أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-7-2016
1377
التاريخ: 2024-03-13
832
التاريخ: 21-7-2016
2076
التاريخ: 2024-03-12
625
|
[قال الفيض الكاشاني :] انك إذا فهمت معنى القبول لم تشك في أن كلّ توبة صحيحة فهي مقبوله فالنّاظرون بنور البصائر المستمدون من أنوار القرآن علموا أن كل قلب سليم مقبول عند اللّه و متنعم في الاخرة في جوار اللّه ، و علموا أن القلب خلق سليما في الأصل و كل مولود يولد على الفطرة و إنما يفوته السّلامة بكدورة ترهق(1) , وجهه من غبرة الذنوب و ظلمتها ، و أن نار النّدم تحرق تلك الغبرة ، و ان نور الحسنة يمحو عن وجه القلب ظلمة السيئة ، و انه لا طاقة لظلام المعاصي مع نور الحسنات كما لا طاقة لظلام الليل مع نور النهار بل كما لا طاقة لكدورة الوسخ مع بياض الصابون و الماء الحار إلا أن يتراكم الذنوب حتى تصير طبعا و رينا.
و هذا مثل أن يغوص(2) , الوسخ لطول تراكمه في تجاويف الثوب و خلله فمثل هذا القلب لا يرجع و لا يتوب و إن قال بلسانه : تبت و هذا البيان كاف لقبول التوبة المتضمنة لشروطها قال اللّه تعالى : {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ } [الشورى : 25] , و قال : {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} [غافر: 3].
و قال النبي (صلى الله عليه واله): «إن الحسنات يذهبن السيئآت كما يذهب الماء الوسخ»(3) , و قال : «لو عملتم الخطايا حتى تبلغ السماء ثم ندمتم لتاب اللّه عليكم»(4).
و قال الباقر (عليه السلام) لمحمّد بن مسلم : ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة و المغفرة أما و اللّه إنها ليست إلا لأهل الايمان قال : قلت : فان عاد بعد التوبة و الاستغفار في الذّنوب و عاد في التوبة ، فقال : يا محمد ابن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه و يستغفر اللّه منه و يتوب ثم لا يقبل اللّه توبته؟ , قلت : فانه فعل ذلك مرارا يذنب ثم يتوب و يستغفر فقال : كلما أعاد المؤمن بالاستغفار و التوبة عاد اللّه عليه بالمغفرة و إن اللّه غفور رحيم يقبل التوبة و يعفو عن السيئآت فايّاك أن تقنط المؤمنين من رحمة اللّه»(5).
و قال الصادق (عليه السلام): «إن الرّجل ليذنب الذّنب فيدخله اللّه بالذنب الجنّة ، قيل يدخله اللّه بالذنب الجنة؟ , قال : نعم إنه ليذنب فلا يزال منه خائفا ماقتا لنفسه فيرحمه اللّه فيدخله الجنة»(6).
_____________________
1- قوله تعالى : {وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} [يونس: 27] , أي تغشاهم و مثله قوله تعالى : {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} [عبس: 41] , أي تغشاها غبرة. م.
2- غاص في المعانى اذا بلغ أقصاها حتى استخرج ما تعد منها. م.
3- احياء علوم الدين : ج 4 , ص 14.
4- احياء علوم الدين : ج 4 , ص 14.
5- الكافي : ج 2 , ص 434.
6- الكافي : ج 2 , ص 426.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|