أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-10-2016
2389
التاريخ: 18-10-2016
3370
التاريخ: 16-9-2016
1788
التاريخ: 20-9-2016
2054
|
خلفاء حّمورابي (1685- 1530 ق . م .)
أ- سمسو – ايلونا (1685- 1648 ق . م .) :
خلف (سمسو – ايلونا) اباه (حّمورابي) على عرش . واتصفت الفترة الاولى القصيرة من حكمه بالهدوء النسبي ، بدليل تأريخ اعوام حكمه خلالها بناء على تنفيذه المشاريع الاقتصادية والمنشآت المعمارية كشق أٌقنية الري وبناء المعابد للآلهة دون أن يذكر أية حرب او غزوة شنها ضد الاعداء . ولكن هذه الفترة انتهت بتعرض المملكة البابلية لضغط خارجي مما دفعه ليصدر قانوناً خفض بموجبه الضرائب عن المواطنين . ولا شك في انه هدف من وراء ذلك كسب تأييد الشعب ضد عدو جديد ظهر في شمال المملكة وحمل اسم (ريم – سن) . وهذا الاسم هو نفس الاسم الذي كان يدعى به العدو الاكبر لـ (حّمورابي) . وقد يكون هذا الشخص هو احد اقرباء (ريم – سن) القديم الذي انسحب الى المناطق الشمالية ليجهز قبائلها ومن بينها بعض القبائل (الكاشية) للزحف ضد اراضي المملكة البابلية . وقد استطاع (ريم – سن) الجديد بالفعل ان يتوغل في اراضي الجنوب كما نجح في تحريض سكان المناطق السومرية للنهوض ضد الملك البابلي . والدليل على ذلك تأريخه لحدث يقول فيه أنه اصبح ملكاً على البلاد في السنة التي نصبت فيها الربة نينخور زاج الملك ريم – سن على العرش في معبد او بيس ملكاً على كافة انحاء البلاد . ولكن لم يكتب لمحاولته هذه دوام النجاح إذ سرعان ما ثبت انها ليست سوى طفرة يائس في طريقه للانتحار ، لأنه لم يستطع كما ورد في احدى كتاباته : صد الاعداء ودحرهم الى بلدانهم .... وفي هذا اشارة صريحة منه بالذات لفشل مخططه . وبالفعل فقد استطاع (سمسو – ايلونا) ان يخمد ثورة أهل الجنوب وسقط (ريم – سن) صريعا في لهيب النيران التي التهمت قصوره (1) .
وتابع الملك البابلي زحفه ضد المدن الاخرى مثل (اوروك) و (اور) ودمر اسوارها . وشجعت محاولة (ريم – سن) هذه ، بالرغم من فشلها ، امراء بعض المدن البابلية للثروة ضد الملك البابلي . وكان في مقدمة هؤلاء الامراء المدعو (ايلوما – ايلو) احد خلفاء (داميك – ايليشو) ، آخر حكام مدينة (اي – سن) .
واحرز هذا الامير بعض النجاح في تنفيذ مخططه الانفصالي ، والدليل على ذلك الوثيقة ، التي عثر عليها في مدينة (نيبّور) المؤرخة في السنة الثانية من حكمه .
وبالرغم أن الملك البابلي قد اخضع أكثر المدن الثائرة ضده الا انه فشل في القاء القبض على قائد العصيان ، الذي فر الى الجنوب من البلاد ليصبح المؤسس الاول لحكم سلالة جديدة اقامت مملكة في أقصى المناطق الجنوبية من بلاد ما بين النهرين واصبحت تسمى بـ (مملكة بلاد البحر) (2) . وقد شكلت هذه المملكة خلال العصور اللاحقة القطب المضاد للمملكة البابلية وجميع الممالك الاخرى التي قامت في بلاد ما بين النهرين أيضاً بعد انهيار المملكة البابلية القديمة .
ب- أبي – ايشوه ، امّي – ديتانا ، امّي – سدوكا (1647-1562 ق . م) :
وقد بذل خلفاء (سمسو – ايلونا) اقصى الجهود ليحافظوا على كيان المملكة البابلية امام هجمات الشعوب الجبلية ومملكة البحر الجديدة على حد سواء . ونعرف مثلاً أن الملك (أبي – ايشوه) قد شن حرباً ضد (مملكة البحر) ولكنه فشل كسلفه (سمسو – ايلونا) في اخضاع ملكها (ايلوما – ايلو) لسطانة . وقد خاض ايضاً (امّي – ديتانا) في أواخر عهده حرباً ضد مدينة (اي – سن) ودمر اسوارها التي بناها شعب (داماك – ايليشو) جد ملك بلاد (ايلوما – ايلو) . وهذا دليل على ان نفوذ (مملكة بلاد البحر) قد امتد نحو الشمال حتى شمل مدينة (اي – سن) . ولكن الملك (امّي – سدوكا) استطاع ان يضع حداً لنفوذه دولة البحر باتجاه الشمال عندما توغل في مقدمة جيشه في اراضي الجنوب واقام على نهر الفرات في اطراف حدود مملكة البحر سداً منيعاً حال دون تغلغل جنودها في الأرض البابلية .
ج- سمسو – ديتانا (1561 – 1530 ق . م) :
لقد اصبحت اوضاع المملكة البابلية في الداخل وضمن مقاطعاتها التابعة لها خلال عهد (سمسو – ديتانا) مضطربة قلقة . وعادت أكثر المدن من جديد للانفصال عن العاصمة (بابل) . ولذلك استهلك ملك بابل كل وقته لتهدئة هذه الاوضاع ، ثم يتفرغ بعدها للدفاع عن حدود مملكته أمام الاخطار الخارجية .
وتعرضت ارض بابل خلال ذلك لهجمة من نوع جديد ومن جهة لم يكن يتوقعها سكان بلاد ما بين النهرين. لقد قاد هذه الهجمة الملك الحثي (مورشيلي) الاول من آسية الصغرى ، وانهى في ختامها الوجود السياسي للمملكة البابلية القديمة ، بعد أن دام قرابة ثلاثة قرون من الزمن وخلّف في مرحلة من مراحله اشهر ملوكها (حّمورابي) لأجيال الشرق القديم أعظم تراث للعصور القديمة وهو تشريعه الشامل لجميع جوانب حياة مجتمعات بلاد ما بين النهرين وغرب آسية القديمة المتحضرة .
__________
1) King, Chronicles, II, 18.
2) Poebel, ZA, XX, 229 ff.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|