المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6621 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

خصائص قواعد شف الطيفية Spectroscopic Properties of Schiff bases
2024-05-14
الدهانات وطلاءات الصناعية
2023-06-12
اكتشاف الإيثانول
4-6-2018
مـفهـوم وخـصائـص مـقـاومـة التـغيـيـر
29-5-2020
Large Sample z Test
7-5-2017
ابو جعفـر المنصـور
4-7-2017


عبادة الاحرار و الاجراء و العبيد  
  
1786   03:07 مساءاً   التاريخ: 25-9-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3 , ص115-118.
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / آداب / آداب العلم والعبادة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-19 1541
التاريخ: 25-9-2016 2775
التاريخ: 2023-12-15 1598
التاريخ: 2023-12-16 1369

لا يحسب من عبادة اللّه و لا يعد من طاعة اللّه بحيث يترتب عليه الأجر في الآخرة إلا ما يراد التقرب إلى اللّه و الدار الآخرة، أي يراد به وجه اللّه من حيث هو، من دون غرض آخر من الأغراض الدنيوية ، أو يراد به التوصل إلى ثوابه ، أو الخلاص من عقابه ، فمن أراد بعبادته محض وجه اللّه ، و اخلصها له لكونه أهلا للعبادة ، و لمحبته له لما عرفه بجلاله و جماله و عظمته و لطف فعاله ، فاحبه و اشتاق إليه ، و لا يريد سواه ، و لا يبتهج بغير حبه و انسه و الاستغراق في لجة شهوده ، فيفرح بعبادته و توجيه قلبه إليه بطاعته.

فجزاؤه أن يحبه اللّه و يجتبيه ، و يقربه إلى نفسه و بدنه قربا معنويا و دنوا روحانيا ، كما قال في حق بعض من هذا صفته : {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} [ص : 25] , و إلى هذه المرتبة أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله : «إلهي ما عبدتك خوفا من نارك و لا طمعا في جنتك ، و لكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك».

وأما من غرضه نيل الثواب و الخلاص من العقاب ، نظرا إلى انه لم يعرف من اللّه سوى كونه إلها صانعا للعالم قادرا قاهرا عالما ، و ان له جنة ينعم بها المطيعين ، و نارا يعذب بها العاصين ، فعبده ليفوز بجنته أو يتخلص من ناره : فجزاؤه بمقتضى نيته ان يدخله جنته ، و ينجيه من ناره ، لأن جزاء الأعمال على حسب النيات ، كما أخبر اللّه - تعالى- عنه في غير موضع من كتابه ، فان لكل امرئ ما نوى ، و لا تصغ إلى قول من ذهب إلى بطلان العبادة إذا قصد بفعلها الثواب أو الخلاص من العقاب زعما منه أن هذا القصد مناف للاخلاص الذي هو إرادة وجه اللّه وحده ، و ان من قصد ذلك إنما قصد جلب النفع إلى نفسه ، و دفع الضرر عنها لا وجه اللّه - سبحانه- ، فان هذا قول من لا معرفة له بحقائق التكاليف و مراتب الناس فيها ، بل ولا معرفة له بمعنى النية و حقيقتها ، فان حقيقة النية عبارة عن انبعاث النفس و ميلها و توجهها إلى ما فيه غرضها و مطلبها ، إما عاجلا او آجلا ، لا مجرد قول الناوى عند العبادة : افعل كذا قربة إلى اللّه ، و مجرد تصور هذا القول بخاطره و ملاحظته بقلبه و إن لم يكن لنفسه انبعاث إلى التقرب ، هيهات هيهات! إنما هذا تحريك لسان و حديث نفس ، و ما ذلك الا كقول الشبعان : اشتهى هذا الطعام ، قاصدا حصول الاشتهاء ، و هذا الانبعاث إذا لم يكن حاصلا للنفس لا يمكنها اختراعه و اكتسابه بمجرد القول و التصور، و أكثر الناس تتعذر منهم العبادة ابتغاء لوجه اللّه و تقربا إليه ، لانهم لا يعرفون من اللّه - تعالى- الا المرجو و المخوف ، فغاية مرتبتهم ان يتذكروا النار و يحذروا أنفسهم عقابها ، و يتذكروا الجنة و يرغبوا أنفسهم ثوابها  و خصوصا من كان ملتفتا إلى الدنيا ، فانه قلما تنبعث له داعية إلى فعل الخيرات لينال بها ثواب الآخرة ، فضلا عن عبادته على نية إجلال اللّه - تعالى- لاستحقاقه‏ الطاعة و العبودية ، فانه قل من يفهمها فضلا عمن يتعاطاها ، فلو كلف بها لكان تكليفا بما لا يطاق ، وليس معنى الإخلاص في العبادة الا عدم كونها مشوبة بشوائب الدنيا و الحظوظ العاجلة للنفس ، كمدح الناس ، و نيل المال ، و الخلاص من النفقة لعتق العبد و نحو ذلك ، و ظاهر انه لا تنافيه إرادة الجنة و الخلاص من النار بما وعد في الآخرة ، و ان كان من جنس المألوف في الدنيا ، و لو كان مثل هذه النيات مفسدة للعبادات لكان الترغيب و الترهيب و الوعد و الوعيد عبثا ، اذ كل ما وعد به الجنة و اوعد عليه النار مما رغب و وعد به و رهب و اوعد عليه ، و ما ورد في الترغيب و الترهيب و الوعد و الوعيد من الآيات و الاخبار أكثر من ان يحصى ، قال اللّه سبحانه :{ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء : 90] , ثم كيف يمكن للعبد الضعيف الذليل المهين الذي لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرا و لا موتا و لا حياتا و لا شيئا مما ينفعه و يؤذيه ، أن يستغني عن جلب النفع لنفسه أو دفع الضرر عنها من مولاه.

ومن تأمل يجد أن القائل ببطلان العبادة بإحدى النيتين ترجع نيته الصحيحة في عبادته إلى أحداهما و هو لا يشعر به.

ومما يدل صريحا على ما ذكرناه قول الصادق (عليه السّلام) : «العباد ثلاثة : قوم عبدوا اللّه  عز و جل , خوفا فتلك عبادة العبيد.

وقوم عبدوا اللّه تبارك و تعالى طلب الثواب ، فتلك عبادة الاجراء ، و قوم عبدوا اللّه - عز و جل- حبا له ، فتلك عبادة الاحرار، و هي أفضل العبادة» .

وهذا يدل على ان العبادة على الوجهين الأولين لا تخلو من فضل أيضا ، فضلا عن أن تكون صحيحة.

نعم  لا ريب في أن العبادة على‏ الوجه الأخير لا نسبة لمنزلتها و درجتها إلى درجة العبادة على الوجهين الأولين ، فان من تنعم بلقاء اللّه و النظر إلى وجهه الكريم ، يسخر ممن يلتفت الى وجه الحور العين كما يسخر المتنعم بالنظر إلى وجه الحور العين بالملتفت الى الصور المصنوعة من الطين ، و كما يسخر المتنعم بالنظر إلى وجوه النساء الجميلة بالخنفساء التي تعرض عن النظر إلى وجوههن و تلتفت إلى صاحبتها و تألف بها ، بل هذه أمثلة أوردناها من باب الاضطرار، إذ التفاوت بين جمال الحضرة الربوبية و جمال الحور العين او النسوان الجميلة أعظم كثيرا من التفاوت بين جمال الحور العين و الصور المصنوعة من الطين و بين جمال النسوان الجميلة و الخنفساء ، كيف و التفاوت في الثاني متناه و في الأول غير متناه ، وأي نسبة للمتناهي إلى غير المتناهي.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.