المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

البحث الدلالي عند ابو الفتح بن جني
3-05-2015
Myocilin
14-4-2019
عوامل نجاح برنامج إدارة الجودة الشاملة
2023-06-08
The 4s electrons are lost first in forming d-block ions
26-2-2019
تبريد ثمار الفراولة
23-5-2016
ملا صدرا السيد صدر الدين الموسوي العاملي
29-11-2017


أبان بن تغلب  
  
4718   05:27 مساءاً   التاريخ: 11-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص191-195.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-8-2016 2770
التاريخ: 23-8-2016 3124
التاريخ: 15-8-2016 3659
التاريخ: 11-8-2016 4701

أبان بن تغلب الربعي الكوفي من ألمع علماء الاسلام ومن أبرز فقهاء المسلمين ..

ولد بالكوفة ولم تعين المصادر التي بأيدينا سنة ولادته وقد نشأ بالكوفة عاصمة الشيعة وبها ترعرع وقد تغذى بولاء أهل البيت (عليه السلام) ونشأ على حبهم ..

كان من أبرز علماء عصره وأنبههم وقد روى عن الامام علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد الله : وكانت له عندهم حظوة وقدم قال له الامام أبو جعفر (عليه السلام) اجلس في مسجد المدينة وأفت الناس فاني أحب أن أرى في شيعتي مثلك , وكان أبان مقدما في كل فن من العلوم في القرآن والفقه والحديث والأدب واللغة والنحو .. وأخلص أبان في ولائه لأهل البيت (عليه السلام) كأعظم ما يكون الولاء فتحمل علومهم وآدابهم وأذاعها بين الناس في وقت كان حبهم من أشد المحن وأعظم الخطوب فقد جهد الأمويون على التنكيل وإنزال أقسى العقوبات بمن يحبهم ويذيع مآثرهم وفضائلهم ولكن أبان قد وطن نفسه على ذلك وتحمل صنوفا من الأذى والمكروه في سبيلهم وكان حبه لهم قائما على الفكر والدليل وليس عاطفيا وكان يرى فضل الصحابة وسمو مكانتهم بمدى اتصالهم بأهل البيت (عليه السلام) فقد روى عبد الرحمن بن الحجاج قال : كنا في مجلس أبان بن تغلب فجاء شاب فقال له : يا أبا سعيد أخبرني كم شهد مع علي بن أبي طالب من أصحاب النبي (صلى الله عليه واله)؟ .

وأدرك أبان مراده فانبرى قائلا : كأنك تريد أن تعرف فضل علي بمن تبعه من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله)؟ (عليه السلام).

- هو ذلك ..

فأجابه أبان جواب العارف بحق الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) قائلا : والله ما عرفنا فضلهم ـ أي الصحابة ـ إلا باتباعهم إياه .

ومر أبان على قوم فأخذوا يعيبون عليه لأنه روى عن الامام جعفر (عليه السلام) فسخر منهم قائلا : كيف تلوموني في روايتي عن رجل ما سألته عن شيء إلا قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله).

وكان أبان على جانب كبير من التقوى والحريجة في الدين قال العجلي : إنه ثقة ووثقه أحمد بن حنبل وابن معين وأبو حاتم ومما يدلل على عظيم وثاقته إشادة الأئمة (عليه السلام) به فقد روى سليم بن أبي حبة قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فلما أردت أن أفارقه ودعته وقلت له : أحب أن تزودني فقال أنت أبان بن تغلب فانه قد سمع مني حديثا كثيرا فما روى لك فاروه عني .

وروى صفوان بن يحيى عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن أبان بن تغلب روى عني ثلاثين ألف حديث فاروها عني .

وروى أبان بن محمد بن أبان قال : سمعت أبي يقول : دخلت مع أبي على ابي عبد الله (عليه السلام) فلما بصر به أمر بوسادة فألقيت له وصافحه واعتنقه وساءله ورحب به .

وكان إذا قدم المدينة تقوضت إليه الحلق وأخليت له سارية النبي (صلى الله عليه واله) .

وقال الذهبي : إنه شيعي جلد لكنه صدوق فلنا صدقه وعليه بدعته وجرحه جماعة لحبه لأهل البيت (عليه السلام) فقال الجوزجاني : إنه زائغ مذموم المذهب مجاهر وعند هؤلاء أن حب أهل البيت انحراف عن الحق ومما لا شبهة فيه أن ولاءهم من صميم الاسلام وجزء لا يتجزأ من رسالته الخالدة فمن أنكرهم فقد أنكر الاسلام ومن والاهم فقد آمن بالاسلام.

أما مؤلفاته فهي تدل على مدى سعة علومه ومعارفه وهذه بعضها :

1 ـ تفسير غريب القرآن : ذكر شواهده من الشعر وجاء فيما بعد عبد الرحمن بن محمد الأزدي الكوفي فجمع من كتاب أبان ومحمد بن السائب الكلبي وابن رواق بن عطية بن الحرث كتابا واحدا.

2 ـ الفضائل .

3 ـ الأصول في الرواية على مذهب الشيعة هذه بعض مؤلفاته.

توفي سنة264هـ وهو اشتباه والصحيح أنه توفي سنة 141هـ ولما بلغ الامام الصادق (عليه السلام) خبر وفاته حزن عليه حزنا عميقا وراح يؤبنه قائلا : أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان وقال أبو البلاد : عض ببظر أم رجل من الشيعة في أقصى الأرض وأدناها يموت أبان لا تدخل مصيبته عليه .

لقد كان أبان من أعظم رجال الاسلام علما وجهادا وتفانيا في خدمة الدين وكان موته من أعظم النكبات التي رزه بها الاسلام.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.