أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-18
646
التاريخ: 28-7-2020
3714
التاريخ: 19-7-2016
1998
التاريخ: 19-7-2016
1632
|
أن الانسان إذا غلب عليه التطلع من وراء حجب الغيب إلى منتهى الجمال و استشعر قصوره عن الاطلاع على كنه الجلال انبعث القلب إلى الطلب و انزعج له و هاج إليه فسميت هذه الحالة في الانزعاج شوقا و هو بالاضافة إلى أمر غايب.
وإذا غلب عليه الفرح بالقرب و مشاهدة الحضور بما هو حاصل من الكشف و كان نظره مقصورا على مطالعة الجمال الحاضر المكشوف غير ملتفت إلى ما لم يدركه بعد استبشار القلب بما يلاحظه فيسمّى استبشاره انسا.
و إن كان نظره إلى صفات العز و الاستغناء و عدم المبالاة و خطر امكان الزّوال و البعد تألم قلبه بهذا الاستشعار فتسمى تألّمه خوفا و هذه الاحوال تابعة لهذه الملاحظات فان غلب الانس و تجرد عن ملاحظة ما غاب عنه و ما يتطرق إليه من خطر الزوال عظم نعيمه و لذّته و من غلب عليه الانس باللّه لم يكن شهوته إلا في الانفراد و الخلوة.
و ذلك لان الانس باللّه يلازمه التوحش من غير اللّه بل كلّ ما يعوق من الخلوة يكون أثقل الأشياء على القلب.
كما روي ان موسى (عليه السلام) لما كلمه ربّه مكث دهرا لا يسمع كلام أحد من الخلق إلا أخذه الغشيان لأن الحبّ يوجب عذوبة كلام المحبوب و عذوبة ذكره ، فتخرج من القلوب عذوبة ما سواه ، فان خالط النّاس كان كمنفرد في جماعة و مجتمع في خلوة و غريب في حضر و حاضر في سفر و شاهد في غيبة و غايب في حضور و مخالط بالجسد منفرد بالقلب المستغرق بعذوبة الذّكر.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصفهم : «هم قوم هجم بهم العلم على حقيقة الأمر فباشروا روح اليقين و استلانوا ما استوعره المترفون ، و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، صحبوا الدّنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحلّ الأعلى ، اولئك خلفاء اللّه في أرضه و الدّعاة إلى دينه»(1).
________________________
1- نهج البلاغة : قصار الحكم حكمة 147.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|