المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



ادعيته (عليه السلام) في صفّين  
  
3392   11:45 صباحاً   التاريخ: 2-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4, ص259-264.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-01-2015 3330
التاريخ: 30-01-2015 3490
التاريخ: 2023-10-22 937
التاريخ: 19-10-2015 5163

أعقبت حرب الجمل تمرّد معاوية على حكومة الإمام فقد فتحت له الأبواب لإعلان عصيانه المسلّح ناشرا لقميص عثمان مكيدة وإغراء للبسطاء الذين تلوّنهم الدعاية كيفما شاءت , لقد ابتلي الإمام كأشدّ ما يكون البلاء وأقساه بمعاوية الذي ما آمن بالله طرفة عين والتفّت حوله الرأسمالية القرشية التي أبت أن تجتمع النبوّة والخلافة في بيت واحد وقد قوى أمر معاوية واستحكم سلطانه فقد أمدّه الخليفة الثاني والثالث بجميع مقوّمات القوّة وزادا في رقعة سلطانه ونفوذه ويقول المؤرّخون : إنّ الخليفة الثاني كان يحاسب جميع عمّاله وولاته إلاّ معاوية وكان يقول فيه : هذا كسرى العرب! وعلى أي حال فالملتقى عند الله وهو الذي يحاسب عباده على ما اقترفوه في هذه الدنيا من شرّ وما ألحقوه بالأمة من الفتن والويلات لقد زحف معاوية بجيشه لمحاربة وصيّ رسول الله (صلى الله عليه واله) وباب مدينة علمه كما خرج أبوه في واقعة احد وغيرها لمحاربة رسول الله (صلى الله عليه واله) لمّا علم الإمام (عليه السلام) بخروجه لإسقاط حكومته زحف إليه بجيشه وأثرت عنه من الأدعية .

لمّا أراد الإمام (عليه السلام) الشخوص إلى حرب معاوية دعا بدابّته فلمّا جلس عليها قال : { إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } [الزخرف: 13] ثمّ قال : اللهمّ إنّي أعوذ بك من وعثاء السّفر وكآبة المنقلب والحيرة بعد اليقين وسوء المنظر في الأهل والمال والولد ؛ اللهمّ أنت الصّاحب في السّفر والخليفة في الأهل ولا يجمعهما غيرك لأنّ المستخلف لا يكون مستصحبا والمستصحب لا يكون مستخلفا .

ولمّا سارت جيوشه من النخيلة إلى الشام دعا (عليه السلام) بهذا الدعاء :

الحمد لله كلّما وقب ليل وغسق  والحمد لله غير مفقود الإنعام ، ولا مكافإ الإفضال وأشهد أن لا إله إلاّ الله ونحن على ذلكم من الشّاهدين وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله (صلى الله عليه واله) .

ولمّا بدأ القتال في صفّين وزحف الإمام باللواء دعا بهذا الدعاء بعد البسملة :

لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم اللهمّ إيّاك نعبد وإيّاك نستعين يا الله يا رحمان يا رحيم يا أحد يا صمد يا إله محمّد إليك نقلت الأقدام وأفضت القلوب وشخصت الأبصار ومدّت الأعناق وطلبت الحوائج ورفعت الأيدي ؛ اللهمّ افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين لا إله إلاّ الله والله أكبر لا إله إلاّ الله والله أكبر لا إله إلاّ الله والله أكبر .

من أدعية الإمام هذا الدعاء الجليل وقد دعا به في صفّين وهذا نصّه :

اللهمّ ربّ هذا السّقف المرفوع المكفوف المحفوظ الّذي جعلته مغيض اللّيل والنّهار وجعلت فيها مجاري الشّمس والقمر ومنازل الكواكب والنّجوم وجعلت ساكنه سبطا من الملائكة لا يسأمون العبادة ؛ وربّ هذه الأرض الّتي جعلتها قرارا للنّاس والأنعام والهوامّ وما نعلم وما لا نعلم ممّا يرى وممّا لا يرى من خلقك العظيم وربّ الجبال الّتي جعلتها للأرض أوتادا وللخلق متاعا وربّ البحر المسجور المحيط بالعالم وربّ السّحاب المسخّر بين السّماء والأرض وربّ الفلك الّتي تجري في البحر بما ينفع النّاس إن أظفرتنا على عدوّنا فجنّبنا الكبر وسدّدنا للرّشد وإن أظفرتهم علينا فارزقنا الشّهادة واعصم بقيّة أصحابي من الفتنة .

وتناول هذا الدعاء الفضاء الخارجي وما أودع الله فيه من روائع التكوين ففيه مجاري الشمس والقمر ومنازل المجرّات التي لا يحصي ما فيها من النجوم والكواكب إلاّ الله وقد حار الفكر وذهل علماء الفضاء بما اكتشفوه من العجائب التي يقف العقل أمامها حائرا وهو حسير فقد اكتشفت السفن الفضائية الدقّة الهائلة في مسيرة الكواكب ودورانها في فلكها وسعة بعضها بما لا يعلمه إلاّ الله كما حفل هذا الدعاء بذكر الأرض وما احتوت من الجبال التي جعلها الله أوتادا لها والبحار المحيطة بها وغير ذلك ممّا حوته الأرض فسبحان الله الخالق العظيم.

ومن أشدّ أيام صفّين هولا وأكثرها محنة وبلاء هي ليلة الهرير ويومه فقد اشتدّ القتال بين الفريقين كأعظم ما يكون وكان كالصاعقة دوي وقع السيوف وأعمدة الحديد وصيحات المحاربين وسمع الإمام (عليه السلام) في تلك الليلة يدعو بهذا الدعاء :

اللهمّ إنّي أعوذ بك من أن اضام في سلطانك.

اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أضلّ في هداك.

اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أفتقر في غناك.

اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أضيع في سلامتك.

اللهمّ إنّي أعوذ بك أن اغلب والأمر لك وإليك .

دعا الإمام (عليه السلام) بهذا الدعاء في يوم الهرير وهو من أثقل الأيام وأشدّها محنة وبلاء وهذا نصّه :

يا الله يا رحمان يا واحد يا صمد يا إله محمّد ؛ اللهمّ إليك نقلت الأقدام وأفضت القلوب ورفعت الأيدي وامتدّت الأعناق وشخصت الأبصار وطلبت الحوائج ؛ اللهمّ إنّا نشكو إليك غيبة نبيّنا (صلى الله عليه واله) وكثرة عدوّنا وتشتّت أهوائنا ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين .

هذه بعض أدعية الإمام التي كان يدعو بها في ساحات الحروب وهي تحكي مدى ألمه ومحنته .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.