المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

oronto Function
10-6-2019
طرح المتجهات Vectors Subtraction
9-8-2017
اهداف الاتصال
21-8-2020
علماء تربية النحل (دزيرزون(Dzierzon, Revd Dr H.C.J
2024-03-11
تصنيف الحدود السياسية – تصنيف كورزون
14-5-2022
مسنون الذكر في التشهد الأول
2024-09-10


كيفية استحقاقه تعالى للصفات  
  
1151   10:52 صباحاً   التاريخ: 25-10-2014
المؤلف : الشيخ الطوسي
الكتاب أو المصدر : الاقتصاد
الجزء والصفحة : ص 33
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات - مواضيع عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-07-2015 1373
التاريخ: 24-10-2014 1352
التاريخ: 12-4-2017 1083
التاريخ: 3-07-2015 1202

ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﺗﺠﺪﺩ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺑﻘﺪﺭﺓ، ﻷﻥ ﺷﺮﻁ ﺻﺤﺔ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﺭ، ﻭﻫﻮ ﺣﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ. ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻣﺤﺪﺛﺔ، ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻟﻮﺟﺐ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ، ﺇﺫ ﺍﻟﻤﺤﺪﺙ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺤﺪﺙ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻗﺒﻞ ﺇﻳﺠﺎﺩﻫﺎ، ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻻ ﻳﺼﺪﺭ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺭ. ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﻫﻮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ، ﻓﻴﺘﻌﻠﻖ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ، ﻓﻼ ﻳﺼﺢ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ. ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻧﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ. ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺔ، ﻷﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﺎﻋﻞ ﻣﻦ ﺷﺮﻃﻪ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺼﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ. ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺔ ﻻ ﺗﻮﺟﺐ ﺻﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ، ﻷﻥ ﻣﻌﻠﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻻ ﻳﺘﻘﺪﻣﻬﺎ.

ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﻗﺪﻳﻤﺔ، ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻣﺜﻼ ﻟﻪ ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺻﻔﺎﺗﻪ، ﻭﻫﻮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺸﺎﺭﻙ ﻟﻠﻘﺪﺭﺓ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺻﻔﺎﺗﻬﺎ ﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﻮﺟﺐ ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻞ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺷﺎﺭﻙ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺳﻮﺍﺩﺍ ﻛﺎﻥ ﺳﻮﺍﺩﺍ، ﻭﻣﺎ ﺷﺎﺭﻙ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺟﻮﻫﺮﺍ ﻛﺎﻥ ﺟﻮﻫﺮﺍ. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺼﻔﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺑﺼﻔﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ، ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻟﻨﻔﺴﻪ. ﻭﺑﻤﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻠﻢ [ﺃﻧﻪ ﻋﺎﻟﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﺗﺠﺪﺩ] ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻌﻠﻢ ﻣﺤﺪﺙ، ﺇﺫ ﻻ ﺷﺮﻁ ﻳﻘﻒ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻌﺪﻭﻡ ﻳﺼﺢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﺢ ﺑﺎﻟﻤﻮﺟﻮﺩ، ﺑﺪﻻﻟﺔ ﺃﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺲ ﻭﻧﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻌﺪﻭﻡ.

ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻌﻠﻢ ﻣﺤﺪﺙ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ، ﺇﺫ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻋﻠﻤﺎ ﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ ﻟﻮ ﺻﺢ ﻭﺟﻮﺩ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻟﻪ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺃﻭﻻ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ، ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﻘﻊ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ، ﻷﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻊ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻤﺎ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺃﻭ ﻻ ﻛﻮﻥ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ، ﻭﺫﻟﻚ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻠﻖ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ. ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺟﻨﺎﺱ ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﻨﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﻫﻰ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻣﺨﺼﺺ ﻟﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﺩﻭﻥ ﻗﺪﺭ. ﻭﻳﺠﺐ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ، ﺇﺫ ﻻ ﻣﺨﺼﺺ ﻟﻪ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺑﻌﺾ، ﻓﻴﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﻫﻰ.

ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ ﻭﺟﺐ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﻴﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ، ﺇﺫ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻴﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ. ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺻﻮﻓﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻤﻴﻊ ﺑﺼﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ، ﻷﻧﻪ ﻳﻔﻴﺪ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺒﺼﺮﺍﺕ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﺕ، ﻭﺫﻟﻚ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﻴﺎ ﻻ ﺁﻓﺔ ﺑﻪ. ﻭﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﺎﻣﻊ ﻣﺒﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ، ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻳﻘﺘﻀﻴﺎﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺒﺼﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ، ﻭﻭﺟﻮﺩﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ ﻣﺤﺎﻝ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻣﺤﺪﺛﺎﻥ، ﻓﻼ ﻳﺼﺢ ﻭﺟﻮﺩﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ.

ﻭﺃﻣﺎ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺪﺭﻛﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺠﺪﺩ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻤﺪﺭﻛﺎﺕ، ﻭﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻲ ﻟﻪ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﻴﺎ، ﻷﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﺘﻰ ﺣﺼﻞ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﻴﺎ ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻤﺪﺭﻛﺎﺕ ﻭﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺍﻟﻤﻮﺍﻧﻊ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻟﺔ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺪﺭﻛﺎ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻲ ﻏﻴﺮ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﻴﺎ ﻟﻤﺎ ﻭﺟﺐ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻭﺟﻮﺑﻪ. ﻓﺄﻣﺎ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﻭﻛﺎﺭﻫﺎ ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻼ ﻟﻪ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺃﻭ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﺩ ﺃﻭ ﺣﻴﻮﺍﻥ، ﺃﻭ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ. ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﻟﻠﺸﺊ ﻛﺎﺭﻫﺎ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ، ﻟﻮﺟﻮﺏ ﺳﻤﺎﻉ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ. ﻭﻣﺎ ﺑﻪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻛﻮﻧﻪ ﻛﺎﺭﻫﺎ، ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺼﻔﺘﻴﻦ ﻣﺤﺎﻝ، ﻟﺘﻀﺎﺩﻫﻤﺎ ﻭﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﺢ ﺣﺪﻭﺛﻪ، ﻓﻴﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﻟﻠﻘﺒﺎﺋﺢ، ﻭﺫﻟﻚ ﺻﻔﺔ ﻧﻘﺺ ﻳﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ. ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﻗﺪﻳﻤﺔ، ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻣﺜﻼ ﻟﻪ ﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﻓﺴﺎﺩﻩ. ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﻪ، ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺘﺤﻴﺰ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻤﺘﺤﻴﺰ. ﻭﻟﻮ ﻭﺟﺪﺕ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩ ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﺫﻟﻚ، ﻷﻥ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩ. ﻭﻟﻮ ﻭﺟﺪﺕ ﻓﻲ ﺣﻲ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺤﻲ، ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺗﻮﺟﺪ ﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ. ﻓﺄﻣﺎ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺘﻜﻠﻤﺎ ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﻜﻼﻡ ﻣﺤﺪﺙ، ﻷﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ﻣﻦ ﻭﻗﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﺑﺤﺴﺐ ﺩﻭﺍﻋﻴﻪ ﻭﺃﺣﻮﺍﻟﻪ.

ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻈﻢ ﻣﻦ ﺣﺮﻓﻴﻦ ﻓﺼﺎﻋﺪﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﺣﺮﻓﺎ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﻣﻤﻦ ﻳﺼﺢ ﻣﻨﻪ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﻟﻺﻓﺎﺩﺓ.

ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺳﻤﻰ ﻛﻼﻣﺎ، ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺧﺘﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﺘﻰ ﻭﻗﻊ ﻣﺎ ﺳﻤﻴﻨﺎﻩ ﻛﻼﻣﺎ [ﺑﺤﺴﺐ ﺩﻭﺍﻋﻴﻪ] ﻭﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﺳﻤﻲ ﻣﺘﻜﻠﻤﺎ ﻓﻌﺮﻓﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻢ.

ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﻣﺤﺪﺙ، ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺿﺎﻓﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺫﻟﻚ. ﻭﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻮﺻﻒ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺘﻜﻠﻢ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﻀﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﺱ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﺕ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺮﺱ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﺴﺎﺩ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ [ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻫﻮ ﺗﺴﻜﻴﻦ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ] ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺘﻜﻠﻢ ﺑﺂﻟﺔ ﻓﻼ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺸﺊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ. ﺛﻢ ﺫﻟﻚ ﻳﻨﺘﻘﺾ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺢ ﻭﺍﻟﺼﺎﺭﺥ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺎﻟﺨﺮﺱ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﺴﻜﻮﺕ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ، ﻓﺒﻄﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ. ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ [ﺑﻤﺎ ﺳﻤﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ] ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺤﺪﺛﺎ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ} [الأنبياء: 2]، ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺪﻻﻟﺔ ﻗﻮﻟﻪ {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ} [النحل: 44]ﻭﻗﻮﻟﻪ {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].

ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ، ﻟﻘﻮﻟﻪ " ﺇﻻ ﺍﺳﺘﻤﻌﻮﻩ " ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺢ ﺍﺳﺘﻤﺎﻋﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ، ﻭﻳﺼﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺠﻌﻮﻝ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [الزخرف: 3]، ﻭﻧﻌﺘﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻨﺰﻝ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} ﻭﻗﺎﻝ {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ} ، ﻭﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺮﺑﻲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 195] ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺤﺪﺛﺔ. ﻭﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺨﻠﻮﻕ، ﻷﻧﻪ ﻳﻮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻜﺬﻭﺏ ﺃﻭ ﻣﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﻷﻧﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻔﻈﺔ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ { إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} [ص: 7]ﻭ {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء: 137] ﻭﻗﺎﻝ {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} [العنكبوت: 17]، ﻓﻠﻢ ﻳﻮﺻﻒ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﺎﻟﺨﻠﻖ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﻜذﺏ ﺃﻭ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ﻭﻣﺨﺘﻠﻘﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺘﺤﻠﺔ ﻣﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺋﻠﻬﺎ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺗﻜﻔﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺼﺪﻧﺎﻩ، ﻷﻥ ﺷﺮﺡ ﺟﻤﻴﻌﻪ ﺑﻴﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﻳﻄﻮﻝ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻗﺼﺪﻧﺎﻩ.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.