المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

جغرافية الخدمات من منظور اقتصادي
10-1-2023
الحكومة وتنفيذ القوانين
2024-09-02
عقب عثمان بن عفان
3-7-2019
انتقالات الطاقة والكتل الهوائية، وتغير المناخ
2023-10-11
رياضيات الكم
16-1-2023
إسرائيل بن عابد المكي أبو معاذ
30-9-2020


نون التوكيد  
  
3922   07:06 مساءاً   التاريخ: 21-10-2014
المؤلف : الاشموني
الكتاب أو المصدر : شرح الاشموني على الألفية
الجزء والصفحة : ج1/ ص281- ص293
القسم : علوم اللغة العربية / النحو / نون التوكيد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-10-2014 2485
التاريخ: 21-10-2014 2000
التاريخ: 21-10-2014 2355
التاريخ: 21-10-2014 3923

(لِلفِعْلِ تَوكِيدٌ بِنُونَينِ هُمَا) الثقيلة والخفيفة (كَنُونَيِ اذْهَبَنَّ وَاقْصِدَنْهُمَا) وقد اجتمعا في قوله تعالى: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً} (يوسف: 32) وقد تقدم أول الكتاب أن قوله:

أَقَائِلُنَّ أحْضِرُوا الشُّهُودَا
ضَرُورَة.
تنبيه: ذهب البصريون إلى أن كلاً منهما أصل لتخالف بعض أحكامهما. وذهب الكوفيون إلى أن الخفيفة فرع الثقيلة. وقيل بالعكس. وذكر الخليل أن التوكيد بالثقيلة أشدّ من الخفيفة (يُؤَكِّدَانِ افْعَل) أي فعل الأمرمطلقاً نحو اضربن زيداً، ومثله الدعاء كقوله:
فأنزلن سكينة علينا
(وَيَفْعَل) أي المضارع بالشرط الآتي ذكره ولا يؤكدان الماضي مطلقاً. وأما قوله:

ص281

 دَامَنَّ سَعْدُكِ إنْ رَحِمْتِ مُتَيَّمَا
فضرورة شاذة سهلها كونه بمعنى الاستقبال. وإنما يؤكد بهما المضارع حال كونه (آتِيَا ذَا طَلَبٍ) بأن يأتي أمراً نحو ليقومن زيد، أو نهيا نحو: {ولا تحسبن الله غافلاً} (إبراهيم: 42)، أو عرضا نحو ألا تنزلن عندنا، أو تحضيضاً كقوله:
هَلاَّ تَمُنِّنْ بِوَعْدٍ غَيرَ مُخْلِفَةٍ               كَمَا عَهِدتُّكِ فِي أَيامِ ذِي سَلَم
أو تمنيا كقوله:
 فَلَيتَكِ يَومَ المُلتَقَى تَرَيِنَّنِي                     لِكَي تَعْلَمِي أَنِّي امْرؤٌ بِكِ هَائِمُ
أو استفهاماً كقوله:
 وَهَل يَمْنَعَنِّي ارْتِيَادِي البِلاَ                     دَ مِنْ حَذَرِ المَوتِ أنْ يَأَتِيَنْ
 
وقوله:
أَفَبَعْدَ كِنْدَةَ تَمْدَحَنَّ قَبِيلا
وقوله:
فَأَقْبِل عَلَى رَهْطِي وَرَهْطِكَ نَبْتَحِثْ             مَسَاعِينَا حَتَّى نَرَى كَيفَ نَفْعَلاَ
أو دعاء كقوله:
لاَ يَبْعُدَنْ قَومِي الَّذِينَ هُمُو                    سُمُّ العُدَاةِ وَآفَةُ الجُزُرِ
لنَّازِلُونَ بِكُلِّ مُعْتَرَكٍ                                     والطَّيِّبُونَ مَعَاقِدَ الأزُرِ
(أَو) آتيا (شَرْطاً إمَّا تَالِيَا) إما في موضع النصب مفعول به لتاليا، أي شرطاً تابعاً أن الشرطية المؤكدة بما، نحو، وإما تخافنَّ، فإما تذهبنَّ، فإما ترينَّ، واحترز من الواقع شرطاً بغير إما. فإن توكيده قليل كما سيأتي (أَو) آتيا (مُثْبَتاً فِي) جواب (قَسَمٍ مُسْتَقْبَلاَ) غير مفصول من لامه بفاصل نحو: {تالله لأكيدن أصناكم} (الأنبياء: 57). وقوله:
فَمَنْ يَكُ لَمْ يَثْأَرْ بِأَعْرَاضِ قَومِهِ               فَإنِّي وَرَبِّ الرَّاقِصَاتِ لأَثْأرَا
ولا يجوز توكيده بهما إن كان منفياً نحو: {تالله تفتؤ تذكر يوسف} (يوسف: 85) إذ التقدير لا تفتؤ. وأما قوله:
تَاللَّهِ لاَ يُحْمَدَنَّ المرءُ مُجْتَنِباً

ص282

فِعْلَ الكِرَامِ وَلَو فَاقَ الوَرَى حَسَبَا فشاذ أو ضرورة، أو كان حالاً كقراءة ابن كثير: لأقسم بيوم القيامة. وقوله:
يَمِيناً لأَبْغُضُ كُلَّ امْرِىءٍ                      يُزَخْرِفُ قَولاً وَلاَ يَفْعَلُ
وقوله:
 لَئِنْ تَكُ قَدْ ضَاقَتْ عَلَيكُمْ بُيُوتُكُم
لَيَعْلَمُ رَبِّي أنَّ بَيتِيَ وَاسِعُ أو كان مفصولاً من اللام مثل: {ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون} (آل عمران: 158)، ونحو: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} (الضحى: 5).
تنبيهان: الأوَّل التوكيد في هذا النوع واجب بالشروط المذكورة كما نص عليه في التسهيل وهو مذهب البصريين، فلا بدَّ عندهم من اللام والنون فإن خلا منهما قدر قبل حرف النفي، فإذا قلت والله يقوم زيد كان المعنى نفي القيام عنه، وأجاز الكوفيون تعاقبهما، وقد ورد في الشعر، وحكى سيبويه: والله لأضربه. وأما التوكيد بعد الطلب فليس بواجب اتفاقاً. واختلفوا فيه بعد أما: فمذهب سيبويه أنه ليس بلازم ولكنه أحسن ولهذا لم يقع في القرآن إلا كذلك، وإليه ذهب الفارسي وأكثر المتأخرين وهو الصحيح، وقد كثر في الشعر مجيئه غير مؤكد، من ذلك قوله:
يَا صَاحِ إمَّا تَجِدْنِي غَيرَ ذِي جِدَةٍ                     فَمَا التَّخَلِّي عَنِ الخِلاَّنِ مِنْ شِيَمِي
وقوله:
فَإمَّا تَرَينِي وَلِي لِمَّةٌ                                    فَإنَّ الحَوَادِثَ أَودَى بِهَا
وقوله:
 فَإمَّا تَرَينِي كَابْنَةِ الرَّمْلِ ضَاحِياً                          عَلَى رِقَّةٍ أَحْفَى وَلاَ أَتَنَعَّلُ
ص283
وذهب المبرد والزجاج إلى لزوم النون بعد إما، وزعما أن حذفها ضرورة. الثاني: منع البصريون نحو والله ليفعل زيد الآن، استغناء عنه بالجملة الاسمية المصدّرة بالمؤكد كقولك: والله إن زيداً ليفعل الآن، وأجازه الكوفيون. ويشهد لهم ما تقدم من قراءة ابن كثير لأقسم، والبيتين اهـ (وَقَلَّ) التوكيد (بَعْدَ مَا) الزائدة التي لم تسبق بان، من ذلك قولهم: بعين ما أرينّك. وبجهد ما تبلغنّ، وحيثما تكوننّ آتك، ومتى ما تقعدنّ اقعد. وقوله:
إذَا مَاتَ مِنْهُمْ مَيِّتٌ سَرَقَ ابْنُهُ                         وَمِنْ عِضَةٍ مَا يَنْبُتَنَّ شَكِيرُهَا
وقوله:
 قَلِيلاَ بِهِ مَا يَحْمَدَنَّكَ وَارِثٌ
تنبيهان: الأول مراد الناظم أن التوكيد بعد ما المذكورة قليل بالنسبة إلى ما تقدم، لا قليل مطلقاً، فإنه كثير كما صرح به في غير هذا الكتاب، بل ظاهر كلامه اطراده. وإنما كان كثيراً من قبل أن ما لما لازمت هذه المواضع أشبهت عندهم لام القسم فعاملوا الفعل بعدها معاملته بعد اللام. نص على ذلك سيبويه كما حكاه في شرح الكافية. الثاني كلامه يشمل ما الواقعة بعد رب، وصرح في الكافية بأن التوكيد بعدها شاذ، وعلل ذلك بأن الفعل بعدها ماضي المعنى، ونص بعضهم على أن إلحاق النون بعدها ضرورة، وظاهر كلامه في التسهيل أنه لا يختص بالضرورة وهو ما يشعر به كلام سيبويه فإنه حكى ربما يقولن ذلك. ومنه قوله:
رُبَّمَا أَوفَيتُ فِي عَلَمٍ                                   تَرْفَعَنْ ثَوبِي شمَالاَتُ
 (وَلَمْ) أي وقل التوكيد بعد لم كقوله:
 يَحْسَبُهُ الجَاهِلُ مَا لَمْ يَعْلَمَا                           شَيخاً عَلَى كُرْسِيِّهِ مُعَمَّمَا

ص284

تنبيه: نص سيبويه على أنه ضرورة لأن الفعل بعدها ماضي المعنى كالواقع بعد ربما. قال في شرح الكافية: وهو بعد ربما أحسن (وَبَعْدَ لاَ) أي وقلّ التوكيد بعد لا النافية. قال في شرح الكافية وقد يؤكد بإحدى النونين المضارع المنفي بلا تشبيهاً بالنهي كقوله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة} (الأنفال: 25) وقد زعم قوم أن هذا نهي وليس بصحيح. ومثله قول الشاعر:
فَلاَ الجَارَةُ الدُّنْيَا بِهَا تُلحِيَنَّهَا          وَلاَ الضَّيفُ فِيهَا إنْ أَنَاخَ مُحَوَّلُ
إلا أن توكيد تصيبنَّ أحسن لاتصاله بلا فهو بذلك أشبه بالنهي كقوله تعالى: {لا يفتننكم الشيطان} (الأعراف: 27)، بخلاف قول الشاعر فإنه غير متصل بلا فبعد شبهه بالنهي، ومع ذلك فقد سوغت لا توكيده وإن كانت منفصلة فتوكيد تصيبن لاتصاله أحق وأولى. هذا كلامه بحروفه.
تنبيهان: ما اختاره الناظم هو ما اختاره ابن جني. والجمهور على المنع. ولهم في الآية تأويلات: فقيل لا ناهية والجملة محكية بقول محذوف هو صفة فتنة فتكون نظير:
 جَاءُوا بِمَذْقٍ هَل رَأَيتَ الذِّئْبَ قَطْ
وقيل لا ناهية، وتم الكلام عند قوله فتنة، ثم ابتدأ نهي الظلمة عن التعرض للظلم فتصيبهم الفتنة خاصة فأخرج النهي عن إسناده للفتنة فهو نهي محوّل، كما قالوا لا أرينك ههنا، وهذا تخريج الزجاج والمبرد والفراء. وقال الأخفش الصغير: لا تصيبنَّ هو على معنى الدعاء. وقيل جواب قسم والجملة موجبة والأصل لتصيبن كقراءة ابن مسعود وغيره، ثم أشبعت اللام وهو ضعيف لأن الإشباع بابه الشعر. وقيل جواب قسم ولا نافية ودخلت النون تشبيهاً بالموجب كما دخلت في قوله:
تَاللَّهِ لاَ يُحْمَدَنَّ المَرْءِ مُجْتَنِباً
فِعْلَ الكِرامِ...........

ص285

وقال الفراء: الجملة جواب الأمر نحو قولك انزل عن الدابة لا تطرحنك، ولا نافية ومن منع النون بعد لا النافية منع أنزل عن الدابة لا تطرحنك. الثاني إذا قلنا بما رآه الناظم فهل يطرد التوكيد بعد لا كلامه يشعر بالاطراد مطلقاً، لكن نص غيره على أنه بعد المفصولة ضرورة (وَغَيرَ إمَّا مِنْ طَوَالِبِ الجَزَا) أي وقلَّ بعد غير إما الشرطية من طوالب الجزاء، وذلك يشمل إن المجردة عن ما وغيرها، ويشمل الشرط والجزاء. فمن توكيد الشرط بعد غير إما قوله:
 مَنْ يُثْقَفَنْ مِنْهُمْ فَلَيسَ بِآيِبٍ
ومن توكيد الجزاء قوله:
 فَمَهْمَا تَشَأ مِنْهُ فَزَارَةُ تُعْطِكُمْ                          وَمَهْمَا تَشَأ مِنْهُ فَزَارَةُ تَمْنَعَا
وقوله:
 ثَبَتُّم ثَبَاتَ الخَيزُرَانِيِّ فِي الوَغَى                       حَدِيثاً مَتَى مَا يَأْتِكَ الخَيرُ يَنْفَعَا
تنبيهان: الأول مقتضى كلامه أن ذلك جائز في الاختيار وبه صرح في التسهيل فقال: وقد تلحق جواب الشرط اختياراً، وذهب غيره إلى أن دخولها في غير شرط إما وجواب الشرط مطلقاً ضرورة. الثاني جاء توكيد المضارع في غير ما ذكر وهو في غاية الندرة ولذلك لم يتعرض له، ومنه قوله:
لَيتَ شِعْرِي وَأَشْعُرَنَّ إذَا مَا                             قَرَّبُوهَا مَنْشُورَةً وَدُعِيتُ
وأشذ من هذا توكيد أفعل في التعجب كقوله:
وَمُسْتَبْدِلٍ مِنْ بَعْدِ عَضْبَى صَرِيمَةً                      فَأَحْرِ بِهِ مِنْ طُولِ فَقْرٍ وَأَحْرِيَا
وهذا من تشبيه لفظ بلفظ وإن اختلفا معنى. وأشذ من هذا قوله:
أَقَائِلُنَّ أَحْضِرُوا الشُّهُودَا

ص286

 (وَآخِرَ المُؤكَّدِ افْتَحْ) لما عرفت أول الكتاب أنه تركب معها تركيب خمسة عشر، ولا فرق بين أن يكون صحيحاً (كَابْرُزَا) إذ أصله ابرزن بالنون الخفيفة فأبدلت ألفاً في الوقف كما سيأتي، واضربن، أو معتلاً نحو اخشين وارمين واغزون: أمراً كما مثل، أو مضارعاً نحو هل تبرزن وهل ترمين. هذه لغة جميع العرب سوى فزارة فإنها تحذف آخر الفعل إذا كان ياء تلي كسرة، نحو ترمين فتقول هل ترمن يا زيد، ومنه قوله:
 وَلاَ تُقَاسِنَّ بَعْدِي الهَمَّ وَالجَزَعَا

ص287

هذا إذا كان الفعل مسنداً لغير الألف والواو والياء، فإن كان مسنداً إليهن فحكمه ما أشار إليه بقوله (وَاشْكُلهُ قَبْلَ مُضْمَرٍ لَينٍ بِمَا جَانَسَ) أي بما جانس ذلك المضمر (مِنْ تَحَرُّكٍ قَدْ عُلِمَا) فيجانس الألف الفتح والواو الضم والياء الكسر (وَالمُضْمَرَ) المسند إليه الفعل (احْذِفَنَّهُ) لأجل التقاء الساكنين مبقياً حركته دالة عليه (إلاَّ الألِفْ) أبقها لخفتها: تقول يا قوم هل تضربن بضم الباء. ويا هند هل تضربن بكسرها، فأصل يا قوم هل تضربن هل تضربونن فحذفت نون الرفع لكثرة الأمثال فصار تضربون فحذفت الواو لالتقاء الساكنين. وأصل يا هند هل تضربن هل تضربينن، فعل به ما ذكر. وتقول يا زيدان هل تضربان، فأصل تضربان تضربانن فحذفت نون الرفع لما ذكر، ولم تحذف الألف لخفتها ولئلا يلتبس بفعل الواحد، ولم تحرك لأنها لا تقبل الحركة وكسرت نون التوكيد بعدها لشبهها بنون التثنية في زيادتها آخراً بعد ألف. هذا كله إذا كان الفعل صحيحاً، فإن كان معتلاً نظرت إن كان بالواو والياء فكالصحيح: تقول يا قوم هل تغزن وهل ترمن بضم ما قبل النون، ويا هند هل تغزن وهل ترمن بكسره، فتحذف مع نون الرفع الواو والياء. وتقول هل تغزوان وترميان فتبقى الألف. فإن قلت ليس هذا كالصحيح لأنه حذف آخره وجعلت الحركة المجانسة على ما قبل الآخر بخلاف الصحيح. قلت حذف آخره إنما هو لإسناده إلى الواو والياء لا لتوكيده فهو مساو للصحيح في التغيير الناشىء عن التوكيد، ولذلك لم يتعرض له الناظم. وإن كان بالألف فليس كالصحيح فيما ذكر، بل له حكم آخر أشار إليه بقوله:(وَإنْ يَكُنْ فِي آخِر الفِعْلِ ألِفْ فَاجْعَلهُ) أي الألف (مِنْهُ) أي من الفعل (رَافِعاً) حال من الفعل أي حال كون الفعل رافعاً (غَيرَ اليَا وَالوَاوِ) أي بأن رفع الألف أو النون أو ضميراً مستتراً أو اسماً ظاهراً (يَاءً) مفعول ثان لا جعل: أي اجعل الألف حينئذٍ ياء نحو هل تخشيان وترضيان يا

ص288

زيدان، وهل تخشينان وترضينان يا نسوة، ويا زيد هل تخشين وترضين، وهل يخشين ويرضين زيد، والأمر في ذلك كالمضارع (كَاسْعَيَنَّ سَعْيَا) يا زيد وكذا بقية الأمثلة.

تنبيه: إنما وجب جعل الألف ياء لأن كلامه في الفعل المؤكد بالنون وهو المضارع والأمر، ولا تكون الألف فيهما إلا منقلبة عن ياء غير مبدلة كيسعى، أو مبدلة من ياء والياء منقلبة عن واو كيرضى لأنها من الرضوان (وَاحْذِفْهُ) أي الألف (مِنْ رَافِعِ هَاتِينِ) أي الياء والواو وتبقى الفتحة قبلهما دليلاً عليه.(وَفِي وَاوٍ وَيَا شَكْلٌ مُجَانِسٌ قُفِي) أي تبع. يعني أن الواو بعد حذف الألف تضم والياء تكسر. وإنما احتيج إلى تحريكهما ولم يحذفا لأن قبلهما حركة غير مجانسة أعني فتحة الألف المحذوفة، فلو حذفا لم يبق ما يدل عليهما (نَحْوُ اخْشَينْ يَا هِنْدُ) وهل ترضين يا هند (بِالكَسْرِ وَيَا قَومُ اخْشَوُنْ) وهل ترضون (وَاضْمُمْ) الواو (وَقِسْ) على ذلك (مُسَوِّيَا).

ص289

تنبيهان: الأول أجاز الكوفيون حذف الياء المفتوح ما قبلها نحو اخشين يا هند، فتقول اخشن. وحكى الفراء أنها لغة طيىء. الثاني فرض المصنف الكلام على الضمير وحكم الألف والواو اللذين هما علامة ــــ أي بأن أسند الفعل إلى الظاهر على لغة أكلوني البراغيث ــــ كحكم الضمير. وهذا واضح (وَلَمْ تَقَعْ) أي النون (خَفِيفَةً بَعْدَ الأَلِفْ) أي سواء كانت الألف اسماً بأن كان الفعل مسنداً إليها، أو حرفاً بأن كان الفعل مسنداً إلى ظاهر على لغة أكلوني البراغيث، أو كانت التالية لنون جماعة النساء، وفاقاً لسيبويه والبصريين سوى يونس، وخلافاً ليونس والكوفيين لأنه فيه التقاء الساكنين على غير حده (لَكِنْ) تقع (شَدِيدَةً وَكَسْرُهَا) لالتقاء الساكنين (أُلِفْ) لأنه على حده، إذ الأوّل حرف لين والثاني مدغم. ويعضد ما ذهب إليه يونس والكوفيون قراءة بعضهم فدمرانّهم تدميراً حكاها ابن جني. ويمكن أن يكون من هذا قراءة ابن ذكوان: {ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون} (يونس: 89).

ص290

تنبيهان: الأول ذكر الناظم أن من أجاز الخفيفة بعد الألف يكسرها، وحمل على ذلك القراءتين المذكورتين. وظاهر كلام سيبويه وبه صرّح الفارسي في الحجة أن يونس يبقي النون ساكنة، ونظر ذلك بقراءة نافع محياي. والثاني هل يجوز لحاق الخفيفة بعد الألف إذا كان بعدها ما تدغم فيه على مذهب البصريين نحو اضربان نعمان. قال الشيخ أبو حيان: نص بعضهم على المنع، ويمكن أن يقال يجوز، وقد صرّح سيبويه بمنع ذلك (وَأَلِفاً زِدْ قَبْلَهَا) أي زد قبل نون التوكيد (مُؤَكِّدا فِعْلاً إلَى نُونِ الإنَاثِ أُسْنِدَا) لئلا تتوالى الأمثال، فتقول هل تضربنان يا نسوة بنون مشددة مكسورة، وفي جواز الخفيفة الخلاف السابق كما تقدم. ولا يجوز ترك الألف فلا تقول هل تضربنن يا نسوة (وَاحْذِفْ خَفِيفَةً لِسَاكِنً رَدِفْ) أي تحذف النون الخفيفة وهي مرادة لأمرين: الأول أن يليها ساكن نحو اضرب الرجل تريد اضربن. ومنه قوله:
لاَ تُهِينَ الفَقِيرَ عَلكَ أَنْ تَرْ                            كَعَ يَوماً وَالدَّهْرُ قَدْ رَفَعَهْ

ص291

لأنها لما لم تصلح للحركة عوملت معاملة حرف المدّ فحذفت لالتقاء الساكنين، وإذا وليها ساكن وهي بعد ألف على مذهب المجيز فقال يونس إنها تبدل همزة وتفتح فتقول: اضرباء الغلام، واضربناء الغلام. قال سيبويه وهذا لم تقله العرب، والقياس اضرب الغلام واضربن الغلام يعنيبحذف الألف والنون. والثاني أن يوقف عليها تالية ضمة أو كسرة، وإلى ذلك أشار بقوله (وَبَعْدَ غَيرِ فَتْحَةٍ إذَا تَقِفْ) فتقول يا هؤلاء اخرجوا، ويا هذه اخرجي، تريد اخرجنّ واخرجن. أما إذا وقعت بعد فتحة فسيأتي (وَارْدُدْ إذَا جَذَفْتَهَا فِي الوَقْفِ مَا) أي الذي (مِنْ أَجْلِهَا فِي الوَصْلِ كَانَ عُدِمَا) فتقول في اضربن يا قوم واضربن يا هند إذا وقفت عليهما: اضربوا واضربي بردّ واو الضمير ويائه كما مر. وتقول في هل تضربن وهل تصربن إذا وقفت عليهما: هل تضربون وهل تضربين برد الواو والياء ونون الرفع لزوال سبب الحذف (وَأَبْدِلَنْهَا بَعْدَ فَتْحٍ ألِفَا وَقْفاً) أي واقفاً، ويحتمل أن يكون مفعولاً له أي لأجل الوقف، وذلك لشبهها بالتنوين (كَمَا تَقُولُ فِي قِفَا قِفَا) ومنه «لنسفعاً وليكوناً» وقوله:
 وَلاَ تَعْبُدِ الشَّيطَانَ وَاللَّه فَاعْبُدَا
وقوله:
 فَمَنْ يَكُ لَمْ يَثْأرْ بِأعْرَاضِ قَومِهِ                        فَإنِّي وَرَبِّ الرَّاقِصَاتِ لأَثْأَرَا
وندر حذفها لغير ساكن ولا وقف كقوله:
 اضْرِبَ عَنْكَ الهُمُومَ طَارِقَهَا
وقوله:
 كَمَا قِيلَ قَبْلَ اليَومِ خَالِفَ تُذْكَرَا
وحمل على ذلك قراءة من قرأ: {ألم نشرح لك صدرك} (الشرح: 1).

ص292

خاتمة: أجاز يونس للواقف إبدال الخفيفة ياء أو واواً في نحو اخشين واخشون، فتقول: اخشي واخشووا وغيره يقول اخشى واخشوا وقد نقل عنه إبدالها واواً بعد ضمة وياء بعد كسرة مطلقاً، وكلام سيبويه يدل على أن يونس إنما قال بذلك في المعتل فإنه قال: وأما يونس فيقول اخشووا واخشيي يزيد الواو والياء بدلاً من النون الخفيفة من أجل الضمة والكسرة، وهو ما نقله الناظم في التسهيل، وإذا وقف على المؤكد بالخفيفة بعد الألف على مذهب يونس والكوفيين أبدلت ألفاً، نص على ذلك سيبويه ومن وافقه ثم قيل: يجمع بين الألفين فيمد بمقدارهما، وقيل: بل ينبغي أن تحذف إحداهما ويقدر بقاء المبدلة من النون وحذف الأولى. وفي الغرة: إذا وقفت على اضربان على مذهب يونس زدت ألفاً عوض النون فاجتمع ألفان فهمزت الثانية فقلت اضرباء انتهى. وقياسه في اضربنان اضربناء والله أعلم.

ص293




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.