المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



نون التوكيد  
  
2311   07:00 مساءاً   التاريخ: 21-10-2014
المؤلف : جلال الدين السيوطي
الكتاب أو المصدر : همع الهوامع
الجزء والصفحة : ج2/ ص611- 622
القسم : علوم اللغة العربية / النحو / نون التوكيد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-10-2014 3845
التاريخ: 21-10-2014 2125
التاريخ: 21-10-2014 2434
التاريخ: 21-10-2014 2312

نون التوكيد نوعان خفيفة وثقيلة والتأكيد بها أي الثقيلة أشد من التأكيد بالخفيفة نص عليه الخليل وليست هي الأصل والخفيفة فرع عنها خففت كما تخفف أن خلافا للكوفية حيث ذهبوا إلى ذلك واستدل البصريون على أن الخفيفة نون على حدتها بأن لها أحكاما ليست للشديدة كما سيأتي وتدخل جوازا على الأمر كاضربن وقوله 1364 - ( فاَنْزلَنْ سكينةً عَلَيْنا ** ) والمضارع الخالي من تنفيس ذا طلب سواء كان ذلك الطلب أمرا أم نهيا أم تحضيضا أم تمنيا أم استفهاما بحرف أم باسم كقوله 1365 –

( فإيّاكَ والْمَيْتَاتِ لا تَقْرَبّنها ** )

وقوله

ص611

( هلا تُمَنِّنْ بوَعْدٍ غَيْرَ مُخْلِفَةٍ ** )

وقوله

( فَلَيْتَكِ يوم المُلْتَقى تَرَينّني ** )

وقوله 

( وهل يَمْنعنِّي ارتيادي البلادَ ** مِنْ حذَر الموت أنْ يأتِيَنْ )

وقوله 

( أفبعد كِنْدةَ تمدحنَّ قَبيلا ** )

وقوله 

( فأقْبلْ على رَهْطي ورهْطِكَ نَبْتَحِثْ ** مَساعِينَا حتى تَرى كَيْف نفعلا )

ص612

وقوله 

( ألا لَيْت شِعري ما يَقُولَنْ فوارسٌ ** إذا حَارب الهامَ المصَيّح هامتي )

خلافا لابن الطراوة في المستفهم عنه باسم حيث قال لا يلحقه وخص ذلك بالهمزة وهل ورد بالسماع في البيتين المذكورين وتدخل لزوما المضارع المثبت المستقبل جواب قسم نحو والله ليقومن بخلاف المنفي نحو ( لا أقسم )  القيامة : 1  والحال نحو والله ليقوم زيد الآن والمقرون بحرف تنفيس نحو (وَلَسَوْف يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى )  الضحى : 5  لأنهما معا يخلصان لاستقبال فكرهوا الجمع بين حرفين لمعني واحد و تدخل كثيرا وقيل لزوما المضارع التالي إما الشرطية نحو ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ )  الزخرف : 41  ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ )  الأعراف : 200  ولم يقع في القرآن إلا مؤكدا بالنون ومن ثم قال المبرد والزجاج إنها لازمة لا يجوز حذفها إلا في الضرورة كقوله :-

( إمّا تَرَيْ رأسِي تغيّر لونُه ** )

ولكثرة حذفها في الشعر قال سيبويه والجمهور بجوازه في الكلام لا الجزاء والمنفي بما ولا ولم والتعجب والماضي ومدخول ربما وما الزائدة وسائر أدوات الشرط والخالي مما ذكر واسم الفاعل أي لا تدخل في شيء من هذه الأنواع إلا شذوذا وضرورة أو مثلا كقوله

( حَدِيثاً مَتَى مَا يأتِك الخيرُ يَنْفَعا ** )

ص613

وقولك ما في الدار يقومن زيد وقوله تعالى  ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )   الأنفال: 25  وقول الشاعر 

( فَلا ذا نعيم يُترَكَنْ لنَعيمِهِ ** )

وقوله

( يَحْسَبُهُ الجاهِلُ ما لم يَعْلما ** )

وقوله

 ( فأحْرِ به مِنْ طُول فقْرٍ وأحْرِيا ** )

وقوله

 (دامَنَّ سَعْدُكِ لَوْ رحمْتِ مُتَيّماً ** )

ص614

وقوله

( ربّما أوْفَيْتُ في عَلَم ** تَرْفَعَنْ ثوبي شَمَالات )

وقوله

( قليلاً به ما يحمدنك وارث ** )

وقوله

( مَنْ يُثْقَفَنْ مِنُهُم فليس بآيبٍ ** )

وقوله

( ومَهْما تَشَأ منه فَزارَةُ تَمْنعا ** )

ص615

وقوله

( لَيْت شِعْري وأشْعُرَنَّ إذا ما ** )

وقوله

 ( أقَائِلُنَّ أحْضِروا الشّهودا ** )

ويفتح آخره أي المضارع مع النون لتركيبه معها وقيل لالتقاء الساكنين آخر الفعل وأول النون الأولى وسواء في فتح آخره أكان صحيحا كاعتضدن أم معتلا كاخشين وأرمين وحذفه حال كونه ياء تلو كسرة لغة لفزارة يقولون في ابكين ابكن بحذف الياء قال شاعرهم 

( وابْكِنّ عَيْشاً تَولّى بعد جدّته ** )

وقال

ص616

( ولا تُقاسِنّ بعدي الهَمّ والجزَعا ** )

وغيرهم بفتح الياء ولا يحذفها فيقول ابكين ولاتقاسين فإن كان مع آخره واو أو ضمير أو ياء وهي بعد حركة مجانسة حذفت نحو لتقومن يا رجال ولتقومن يا هند وأصلهما لتقوموا ولتقومي فحذفت الواو والياء لالتقاء الساكنين وإلا بأن كانت بعد حركة غير مجانسة وهي الفتحة تثبت محركة بها أي بالحركة المجانسة نحو اخشون يا قوم بضم الواو واخشين يا هند بكسر الياء إذ لو حذفت بعد الفتحة لم يبق ما يدل عليها وجوز الكوفية حذف يائه تلو فتحة فيقال اخشن يا هند بحذف الياء وقيل هو لغة طائية نقل ذلك عنهم الفراء أما الألف الضمير فلا يحذف بل يبقي كما يؤخذ من قولي ولا يقع بعد الألف الاثنين ونون الإناث إلا الثقيلة نحو اضربان يا زيدان واضربنان يا هندات ولا تقع الخفيفة لأن فيه جمعا بين ساكنين خلافا ليونس والكوفية حيث أجازوا وقوع الخفيفة بعدها مكسورة قال ابن مالك ويؤيده قراءة بعضهم ( فَدَمِّرَانَّهْمُ تَدْمِيراً )  الفرقان : 36  ويمكن أن يكون منه قراءة ابن ذكوان  ( ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون )   يونس : 89  انتهى وأما سيبويه فإنه قال ردا على من أجاز ذلك هذا لم تقله العرب وليس له نظير في كلامهم وعلي الأول فتكسر الثقيلة في هذين الحالين لالتقاء الساكنين

ص617

وتفصل النون من نون الإناث بألف على القولين أي على قول الجمهور ويونس معا أي من أكد بالثقيلة فصل بها نحو اضربنان ومن أكد بالخفيفة فصل بها نحو اضربنان وتحذف الخفيفة لملاقاة ساكن كقوله 

( لا تُهينَ الفقير علّك أنْ ** تركع يومًا والدَّهْرُ قد رَفَعَهْ )

وندر حذفها في الوصل دونه كقوله

( اصْرفَ عنك الهموم طَارقَها ** )

و تحذف الخفيفة للوقف بعد كسر أو ضم مردودا ما حذف لها من ياء أو واو لزوال سبب حذفهما وهو التقاء الساكنين بحذفها كقولك في اضربن واضربن اضربي واضربوا وقال أبو حيان الذي يظهر أن دخولها في الوقف خطأ لأنها لا تدخل لمعنى التوكيد ثم يحذف ولا يبقى دليل على مقصودها الذي جاءت له وأجاز يونس في هذه الحالة إبدالها ياء وواوا ويظهر ذلك ظهورا بينا في نحو اخشون واخشين فيقال اخشي واخشووا كما أبدلت ألفا بعد الفتح إجماعا كقولك في اضربن اضربا وفي التنزيل  (لنسفعا)   العلق : 15  ولذلك رسم بالألف على نية الوقف خاتمة التنوين نون تثبت لفظا لا خطا هذا أحسن حدوده وأخصرها وأوجزها إذ سائر النونات المزيدة الساكنة أو غيرها تثبت خطا وهو أقسام

ص618

تمكين يدخل في الاسم المعرب المنصرف دلالة على أصالته إذا لم يبن ولم يمنع الصرف لسلامته من شبه الحرف ومن شبه الفعل ومن ثم أي من أجل ذلك سمي صرفا أيضا فالصرف في تنوين التمكين الذي إذا حرمه الاسم لمشابهة الفعل قيل منع من الصرف وقيل يدخل فرقا بين المنصرف وغيره وقال الفراء فرقا بين الاسم والفعل وقال قطرب والسهيلي فرقا بين المفرد والمضاف ومن ثم حذف في الإضافة وتنكير يلحق بعض المبني كأسماء الأفعال والأصوات فرقا بين المعرفة والنكرة نحو صه وسيبويه آخر وهو مسموع في باب اسم الفعل ومطرد في كل علم مختوم ب ( ويه ) وعوض يلحق ( إذ ) و ( كلا ) و ( بعضا ) ( وأيا ) عوضا عن مضافها إذا حذفت نحو  ( وأنتم حينئذ تنظرون )   الواقعة : 84   ( كل في فلك )   يس : 40   ( فضلنا بعضهم على بعض )   البقرة : 253   ( أيا ما تدعوا )   الإسراء : 110  والمتناهي المعتل اللام إذا حذفت ياؤه رفعا وجرا كجوار وغواش عوضا من الياء بحركتها عند سيبويه وقيل من الحركة فقط قاله المبرد والزجاجي وقيل هو في الجميع تنوين صرف ودخل في ( إذ ) لإعرابها بالإضافة إليها ورجع في ( كل ) ونحوه لزوال الإضافة التي كانت تعارضه وفي باب جوار لأن الياء لما حذفت التحق الجمع بأوزان الآحاد كسلام وكلام فصرف ورد بأن الحذف عارض فلا يعتد به

ص619

ومقابلة في باب جمع المؤنث السالم نحو مسلمات فإنه في مقابلة النون في نحو مسلمين وقال علي بن عيسى الربعي هو فيه للصرف ويرده ثوبته مع التسمية به كعرفات و قال الرضي هو لهما وقيل هو عوض من الفتحة نصبا ورد بأنه لو كان كذلك لم يوجد في الرفع والجر ثم الفتحة قد عوض منها الكسرة فما هذا العوض وترنم في الروي المطلق في لغة تميم يأتون به بدلا من حرف الإطلاق وهو الألف والواو والياء لقطع الترنم الحاصل بها بخلاف لغة الحجاز فإنهم يثبتون المدة وغال في الروي المقيد أثبته الأخفش وغيره وأنكره الزجاج والسيرافي لأنه بكسر الوزن وقال ابن يعيش هو ضرب من الترنم زاعما أن الترنم يحصل بالنون نفسها لأنها حرف أغن ويكونان أي تنوين الترنم والغالي في ذي أل والفعل والحرف كقوله 

( أقلّى اللّوم عاذِلَ والعتابَن ** وقُولي إنْ أَصَبْتُ لَقَدْ أصابَنْ ** )

وقوله

( لمّا تزل بركابنا وكأن قَدِنْ )

وقوله

ص620

 ( وقاتم الأعماق خاوي المخترقن ** )

وقوله

( ويَعْدُو على المَرْء ما يأتَمِرَنْ )

وقوله

( قالت بناتُ العمّ يا سلمي وإنِنْ ** )

بخلاف غيرهما من أقسام التنوين فإنه لا يكون إلا في الاسم الخالي من ( أل ) ومن ثم قال ابن مالك في شرح الكافية وابن هشام في توضيحه هما نونان لا تنوينان قالا ولعل الشاعر زاد أن آخر كل بيت فضعفت صوته بالهمزة فتوهم السامع أنه نون وكسر الروي وقال أبو الحجاج يوسف ابن معزوز هما نونان أبدلا من المدة وليسا بتنوين وزاد ابن الخباز في شرح الجزولية تنوين ضرورة في المنادى وما لا ينصرف قال ابن هشام وبقوله أقول في المنادي دون الآخر لأن الضرورة أباحت الصرف فهو حينئذ تمكين بخلاف المنادى نحو

ص621

( سَلامُ اللهِ يا مطٌ ر عليها ** )

فإن الاسم مبني على الضم و زاد أيضا تنوين حكاية كأن يسمي رجلا بعاقلة لبيبة فإنك تحكي اللفظ المسمي به قال ابن هشام وهذا اعتراف منه بأنه تنوين الصرف لأن الذي كان قبل التسمية حكي بعدها وزاد بعضهم وتنوين شذوذ كقول بعضهم هؤلاء قومك حكاه أبو زيد وفائدته تكثير اللفظ قال ابن مالك والصحيح أن هذا نون زيدت في آخر الاسم كنون ضيفن وليس بتنوين قال ابن هشام وفيما قاله نظر لأن الذي حكاه سماه تنوينا فهذا دليل منه على أنه سمعه في الوصل دون الوقف ونون ضيفن ليست كذلك .

ص622




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.