, 36908, 37341; Bosse, Die Menschliche Figur, 1936, Nr. 138, 214, Also 217-218.
(41) Cairo, 898, Berlin, 12500; Florenz, 1525; Bosee, Op. Cit., 205-206.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|