المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

Well-Defined
25-7-2018
لفحة الأوراق "الترناريا" في القرعيات
19-6-2016
لا تكبلوا أذواق الناس
5-7-2022
Disconnected Form
19-1-2019
المشهورون بعلوم الأوائل
12/12/2022
استخدامات الاستشعار عن بعد - مجالات أخرى
20-6-2022


اثبات العلم بالصانع  
  
1020   08:08 صباحاً   التاريخ: 23-10-2014
المؤلف : المحقق الحلي
الكتاب أو المصدر : المسلك في اصول الدين وتليه الرسالة الماتعية
الجزء والصفحة : ص 39
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته /

ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ : ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺼﺎﻧﻊ :

ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻣﺤﺪﺛﺔ، ﻭﻛﻞ ﻣﺤﺪﺙ ﻓﻠﻪ ﻣﺤﺪﺙ.

ﻭﻗﺒﻞ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺠﺔ، ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. ﻓﺎﻟﺠﺴﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺍﻟﻌﺮﻳﺾ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ.  ﻭﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻘﺴﻢ (1) ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﺙ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻮﺟﻮﺩﻩ ﺃﻭﻝ. ﻭﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻋﻜﺴﻪ. ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ ﻣﺎ ﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﺠﺎوز(2) ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻫﻲ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺫﺍﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ.(3) ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺫﺍﺓ ﺃﺯﻳﺪ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ. ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺗﻤﺎﺱ ﺟﻮﻫﺮﻳﻦ. ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﻕ ﻋﻜﺴﻪ .

ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﻫﺬﺍ ﻓﻨﻘﻮﻝ: ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻲ  ﺃﻥ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻟﻢ ﺗﺴﺒﻖ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻫﻴﺔ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻣﺤﺪﺙ. ﺃﻣﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺒﻖ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ، ﻓﻸﻧﺎ ﻧﻌﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ، ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﺫﺍﺓ، ﻭﻳﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﺰﺍﻳﻠﺔ ﻭﺍﻟﻠﺒﺚ، ﻭﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺑﻌﺪ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﺫﺍﺓ، ﺛﻢ ﻫﻮ ﺇﻣﺎ ﻻﺑﺚ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ، ﺃﻭ ﻣﻨﺘﻘﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻙ. ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺰﻭﻝ ﻣﻊ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﺠﺴﻢ، ﻭﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻴﺎﻥ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ ﻓﻸﻧﻬﺎ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﻡ، ﻭﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺪﻡ. ﺃﻣﺎ ﺟﻮﺍﺯ ﻋﺪﻣﻬﺎ ﻓﻸﻥ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ، ﻓﻠﻮ ﻭﺟﺐ ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﺳﺎﻛﻨﺔ، ﻟﻮﺟﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻞ ﻛﺬﻟﻚ، ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺎﻃﻞ، ﺇﺫ ﻛﻞ ﺟﺴﻢ ﻳﺼﺢ ﺍﺧﺘﻼﻑ (5) ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺪﻡ، ﻓﻸﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﻋﺪﻣﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺋﺰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﺇﻣﺎ ﺑﻤﺮﺗﺒﺔ ﺃﻭ ﻣﺮﺍﺗﺐ، ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻞ ﻭﺍﻟﺪﻭﺭ، ﻭﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﺋﻪ ﺑﻘﺎﺀ ﻣﻌﻠﻮﻟﻪ، ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺛﺮﺍ ﻟﻤﺨﺘﺎﺭ.(6)

 ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ، ﻓﻸﻥ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﺤﺪﻭﺙ ﻋﻠﻰ ﺁﺣﺎﺩﻫﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺻﺪﻗﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﻬﺎ، ﺇﺫ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻣﻨﻔﻜﺎ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ. ﻭﻷﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﻓﺮﺽ ﺣﺪﻭﺛﻪ ﻣﺴﺒﻮﻕ ﺑﻌﺪﻡ ﻻ ﺃﻭﻝ ﻟﻪ، ﻓﻤﻊ ﻓﺮﺽ ﺃﻥ ﻻ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﻋﺪﺍﻡ ﻣﻔﺮﻭﺿﺔ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻦ ﺁﺣﺎﺩﻫﺎ ﺷﺊ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﻓﻬﻲ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ، ﻭﺇﻥ ﺣﺼﻞ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻭﺍﻟﻤﺴﺒﻮﻕ  ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ. ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﺣﺎﺩﺙ ﻓﻀﺮﻭﺭﻳﺔ. ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﺤﺪﺛﺎ ﺃﺣﺪﺛﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺣﺪﺛﺖ ﻣﻊ ﺟﻮﺍﺯ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺤﺪﺙ، ﻓﻠﻮ ﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﺙ ﻟﺤﺪﺙ ﺍﻟﺠﺎﺋﺰ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﺛﺮ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ. ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ: ﺇﻧﻬﺎ ﺣﺪﺛﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯ، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻮ ﻭﺟﺐ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﺄﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺄﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻠﺰﻡ ﻗﺪﻣﻬﺎ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺮﺟﻴﺢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺟﺢ.

________________

(1) ﻳﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺠﻮﻫﺮ ﺃﺣﺪ ﺃﻣﻮﺭ ﺃﺭﺑﻌﺔ، ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﻟﻤﺘﺤﻴﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺴﻤﺔ، ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ... ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﻷﺑﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺹ 131.

(2) ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻬﺪﻯ - ﺭﻩ - ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺹ20: ﺍﻟﻌﺮﺽ: ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﺣﺘﺮﺍﺯﺍ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻈﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺮﻑ.

(3)  ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺹ 47: ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ: ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺞ. ﻗﻴﺪ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ﻟﻴﺨﺮﺝ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ. ﻭﻗﻴﻞ: ﻫﻲ ﺷﻐﻞ ﺣﻴﺰ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺰ ﺁﺧﺮ. ﻭﻗﻴﻞ: ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻛﻮﻧﺎﻥ ﻓﻲ ﺁﻧﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻛﻮﻧﺎﻥ ﻓﻲ ﺁﻧﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ.

(4) ﺍﻟﻤﺤﺎﺫﺍﺓ: ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﺸﻐﻠﻬﺎ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ. ﻛﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﺹ 52.

(5) ﺃﻱ ﻳﺨﻠﻒ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ.

(6) ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺨﺘﺎﺭﺍ ﻻ ﻳﺠﺘﻤﻌﺎﻥ .    




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.