أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-06
486
التاريخ: 31-01-2015
3563
التاريخ: 4-5-2016
3652
التاريخ: 2023-09-20
1751
|
استقبلت قريش نبأ هزيمتهم المنكرة وخسائرهم الفادحة في معركة بدر بمزيد من الأسى واللوعة وساد في أوساطهم حزن عميق وأسى مرير وقد حرّمت هند أمّ معاوية على القرشيّين نساء ورجالا البكاء على قتلاهم حتى يظلّ الحزن كامنا في نفوسهم لا يطفئه إلاّ طلب الثأر لقتلاهم والانتقام من المسلمين.
وكان أبو سفيان قائد قريش في واقعة أحد والزعيم الأوّل في هذه المعركة إنّ أبا سفيان جاهلي بجميع معاني هذه الكلمة لا يحمل في أعماق نفسه أي معنى من القيم الإنسانية ولم يؤمن بالله طرفة عين فأخذ يؤلّب الجماهير ويحرّض القبائل على حرب رسول الله (صلى الله عليه واله) ويجمع الأموال فيشتري بها السلاح والعتاد لحرب المسلمين وقد استجابت له جماهير القرشيّين الذين أترعت نفوسهم بالحقد والعداء للرسول فقد خرجوا بحدّهم وجدّهم وحديدهم وأحابيشهم ومن تابعهم لحرب النبيّ (صلى الله عليه واله) وصحبوا معهم نساءهم حتى يخلصوا في الحرب وقد قادت النساء هند أمّ معاوية وكنّ يضربن بالدفوف ويبعثن الحماس في نفوس أزواجهنّ وأبنائهن وهن ينشدن :
ويها بني عبد الدار ويها حماة الأديار
ضربا بكل بتّار
وكان صوت هند يعلو أصواتهن وأخذت تخاطب قومها :
إن تقبلوا نعانق ونفرش النمارق
أو تدبروا نفارق فراق غير وامق
لقد قادت أمّ معاوية النساء وقاد زوجها الرجال لحرب رسول الله (صلى الله عليه واله) وهما يحملان أرجاس المردة والطغاة والممسوخين من القبائل القرشية التي جهدت على إطفاء نور الله وإقصاء الخير عن الناس.
وكانت جيوش المشركين ثلاثة آلاف وجيوش المسلمين سبعمائة مقاتل ويتقدّم جيوش المشركين طلحة بن أبي طلحة وبيده اللواء وقد رفع عقيرته قائلا : يا أصحاب محمّد تزعمون أنّ الله يعجّلنا بأسيافكم إلى النار ويعجّلكم بأسيافنا إلى الجنّة فأيّكم يبرز لي؟ فبرز إليه بطل الإسلام وأسد الله الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قائلا : والله! لا افارقك حتّى اعجّلك بسيفي إلى النّار ؛ وبادره الإمام بضربة فبرى بها رجله فسقط إلى الأرض يتخبّط بدمه وأراد الإمام أن يجهز عليه فناشده الله والرحم أن يتركه فتركه ولم يلبث إلاّ ساعة حتى هلك وفرح النبيّ (صلى الله عليه واله) بهلاكه كما عمّت الفرحة جميع المسلمين فقد كان من أبطال القرشيّين وكان يسمّى كبش الكتيبة لشجاعته وقد انخذل المشركون ووهنوا لقتله وبانت الهزيمة في صفوفهم وأخذ اللواء من بعده أبطال القرشيّين فأرداهم الإمام قتلى وكانت هند في وسط المعسكر وهي تلهب في نفوس الجيش العزيمة لمحاربة المسلمين وإذا انهزم رجل من قريش دفعت له ميلا ومكحلة وقالت له : إنّما أنت امرأة فاكتحل بهذا , ومن صور تلك المعركة أنّ النبيّ (صلى الله عليه واله) منح أبا دجانة وهو من خيار الصحابة سيفا ولم يعطه للزبير وقد ضاق الزبير ذرعا من ذلك وراح ينظر ما يصنع به أبو دجانة فقد أخرج عصابة حمراء فتعصّب بها فقالت الأنصار : أخرج أبو دجانة عصابة الموت وبرز إلى ميدان الحرب وهو يقول :
أنا الذي عاهدني خليلي ونحن بالسفح لدى النخيل
الاّ أقوم الدهر في الكسول أفرّ بسيف الله والرسول
وأعرب بهذا الشعر عن بسالته وصلابة عزمه في الذبّ عن الرسول (صلى الله عليه واله) وجعل أبو دجانة ينشر الموت بين صفوف القرشيّين وحمل على هند أمّ معاوية حتى بلغ سيفه مفرق رأسها إلاّ أنّه عدل عن ذلك ترفّعا منه ولمّا نظر الزبير إلى شجاعة أبي دجانة استصوب رأي النبيّ (صلى الله عليه واله) .
من المؤسف حقّا أنّ المسلمين منوا بهزيمة ساحقة وخسائر فادحة كادت تلفّ لواء الإسلام وذلك من جرّاء مخالفة فرقة في الجيش الإسلامي للمخطّطات الحربية التي وضعها الرسول (صلى الله عليه واله) وألزمهم بتنفيذها فقد وضع كتيبة من الرماة على جبل بقيادة عبد الله بن جبير لتحمي المسلمين من خلفهم وشدّد عليها أن لا تتخلّف عن مواقعها وقد وجّه الرماة سهامهم ونبالهم صوب معسكر قريش فأنزلوا بها خسائر فادحة في الأرواح وانهزمت قريش تاركة وراءها أمتعتها وسلاحها وأقبل المسلمون على نهبها فلمّا رأى الرماة ذلك ترك بعضهم مكانه وانسابوا ينهبون الأمتعة مخالفين الأوامر المشدّدة من النبيّ (صلى الله عليه واله) في لزوم الإقامة بمواضعهم.
وبصر خالد بن الوليد ذلك فحمل على من بقي في الجبل من الرماة فقتلهم وحمل على أصحاب النبيّ من خلفهم فهزمهم وقتل جماعة منهم , وأباد جيش المشركين معظم قادة الجيش الإسلامي واستهدف المشركون بصورة خاصّة حياة الرسول (صلى الله عليه واله) فقد أصيب بجروح بالغة فكسرت رباعيّته وشقّت شفته وجعل الدم يسيل على وجه الشريف وهو يمسحه ويقول : كيف يفلح قوم خضّبوا وجه نبيّهم وهو يدعوهم إلى الله!
وأحاط اللئام الحقراء من القرشيّين بالنبيّ (صلى الله عليه واله) يريدون الإجهاز عليه وكان على رأسهم أبو سفيان وهو يحرّضهم على قتل الرسول وأمر شخصا فنادى أنّ محمّدا قد قتل ففرّ المسلمون وحاول بعض كبار الصحابة من الفارّين أن يكتب لأبي سفيان طالبين منه الأمان .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|