المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6237 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



كل توبة صحيحة مقبولة  
  
1515   12:05 مساءاً   التاريخ: 21-7-2016
المؤلف : العلامة المحدث الفيض الكاشاني
الكتاب أو المصدر : الحقائق في محاسن الاخلاق
الجزء والصفحة : ص‏294-295
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-7-2016 1377
التاريخ: 2024-03-13 832
التاريخ: 21-7-2016 2076
التاريخ: 2024-03-12 625

[قال الفيض الكاشاني :] انك إذا فهمت معنى القبول لم تشك في أن كلّ توبة صحيحة فهي مقبوله فالنّاظرون بنور البصائر المستمدون من أنوار القرآن علموا أن كل قلب سليم مقبول عند اللّه و متنعم في الاخرة في جوار اللّه ، و علموا أن القلب خلق سليما في الأصل و كل مولود يولد على الفطرة و إنما يفوته السّلامة بكدورة ترهق‏(1) , وجهه من غبرة الذنوب و ظلمتها ، و أن نار النّدم تحرق تلك الغبرة ، و ان نور الحسنة يمحو عن وجه القلب ظلمة السيئة ، و انه لا طاقة لظلام المعاصي مع نور الحسنات كما لا طاقة لظلام الليل مع نور النهار بل كما لا طاقة لكدورة الوسخ مع بياض الصابون و الماء الحار إلا أن يتراكم الذنوب حتى تصير طبعا و رينا.

و هذا مثل أن يغوص‏(2) , الوسخ لطول تراكمه في تجاويف الثوب و خلله فمثل هذا القلب لا يرجع و لا يتوب و إن قال بلسانه : تبت و هذا البيان كاف لقبول التوبة المتضمنة لشروطها قال اللّه تعالى : {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ } [الشورى : 25] , و قال : {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} [غافر: 3].

و قال النبي (صلى الله عليه واله): «إن الحسنات يذهبن السيئآت كما يذهب الماء الوسخ»(3) , و قال : «لو عملتم الخطايا حتى تبلغ السماء ثم ندمتم لتاب اللّه عليكم»(4).

و قال الباقر (عليه السلام) لمحمّد بن مسلم : ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة و المغفرة أما و اللّه إنها ليست إلا لأهل الايمان قال : قلت : فان عاد بعد التوبة و الاستغفار في الذّنوب و عاد في التوبة ، فقال : يا محمد ابن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه و يستغفر اللّه منه و يتوب ثم لا يقبل اللّه توبته؟ , قلت : فانه فعل ذلك مرارا يذنب ثم يتوب و يستغفر فقال : كلما أعاد المؤمن بالاستغفار و التوبة عاد اللّه عليه بالمغفرة و إن اللّه غفور رحيم يقبل التوبة و يعفو عن السيئآت فايّاك أن تقنط المؤمنين من رحمة اللّه»(5).

و قال الصادق (عليه السلام): «إن الرّجل ليذنب الذّنب فيدخله اللّه بالذنب الجنّة ، قيل يدخله اللّه بالذنب الجنة؟ , قال : نعم إنه ليذنب فلا يزال منه خائفا ماقتا لنفسه فيرحمه اللّه فيدخله الجنة»(6).

_____________________

1- قوله تعالى : {وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} [يونس: 27] , أي تغشاهم و مثله قوله تعالى : {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} [عبس: 41] , أي تغشاها غبرة. م.

2- غاص في المعانى اذا بلغ أقصاها حتى استخرج ما تعد منها. م.

3- احياء علوم الدين : ج 4 , ص 14.

4- احياء علوم الدين : ج 4 , ص 14.

5- الكافي : ج 2 , ص 434.

6- الكافي : ج 2 , ص 426.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.