أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2015
5607
التاريخ: 21-06-2015
2014
التاريخ: 25-06-2015
2298
التاريخ: 10-08-2015
3264
|
شويخ من أرض مكناس في وسط الأسواق يغنى (1)
اش علىّ من الناس واش على الناس منى
و اتجه إلى مصر، و أقام بالإسكندرية فترة تعرّف فيها على الشيخ أبي الحسن الشاذلي صاحب الطريقة الشاذلية و تلميذه أبي العباس المرسى و حمل عنهما طريقتهما، و بذلك يعترف في بعض أزجاله قائلا: «شيوخي هم الشاذليّه» و حج مرارا و كان كلما حجّ طوّف في العراق و الشام ثم عاد إلى مصر. و يذكر مترجموه أنه لقى ابن إسرائيل تلميذ ابن عربي في الشام سنة 65٠ كما لقى أصحاب عمر السهروردى البغدادي المتصوف السنى المشهور مؤلف كتاب عوارف المعارف. و في أوبة له من الشام إلى ساحل دمياط سنة 66٨ توفي بقربها و دفن بمقبرتها، و قبره بها. و عليه شاهد يحمل اسمه. و كان لقاؤه لابن سبعين و إعجابه به و ذكره لاسمه في موشحاته و أزجاله مثنيا منوها سببا في أن يظن بعض معاصريه و من جاء بعدهم أنه كان-مثله-يؤمن بوحدة الوجود المطلقة، و هو منها براء، إذ بدأ حياته على طريقة أبي مدين المغربي الصوفية السنية، و انتقل منها في مصر إلى طريقة أبي الحسن الشاذلي الصوفية السنية، فهو صوفي سنى، و فيه يقول الغبريني:
«الشيخ الفقيه الصوفي الصالح العابد، من الفقراء (يريد الصوفية) المنقطعين، له معرفة بالحكمة و معرفة بطريقة الصالحين الصوفية» و نوّه به ابن عباد الرندى الشاذلي في رسائله الكبرى، كما نوه به من صوفية الشاذلية أحمد زروق شارح قصيدته:
أرى طالبا منا الزيادة لا الحسنى بفكر رمى سهما فعدّى به عدنا (2)
إذ نقل عنه التنبكتي في كتابه نيل الابتهاج نعته له بقوله: «الشيخ العارف أحد الصوفية من أبناء الملوك ثم صار من سادات الصوفية، كان يقرأ عليه القرآن و السنن، عارفا بالحديث، و أما علم الأسرار و الأنوار و الحكم و الأذواق فحاز فيه قصب السبق» .
و يقول المقري فيه: عروس الفقهاء و إمام المتجردين و بركة لابسي الخرقة الصوفية. . كان مجوّدا للقرآن قائما عليه عارفا بمعانيه، من أهل العلم و العمل، جال في الآفاق و لقى المشايخ، و حج حجات، و آثر التجرد و العبادات، و صنّف كتبا مختلفة، منها: «العروة الوثقى» و «المقاليد الوجودية في الأسرار الصوفية» و «الرسالة القدسية في توحيد العامة و الخاصة» و «المراتب الإيمانية و الإسلامية و الإحسانية» . و من شعره قوله:
لقد تهت عجبا بالتجرّد و الفقر فلم أندرج تحت الزمان و لا الدّهر
و جاءت لقلبي نفحة قدسيّة فغبت بها عن عالم الخلق و الأمر
وصلت لمن لم أنفصل عنه لحظة و نزّهت من أعنى عن الوصل و الهجر
و ما الوصف إلا دونه غير أنني أريد به التشبيب عن بعض ما أدرى
و ذلك مثل الصّوت أيقظ نائما فأبصر أمرا جلّ عن ضابط الحصر
فقلت له الأسماء تبغى بيانه فكانت له الألفاظ سترا على ستر
و هو يتيه عجبا و زهوا بالاجتهاد في العبادة و الإمامة لفقراء الصوفية، فلا يهمه أي شيء مما يتعلق به الناس من جاه السياسة و متاع الحياة، فحسبه نفحة قدسية امتزجت بقلبه، فغاب عن الكون و كل ما فيه من عالم الخلق و التدبير. و يقول وصلت إلى رضوان اللّه و محبته، و يستدرك فإنه غنىّ عن الوصل و الهجر و لا وصف يحيط به، و ما تشبيبي و غزلي إلا بعض ما أشعر به، و كأني مثل نائم أيقظه صوت فأبصر من جلال اللّه ما يجلّ و يعظم عن الحصر، و حتى أسماؤه الحسنى لا تجلو هذا الجلال، إذ لا تحيط به ألفاظ، بل لكأنما الألفاظ تضيف دونه حجابا إلى حجاب، و له في إحدى موشحاته:
خلعت عذار عشقي في غرامي و همت و قد حلا عندي هيامي
بمن أهوى و كاسات المدام
مذهبي دنّى لائمي دعني الهوى فنّى
ببذلي في الهوى روحي و مالي عشقت فما لعذالي و مالي
و هو يقول إنه لم يعد يتحفظ أو يتحشم في غرامه، بل لقد أصبح يتهتك فيه، لا يستحي و لا يخجل، إذ جمع به هيامه بمن يهوى بل لقد حلاله هذا الهيام كما حلاله الإكباب على كاسات المدام حتى ينتشى بشراب المحبة الإلهية إلى أقصى حد ممكن، و هو ليس شرابا عاديّا بل هو رحيق صاف، و هو يتخذ دنّه مذهبا له حتى يبهج روحه و قلبه بهذا الحب الرباني الذي بذل فيه روحه و كل ما يملك، فما للعذّال اللائمين و ماله. و قد اندلع في فؤاده هذا الحب و إنه ليشرب رحيقه من دنّ قدسي عظيم. و من قوله في موشحة ثانية:
يا حبيبي بحياتك بحياتك يا حبيبي
رقّ لي و انظر لحالي أنت أدرى بالذي بي
أنت دائي و دوائي فتلطّف يا طبيبي
و هي كلمات تكاد تطير من الفم طيرانا لخفتها و عذوبتها و سلاستها. و لهذه السلاسة و العذوبة كان يكثر إنشاد شعره و موشحاته و أزجاله في حلقات المتصوفة من شاذلية و غير شاذلية، و نوّه بها جميعا مترجموه، يقول الغبريني: «شعره في غاية الانطباع و الملاحة، و تواشيحه و نظمه الزجلي في غاية الحسن» و يقول ابن عباد الرندى: «في موشحاته و أزجاله حلاوة، و عليها طلاوة» .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) مكناس: مدينة بالمغرب بينما بجاية مدينة ساحلية بالجزائر.
2) الحسنى و عدن: الجنة. الزيادة: مقام المحبة الصوفية.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|