المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9148 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الميلانينات هي بوليمرات لنواتج ايض التيروزين
15-11-2021
Overreaction during base promoted α halogenation
14-11-2019
THE CGS SYSTEM
10-9-2020
الفرق بين (قدّ) و (قطّ)
10-6-2016
خلاصة تاريخية للنمسا.
2023-11-15
تكنولوجيا تجفيف الأغذية (حفظ الأغذية بالتجفيف)
2024-05-12


رسالة سفيان الثوري لهارون  
  
3083   09:17 صباحاً   التاريخ: 2-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص230-231.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-7-2016 3511
التاريخ: 4-8-2016 3210
التاريخ: 30-7-2016 3465
التاريخ: 4-8-2016 2877

.... كتب سفيان الثوري او سفيان ابن عينية إلى هارون رسالة يطلب فيها وده والاتصال به فأجابه سفيان بما يلي:

من العبد الميت سفيان إلى العبد المغرور بالآمال هارون الذي سلب حلاوة الايمان ولذة قراءة القرآن.

أما بعد: فاني كتبت إليك اعلمك أني قد صرمت حبلك وقطعت ودك وانك جعلتني شاهدا عليك بإقرارك على نفسك في كتابك بما هجمت على بيت مال المسلمين فأنفقته في غير حقه وانفذته بغير حكمه ولم ترض بما فعلته وأنت ناء عني حين كتبت إلي تشهدني على نفسك فأما أنا فأني قد شهدت عليك أنا وإخواني الذين حضروا قراءة كتابك وسنؤدي الشهادة غدا بين يدي اللّه الحكم العدل.

يا هارون: هجمت على بيت مال المسلمين بغير رضاهم هل رضي بفعلك المؤلفة قلوبهم والعاملون عليها في أرض اللّه والمجاهدون في سبيل اللّه وابن السبيل؟ أم رضي بذلك حملة القرآن وأهل العلم- يعني العاملين- أم رضي بفعلك الايتام؟ والأرامل؟ أم رضي بذلك خلق من رعيتك فشد يا هارون مئزرك وأعد للمسألة جوابا وللبلاء جلبابا واعلم أنك ستقف بين يدي اللّه الحكم العدل فاتق اللّه في نفسك إذا سلبت حلاوة العلم والزهد ولذة قراءة القرآن ومجالسة الاخيار ورضيت لنفسك أن تكون ظالما وللظالمين إماما.

يا هارون: قعدت على السرير ولبست الحرير واسبلت ستورا دون بابك وتشبهت بالحجة برب العالمين ثم اقعدت أجنادك الظلمة دون بابك وسترك يظلمون الناس ولا ينصفون ويشربون الخمر ويحدون الشارب ويزنون ويقتلون القاتل أ فلا كانت هذه الاحكام عليك وعليهم قبل أن يحكموا بها على الناس فكيف بك يا هارون غدا إذا نادى المنادي من قبل اللّه احشروا الظلمة واعوانهم فتقدمت بين يدي اللّه ويداك مغلولتان إلى عنقك لا يكفهما الا عدلك وانصافك والظالمون حولك وأنت لهم إمام أو سائق إلى النار وكأني بك يا هارون وقد أخذت بضيق الخناق ووردت المساق وأنت ترى حسناتك في ميزان غيرك وسيئات غيرك في ميزانك على سيئاتك بلاء على بلاء وظلمة فوق ظلمة فاتق اللّه يا هارون في رعيتك واحفظ محمدا (صلى الله عليه واله) في أمته واعلم ان هذا الأمر لم يصر إليك إلّا وهو صائر إلى غيرك وكذلك الدنيا تفعل بأهلها واحدا بعد واحد فمنهم من تزود زادا نفعه ومنهم من خسر دنياه وآخرته وإياك ثم إياك أن تكتب إلي بعد هذا فاني لا اجيبك والسلام .

ثم بعث بالكتاب من غير طي ولا ختم‏ وحكى هذا الكتاب تصرف هارون بأموال المسلمين وانفاقها في غير جهاتها المشروعة كما حكت هذه الرسالة ايمان سفيان وقوة شخصيته ونكرانه لذاته  .. .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.