المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



لا تكبلوا أذواق الناس  
  
2204   03:22 مساءً   التاريخ: 5-7-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تتربع على القمة؟
الجزء والصفحة : ص99ــ101
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-09 161
التاريخ: 11-9-2016 2700
التاريخ: 24-6-2016 26294
التاريخ: 15-12-2021 3167

بقدر ما خلق الله عقولاً خلق أذواقاً، وبقدر ما خلق أذواقاً خلق رغبات وشهوات، وبعد ذلك خير الناس في انتخاب الطريق لتحقيق رغباتهم وشهواتهم، وبهذا الخيار امتاز الإنسان على الحيوانات.

فلا مناص من القبول باختلاف الأذواق بين الناس، ومن ثم الاختلاف في طلباتهم، فمن يريد أن ينسجم مع الطبيعة التي خلقها الله (عز وجل) فلابد أن يتقبل أذواق الناس المختلفة، وأطوارهم المتفاوتة في الحياة.

ومن السذاجة التصور بأن الحياة يمكن أن تتطور وتنمو في ظل توحيد الأذواق، وتكبيل الإرادة الإنسانية 

بقرار حديدي يلغي كل الإرادات، إلا إرادة صاحب القرار، فمن يريد تنظيم عملية السير في الشوارع ، لا يحق له قطع كل الطرقات ليفرض على الناس السير في شارع واحد وبالاتجاه الذي يريد، فهذا النوع من التنظيم يقتل رغبات الناس ويمنع تحركهم .. بينما التنظيم السليم هو الذي يسمح بالمرور لكل الناس وفي كل الطرقات ولكن وفق قوانين معينة.

فمن يحدد للناس ماذا يشترون من السيارات، وأي لون يختارون، وفي أي شارع يسيرون.. قد ينجح في السيطرة عليهم ، وتنظيم مساراتهم ، ولكنه بالتأكيد سيفشل في تطوير حياتهم.

أما التنظيم الناجح فهو الذي يترك للناس حرية الاختيار، ضمن الإطار القانوني، حيث سيشعر الناس بالسعادة لأنهم سيحققون رغباتهم المتعددة وأذواقهم المختلفة، وسيشاركون مع الآخرين في تنظيم حياتهم.

وحرية الاختيار هذه هي التي ستمنح الناس الثقة بالطريق الذي انتخبوه.

وليست الحكومة الموفقة هي تلك التي تفرض ذوق السلطة على أذواق الناس، وإرادتها على إرادات الناس، وتوجهها على توجهات الناس، فأذواق الناس لا تنمحي، وإرادتهم لا يمكن تكبيلها.

والحكومة الرشيدة هي التي ترفع يدها عن عقول الناس، وتكتفي بتنظيم الطريق بين العقول والأذواق والرغبات المختلفة، وتعمل على تحقيق الانسجام فيما بين هذه الأذواق.

فكما أنه لكي لا تصطدم السيارات في الشوارع فإن الحل ليس أن نقطع الطرقات ونسمح بالمسير في شارع واحد، وإنما أن نضع عند كل تقاطع إشارات للمرور، وبذلك يمكننا تنظيم عملية السير ضمن التقاطعات، كذلك الأمر فيما يرتبط بالعقول والأذواق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.