المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



انتقاء الزوجة  
  
2107   12:48 مساءاً   التاريخ: 24-7-2016
المؤلف : السيد شهاب الدين الحسيني
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص٢٨ـ٢٩
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /

راعى الإسلام في تعليماته لاختيار الزوجة الجانبين، الوراثي الذي انحدرت منه المرأة، والجانب الاجتماعي الذي عاشته وانعكاسه على سلوكها وسيرتها، قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (اختاروا لنطفكم فان الخال أحد الضجيعين) (1).

وقال (صلى الله ‌عليه ‌و آله ‌وسلم) : (تخيّروا لنطفكم فان العِرقَ دسّاس) (2).

فالرسول (صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله ‌وسلم) يؤكد على اختيار الزوجة من الأُسر التي تحمل الصفات النبيلة، لتأثير الوراثة على تكوين المرأة وعلى تكوين الطفل الذي تلده، وكانت سيرته قائمة على هذا الاساس، فاختار خديجة (عليها ‌السلام) فأنجبت له أفضل النساء فاطمة (عليها‌ السلام)، وتبعه في السيرة هذه أهل البيت (عليهم ‌السلام) فاختاروا زوجاتهم من الأُسر الكريمة وإلى جانب الانتقاء على أُسس الوراثة، أكّد الاسلام على انتقاء الزوجة من المحيط الاجتماعي الصالح الذي أكسبها الصلاح وحسن السلوك، فحذّر من المحيط غير الصالح الذي تعيشه، فحذّر من الزواج من الحسناء المترعرعة في منبت السوء فقال رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله‌ وسلم): ( إياكم وخضراء الدمن.. المرأة الحسناء في منبت السوء) (3).

وحذّر الإمام الصادق (عليه ‌السلام) من المرأة الزانية قال: (لا تتزوجوا المرأة المستعلنة بالزنا)(4). والسبب في ذلك أنّها تخلق في ابنائها الاستعداد لهذا العمل الطالح.

وحذّر الإمام الباقر (عليه‌ السلام) من الزواج من المرأة المجنونة خوفاً من انتقال الصفات منها إلى الطفل، فسئل عن ذلك فقال: (لا، ولكن ان كانت عنده أمة مجنونة فلا بأس بأن يطأها ولا يطلب ولدها) (5).

وحذّر الإمام علي (عليه‌ السلام) من تزوّج الحمقاء لانتقال هذهِ الصفة إلى الطفل، ولعدم قدرتها على تربية الطفل تربية سويّة فقال:(إياكم وتزويج الحمقاء فانّ صحبتها بلاء وولدها ضياع)(6).

وأكدّت الروايات على ان يكون التديّن مقياساً لاختيار الزوجة، وكان رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله ‌وسلم) يشجع على ذلك، فقد أتاه رجل يستأمره في الزواج فقال (صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله ‌وسلم): (عليك بذات الدين تربت يداك) (7).

وقدّم الإمام الصادق (عليه ‌السلام) اختيار التديّن على المال والجمال فقال: ( اذا تزوّج الرجل المرأة لجمالها أو مالها وكّل إلى ذلك واذا تزوجها لدينها رزقه الله الجمال والمال) (8).

فالمرأة المنحدرة من سلالة صالحة ومن أسرة صالحة، وكان التديّن صفة ملازمة لها، فانّ سير الحركة التربوية يتقدّم أشواطاً إلى الأمام، وتكون تربيتها للأطفال منسجمة مع القواعد التي وضعها الاسلام في شؤون التربية، فيكون المنهج التربوي المتبع متفقاً عليه من قبل الزوجين، لا تناقض فيه ولا تضاد، وتكون الزوجة حريصة على إنجاح العملية التربوية وتعتبرها تكليفاً شرعياً قبل كل شيء، هذا التكليف يجنبها عن أي ممارسة سلبية مؤثرة على النمو العاطفي والنفسي للأطفال.

_________________

١ـ علم النفس العام، للدكتور انطون حمصي ١ : ٩٤ ـ مطبعة ابن حبّان دمشق ١٤٠٧ ه‍.

٢ـ الكافي ، للكليني ٥ : ٣٣٢ / ٢ باب اختيار الزوجة ـ دار التعارف ١٤٠١ ه‍ ط ٣.

٣ـ المحجة البيضاء ، للفيض الكاشاني ٣ : ٩٣ ، جامعة المدرسين قم ط ٢.

4ـ مكارم الاخلاق ، للطبرسي : ٣٠٤ ـ منشورات الشريف الرضي١٤١٠ ه‍ ط ٢.

5ـ مكارم الاخلاق ، للطبرسي : ٣٠٥ ـ منشورات الشريف الرضي ١٤١٠ ه‍ ط ٢.

6ـ وسائل الشيعة ، للحر العاملي ٢٠ : ٨٥ / ١ باب ٣٤ ـ مؤسسة آل البيت قم ١٤١٢ ه‍ ط ١.

7ـ الكافي ٥ : ٣٥٤ / ١ باب كراهية تزويج الحمقاء.

8ـ الكافي ٥ : ٣٣٢ / باب فضل من تزوج ذات دين.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.