المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8824 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


غزوة فتح مكة  
  
4844   10:14 صباحاً   التاريخ: 19-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص136-138
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2015 3061
التاريخ: 29-01-2015 3541
التاريخ: 21-01-2015 3111
التاريخ: 2-5-2016 2839

في شهر رمضان سنة ثمان من الهجرة ؛ مر إنه كانت هدنة بين رسول الله (صلى الله عليه واله) وبين قريش عام الحديبية في ذي القعدة سنة ست من الهجرة عشر سنين ودخلت خزاعة في عقد رسول الله (صلى الله عليه واله) ودخلت بنو بكر في عقد قريش وكان لبني بكر ثار على خزاعة في الجاهلية فاتفقوا مع جماعة من قريش وعدوا على خزاعة فقتلوا منهم عشرين رجلا ليلا على ماء يدعى الوتير وجاء أربعون من خزاعة فأخبروا رسول الله (صلى الله عليه واله) بذلك فقال لا نصرت ان لم انصر خزاعة مما انصر منه نفسي وندمت قريش على ما صنعت وعلمت انه نقض للعهد فارسلوا أبا سفيان إلى المدينة فقال للنبي (صلى الله عليه واله) اشدد العهد وامدد لنا في المدة قال هل كان فيكم من حدث قال معاذ الله قال نحن على مدتنا وصلحنا ثم استشفع بأبي بكر فقال ما أنا بفاعل ثم بعمر فكان أشد ثم دخل على علي بن أبي طالب وعنده فاطمة وعندها ابنها الحسن غلام يدب فقال يا علي أنت أمس القوم بي رحما وقد جئت في حاجة فلا أرجعن خائبا اشفع لنا عند محمد فقال لقد عزم رسول الله على أمر ما نستطيع ان نكلمه فيه فطلب إلى فاطمة ان تأمر بنيها الحسن فيجير بين الناس فقالت ما بلغ ببني ان يجير بين الناس وما يجير على رسول الله أحد فقال يا أبا الحسن اني ارى الأمور قد اشتدت علي فانصحني فقال ما أعلم شيئا يغني عنك ولكنك سيد بني كنانة فاجر بين الناس قال أ وترى ذلك مغنيا عني شيئا قال لا أظن ولكن لا أجد لك غير ذلك فقام في المسجد وقال أيها الناس اني قد اجرت بين الناس وانطلق فسألته قريش فقال كلمت محمدا فوالله ما رد علي شيئا ثم جئت ابن أبي قحافة فلم أجد عنده خيرا ثم جئت ابن الخطاب فوجدته أعدى القوم ثم جئت علي بن أبي طالب فوجدته ألين وقد أشار علي بشئ صنعته ما أدري يغنيني شيئا أم لا امرني ان أجير بين الناس قالوا فهل أجاز ذلك محمد قال لا قالوا ما زاد على أن لعب بك .

هذه رواية الطبري وقال المفيد ان عمر دفعه بغلظة كادت ان تفسد الرأي على النبي (صلى الله عليه واله) وقال إنه كان عند علي فاطمة والحسن والحسين وانه طلب منها ان يجير ابناها بين الناس فقالت ما بلغ بهما أن يجيرا بين الناس ثم قال المفيد وكان الذي فعله أمير المؤمنين بأبي سفيان من أصوب رأي لتمام أمر المسلمين وأصح تدبير وتم به لرسول الله (صلى الله عليه واله) في القوم ما تم ألا ترى انه صدق أبا سفيان عن الحال ثم لان له بعض اللين حتى خرج عن المدينة وهو يظن أنه على شئ فانقطع بخروجه على تلك الحال مواد كيده التي يتشعث بها الأمر على النبي (صلى الله عليه واله) وذلك أنه لو خرج آيسا كما آيسه الرجلان لتجدد للقوم من الرأي في حربه (عليه السلام) والتحرز منه ما لم يخطر لهم ببال إذا جاءهم أبو سفيان وأخبرهم بذلك وإن أقام بالمدينة على التمحل لتمام مراده بالاستشفاع إلى النبي فيتجدد بذلك أمر يصد النبي عن قصد قريش أو يثبطه عنهم تثبيطا يفوته معه المراد وكان التوفيق من الله تعالى مقارنا لرأي أمير المؤمنين (عليه السلام) فيما رآه من تدبير الأمر مع أبي سفيان حتى انتظم بذلك للنبي (صلى الله عليه واله) من فتح مكة ما أراد (اه) وقال المفيد أيضا وكان النبي (صلى الله عليه  اله) قد بنى الأمر في مسيره إليها على الاستسرار بذلك فكتب حاطب بن أبي بلتعة وكان من أهل مكة وقد شهدا بدرا إلى أهل مكة يخبرهم بعزيمة رسول الله (صلى الله عليه واله) على فتحها واعطى الكتاب امرأة سوداء كانت وردت المدينة تستميح بها الناس وتستبرهم وجعل لها جعلا على أن توصله إلى قوم من أهل مكة سماهم لها وأمرها ان تأخذ على غير الطريق فنزل الوحي على رسول الله (صلى الله عليه واله) بذلك فاستدعى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال له ان بعض أصحابي قد كتب إلى أهل مكة يخبرهم بخبرنا والكتاب مع امرأة سوداء قد أخذت على غير الطريق فخذ سيفك وألحقها وانتزع الكتاب منها وسلها وصر به إلي ثم استدعى الزبير بن العوام وقال له امض مع علي بن أبي طالب في هذا الوجه فمضيا واخذا على غير الطريق فادركا المرأة وسبق إليها الزبير فسألها عن الكتاب الذي معها فأنكرته وحلفت انه لا شئ معها وبكت فقال الزبير ما أرى يا أبا الحسن معها كتابا فارجع بنا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) لنخبره ببراءة ساحتها فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) يخبرني رسول الله ان معها كتابا ويأمرني بأخذه منها وتقول أنت إنه لا كتاب معها ثم اخترط السيف وتقدم إليها فقال اما والله ان لم تخرجي الكتاب لأكشفنك ثم لأضربن عنقك فقالت له إن كان لا بد من ذلك فاعرض يا ابن أبي طالب بوجهك عني فاعرض بوجهه عنها فكشفت قناعها وأخرجت الكتاب من عقيصتها فاخذه أمير المؤمنين وصار به إلى النبي (صلى الله عليه واله) فنادى الصلاة جامعة فاجتمعوا ثم صعد المنبر واخذ الكتاب بيده وقال إن رجلا منكم كتب إلى أهل مكة  خبرهم بخبرنا فليقم صاحب الكتاب والا فضحه الوحي فلم يقم أحد فأعاد مقالته ثانية فقام حاطب وهو يرعد كالسعفة في يوم الريح العاصف فقال أنا يا رسول الله صاحب الكتاب وما أحدثت نفاقا بعد اسلامي ولا شكا بعد يقيني قال فما حملك على ذلك قال إن لي أهلا بمكة وليس لي بها عشبرة فأشفقت أن تكون الدائرة لهم علينا فيكون كتابي هذا كفا لهم عن أهلي ويدا لي عندهم فقال عمر يا رسول الله مرني بقتله فإنه قد نافق فلم يقبل رسول الله وقال إنه من أهل بدر أخرجوه من المسجد فجعل الناس يدفعون في ظهره حتى أخرجوه وهو يلتفت إلى النبي (صلى الله عليه واله) ليرق عليه فامر رسول الله (صلى الله عليه واله) برده فقال له قد عفوت عنك وعن جرمك فاستغفر ربك ولا تعد لمثل ما جنيت قال المفيد وهذه المنقبة لاحقة بما سلف من مناقبه وفيها انه به تم لرسول الله (صلى الله عليه واله) التدبير في دخول مكة وكفي مؤونة القوم وما كان يكرهه من معرفتهم بقصده إليهم حتى فجأهم بغتة ولم يثق في استخراج الكتاب من المرأة الا بأمير المؤمنين ولا استنصح في ذلك سواه ولا عول على غيره وكان به (عليه السلام) كفايته المهم وبلوغه المراد وانتظام تدبيره وصلاح أمر المسلمين ولم يكن في انفاذ الزبير معه فضل يعتد به لأنه لم يكف مهما ولا أغنى بمضيه شيئا وانما انفذه رسول الله (صلى الله عليه واله) لأنه في عداد بني هاشم من جهة أمه صفية بنت عبد المطلب وكانت للزبير شجاعة وفيه اقدام وكان تابعا لأمير المؤمنين (عليه السلام) ووقع منه ما لم يوافق صواب الرأي فتداركه أمير المؤمنين (عليه السلام) وفيما شرحنا في هذه القصة بيان اختصاص أمير المؤمنين (عليه السلام) من المنقبة والفضيلة بما لم يشركه فيه غيره ولا داناه سواه بفضل يقاربه فضلا عن أن يكافئه والله المحمود (اه) وكان ممن لقي النبي (صلى الله عليه واله) في الطريق ابن عمه وأخوه من الرضاعة أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وابن عمته عاتكة بنت عبد المطلب عبد الله بن أمية المخزومي أخو أم سلمة لأبيها فاستاذنا عليه فاعرض عنهما . فتوسطت امرهما أم سلمة رضوان الله عليها بأسلوبها الرقيق البديع فقالت يا رسول الله ابن عمك وابن عمتك وصهرك فقال لا حاجة لي بهما اما ابن عمي فهتك عرضي وكان يهجو رسول الله (صلى الله عليه واله) وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال لي بمكة ما قال يعني قوله والله لا آمنت بك حتى تتخذ سلما إلى السماء فتعرج فيه ثم تأتي بصك وأربعة من الملائكة يشهدون ان الله أرسلك . والنبي (صلى الله عليه واله) انما أراد بهذا تأديبهما وتقويمهما والا فهو أرأف واتقى من أن يرد من جاءه مسلما فعادت أم سلمة إلى استعطافه ولم يمنعها ذلك من معاودة الكلام فقالت له : لا يمكن ابن عمك وابن عمتك أشقى الناس بك فقال أبو سفيان والله ليأذنن لي أو لآخذن بيد ابني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا فرق لهما النبي (صلى الله عليه واله) فدخلا عليه وأسلما . وهنا أخذت عليا (عليه السلام) عاطفة الخير والدين والرحم فقال لأبي سفيان ائت من قبل وجهه فقل له ما قال اخوة يوسف تالله لقد آثرك الله علينا فقال له (صلى الله عليه واله) لا تثريب عليكم اليوم الآية وانما امره ان يأتيه من قبل وجهه ليرى ذله و انكساره فيزداد عطفه عليه ودخل رسول الله (صلى الله عليه واله) مكة من أعلاها . قال المفيد في موضعين من ارشاده حاصل ما فيهما ان النبي (صلى الله عليه واله) اعطى الراية يوم الفتح سعد بن عبادة وأمره ان يدخل مكة أمامه فغلظ سعد على القوم وأظهر ما في نفسه من الحنق عليهم ودخل وهو يقول :

اليوم يوم الملحمة * اليوم تسبى الحرمة

فسمعها العباس فقال للنبي (صلى الله عليه واله) أ ما تسمع يا رسول الله ما يقول سعد بن عبادة واني لا آمن ان يكون له في قريش صولة فقال النبي (صلى الله عليه واله) لعلي أدرك سعدا فخذ الراية منه وكن أنت الذي تدخل بها مكة فأدركه علي (عليه السلام) فاخذها منه ولم يمتنع عليه سعد من دفعها ونحوه ذكر الطبري إلا أنه قال بدل العباس رجل من المهاجرين .

قال المفيد : فاستدرك رسول الله (صلى الله عليه واله) بأمير المؤمنين ما كاد يفوت من صواب التدبير بتهجم سعد واقدامه على أهل مكة ولم ير رسول الله (صلى الله عليه واله) أحدا من المهاجرين والأنصار يصلح لأخذ الراية من سيد الأنصار سوى أمير المؤمنين وعلم أنه لو رام ذلك غيره لامتنع سعد عليه وكان في امتناعه فساد التدبير واختلاف الكلمة بين الأنصار والمهاجرين وعلم أن الأنصار لا ترضى ان يأخذ أحد من الناس من سيدها سعد الراية ويعزله عن ذلك الا من كان في شبه حال النبي (صلى الله عليه واله) من جلالة القدر ورفيع المكانة وفرض الطاعة ومن لا يشين سعدا الانصراف به عن تلك الولاية ولو كان بحضرة النبي (صلى الله عليه واله) من يصلح لذلك سوى أمير المؤمنين لعدل بالأمر إليه وفي هذا من الفضل الذي تخصص به أمير المؤمنين (عليه السلام) ما لم يشركه فيه أحد وما كشف عن اصطفائه لجسيم الأمور (اه) باختصار أقول ولو فرض ان سعدا لا يمتنع عن تسليم الراية لغير علي إطاعة لرسول الله (صلى الله عليه واله) إلا أنه لا بد أن يقع في نفسه حزازة لا تقع بتسليمها لعلي ؛ وامر رسول الله (صلى الله عليه واله) بقتل جماعة رجال ونساء ولو كانوا تحت أستار الكعبة لخبثهم وسوء أفعالهم فبعضهم استؤمن له فعفا عنه وبعضهم قتل منهم قينتان كانتا تغنيان بهجاء رسول الله (صلى الله عليه واله) وبمراثي أهل بدر قتل علي (عليه السلام) إحداهما ومنهم الحويرث بن نفيل بن كعب كان يؤذي رسول الله (صلى الله عليه واله) بمكة قتله علي (عليه السلام) قال المفيد ولما دخل رسول الله (صلى الله عليه واله) المسجد وجد فيه ثلاثمائة وستين صنما فقال لعلي (عليه السلام) اعطني يا علي كفا من الحصى فناوله فرماها به وهو يقول قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا ثم أمر بها فأخرجت من المسجد وطرحت وكسرت (اه) ؛ وأرسل بلالا إلى عثمان بن طلحة ان يأتي بمفتاح الكعبة فجاء به وفي رواية انه صعد به إلى سطح الكعبة وامتنع من دفعه فصعد إليه علي بن أبي طالب ولوى يده واخذه منه قال المفيد وبلغ عليا (عليه السلام) ان أخته أم هانئ قد آوت أناسا من بني مخزوم أقرباء زوجها هبيرة بن أبي وهب المخزومي منهم الحارث بن هشام وقيس بن السائب فقصد نحو دارها مقنعا بالحديد فقال اخرجوا من آويتم قال فجعلوا يذرقون والله كما يذرق الحبارى خوفا منه فخرجت إليه أم هانئ وهي لا تعرفه لأنه مقنع بالحديد فقالت يا عبد الله انا أم هانئ ابنة عم رسول الله وأخت علي بن أبي طالب انصرف عن داري فقال اخرجوهم فقالت والله لأشكونك إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فنزع المغفر عن رأسه فعرفته فجاءت تشتد حتى التزمته قالت فديتك حلفت لأشكونك إلى رسول الله فقال لها اذهبي فبري قسمك قالت فجئت إلى النبي (صلى الله عليه واله) وهو في قبة يغتسل وفاطمة تستره فلما سمع كلامي قال مرحبا بك يا أم هانئ واهلا فقلت بأبي أنت أشكو إليك اليوم ما لقيت من علي بن أبي طالب فقال رسول الله قد اجرت من اجرت فقالت فاطمة انما جئت يا أم هانئ تشكين عليها في أنه أخاف أعداء الله وأعداء رسوله فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لقد شكر الله لعلي سعيه واجرت من اجارت أم هانئ لمكانها من علي بن أبي طالب فجمع بمكارم أخلاقه بين حفظ شأن علي واكرام أم هانئ لأجله .

قال المفيد : وفيما ذكرناه من اعمال أمير المؤمنين (عليه السلام) في قتل من قتل من أعداء الله بمكة وإخافة من أخاف ومعونة رسول الله (صلى الله عليه واله) على تطهير المسجد من الأصنام وشدة بأسه في الله وقطع الأرحام في طاعة الله أدل دليل على تخصصه من الفضل بما لم يكن لأحد منهم سهم فيه (اه) .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات