المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
اية الميثاق والشهادة لعلي بالولاية
2024-11-06
اية الكرسي
2024-11-06
اية الدلالة على الربوبية
2024-11-06
ما هو تفسير : اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ؟
2024-11-06
انما ارسناك بشيرا ونذيرا
2024-11-06
العلاقات الاجتماعية الخاصة / علاقة الوالدين بأولادهم
2024-11-06

{اذ يغشيكم النعاس امنة منه}
2024-06-05
أول شهيد في الإسلام
20-5-2021
Graph Embedding
5-4-2022
الدين والسعادة الزوجية
18-8-2018
فيروس اختزال بذور الطماطم Tomato aspermy virus
2023-10-01
صاحب القبة البيضاء في النجف
11-7-2017


البديع في نقد الشعر  
  
2143   11:14 صباحاً   التاريخ: 23-7-2016
المؤلف : مصطفى عبد الرحمن إبراهيم
الكتاب أو المصدر : في النقد الأدبي القديم عند العرب
الجزء والصفحة : ص188-189
القسم : الأدب الــعربــي / النقد / النقد القديم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-08-2015 12376
التاريخ: 18-1-2020 1383
التاريخ: 23-7-2016 16544
التاريخ: 23-3-2018 1450

لا ينسى ابن المعتز –وهو يخط سطوره الأولى في مؤلفه هذا- أن يعلن عن غايته إعلاناً دون مواربة (1).، وهذه الغاية هي: أن يثبت للمحدثين أنهم لم يخترعوا البديع الذي يلهجون به وكأنما كان هناك من يزعم أن المتحدثين هم الذين أنشأوا البديع إنشاء، فلم تكن العربية تعرفه حتى ظهر بشار ومن خلفه من المحدثين، وتلاه أبو نواس ومسلم يتزايدان فيه، حتى إذا كان أبو تمام أوفى على الغاية، ولم يسم ابن المعتز أصحاب هذا الزعم، ولكنهم لا يخلون من أحد اثنين: متفلسف متعصب لم يتعمق في الأدب العربي وأصوله، أو شعوبي ممن يغمطون العرب القدماء حقهم، وينكرون عليهم كل فضل، فتصدى لهم ابن المعتز ناقضا دعواهم الباطلة، بالدليل القاطع ان البديع قديم في العربية، بل إنه ليضرب في القدم حتى العصر الجاهلي، أما المحدثون من أمثال بشار، فمالهم من ذلك إلا الإكثار من هذه الفنون ويبين أن أبا تمام أفرط في استخدامها مما جعله يحسن تارة، ويصب أخرى(2).

وقد جعل فنون البديع خمسة: وهي: الاستعارة، والتجنيس، والمطابقة أو الطباق، ورد الاعجاز على ما تقدمها، والمذهب الكلامي، وعدما سوى هذه الخمسة محاسن، وهذه المحاسن هي: حسن الالتفات –الاعتراض- الرجوع- الخروج من معنى الى معنى –تأكيد مدح بما يشبه الذم –تجاهل المعارف- العزل يراد به الجد –حسن التضمين- التعريض والكناية- الإفراط في الصفة –حسن التشبيه- إعنات الشاعر نفسه في القوافي- حسن الابتداءات- لزوم ما لا يلزم.

وفي تناوله فنون البديع الخمسة والمحاسن كان يبدأ بذكر الفن، ويعطي له أمثلة وشواهد من القرآن الكريم، والحديث الشريف، وأقوال المتقدمين وأشعارهم، ثم أقوال المحدثين وأشعارهم(3).

وقد أتاح هذا التناول لعلوم البلاغة أن تنمو، ولهذه الفنون والمحاسن نفسها أن تزداد، ويتسع القول فيها. وعلى سبيل المثال: أو أصلها أبو هلال العسكري الى خمسة وثلاثين (4) وزادها من جاء بعده عدداً أو نوعاً، وتقاسمتها بعد ذلك علوم البلاغة الثلاثة: المعاني والبيان والبديع، وبذلك انتقل الكلام فيها الى هذه العلوم من ميدان الدراسات النقدية، فخضع البحث فيها للمناهج التكرارية التعليمية(5).

والحق ان ابن المعتز يكفيه فضلاً أنه أول من صنف البديع، ورسم فنونه، وكشف عن أجناسها وحدودها بالدلالات البيانية والشواهد الناطقة، بحيث أصبح اماما لكل من صنفوا في البديع بعده، ونبراساً يهديهم السبيل (6)

ويؤخذ على ابن المعتز أنه لم يتنبه فيما اهتدى إليه من وسائل الحسن البياني الى ما هو أصيل لا تستغني عنه العبارة او الصورة الادبية، او المعنى الشعري ،و ما هو كما لم تتم الصورة بدونه من غير أن يلحظ نقص في مبناها او اختلال في معناها.

أو بعبارة أخرى لم ينتبه ابن المعتز الى خصائص بعضها يتصل بالجوهر وبعضها يمكن أن يكون عرضاً. فالتشبيه والاستعارة والكناية صور ووسائل لا يستغني عنها الفن الأدبي بخلاف أكثر الدروب الاخرى التي احصاها، والتي يمكن ان تعد ضروبا من الافتتان البياني الذي يستطيع الاديب ان يغفل عنه، ولا يطعن ذلك الاغفال في أن نتاجه الأدبي جيد وجميل (7).

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1)كتاب البديع لابن المعتز ص1، ص3.

2)يرجع مراحل البحث البلاغي في اللغة العربية د/ حسن اسماعيل عبد الرزاق ص63، 64 دار الطباعة المحمدية.

3)اتجاهات النقد الأدبي العربي د/ محمد السعدي فرهود ص277.

4)الصناعتين: ص266 وما بعدها.

5)اتجاهات النقد الأدبي العربي د/ محمد السعدي فرهود ص277.

6)البلاغة تطور وتاريخ ص75.

7)دراسات في نقد الأدب العربي د/ بدوي طبانة ص264.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.