المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

لا ينبغي مصادقة الكذاب
14-7-2019
الوضع على أهل البيت (عليهم السلام)
20-3-2016
التوكيد
15-8-2020
ما معنى‏ إرادة اللَّه سبحانه ؟
6-12-2015
snRNPs
14-2-2020
CHAIN TRANSFER
25-2-2016


التفضيل الالهي لعلي (عليه السلام)  
  
3346   02:39 صباحاً   التاريخ: 25-01-2015
المؤلف : ابي جعفر محمد بن ابي القاسم الطبري
الكتاب أو المصدر : بشارة المصطفى "ص" لشيعة المرتضى "ع"
الجزء والصفحة : ج2,ص111-113.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي في الموضع المقدّم ذكره في السنة المذكورة ، قال : أخبرنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، قال : حدّثنا المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدّثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن زياد من كتابه قال : حدّثنا أحمد بن عيسى بن الحسن الجرمي ، قال : حدّثنا نصر بن حماد ، قال : حدّثنا عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : إنّ جبرئيل نزل عليَّ وقال : إنّ الله يأمرك أن تقوم بتفضيل علي بن أبي طالب خطيباً على أصحابك ليبلّغوا من بعدهم  ذلك عنك ، ويأمر جميع الملائكة أن تسمع ما تذكره ، والله يوحي إليك يا محمد إنّ مَن خالفك في أمره فله النار ومَن أطاعك فله الجنّة .

فأمر النبي ( صلّى الله عليه وآله ) منادياً ينادي بالصلاة جامعة ، فاجتمع الناس وخرج النبيّ حتى علا المنبر وكان أوّل ما تكلّم به : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم .

ثم قال : أيّها الناس أنا البشير وأنا النذير وأنا النبيّ الأُمي ، أنا مبلّغكم عن الله عزّ وجلّ في أمر رجل لحمه من لحمي ودمه من دمي ، وهو عيبة العلم ، وهو الذي انتجبه الله من هذه الأُمة واصطفاه وهداه وتولاّه ، وخلقني وإيّاه ، فضّلني بالرسالة وفضّله بالتبليغ عنّي ، وجعلني مدينة العلم وجعله الباب ، وجعله  خازن العلم والمقتبس منه الأحكام وخصّه بالوصية وأبان أمره وخوّف من عداوته وأزلف لمن والاه وغفر لشيعته ، وأمر الناس جميعاً بطاعته ، وإنّه عزّ وجلّ يقول : مَن عاداه عاداني ، ومَن والاه والاني ، ومَن ناصبه ناصبني ، ومَن خالفه خالفني ، ومَن عصاه عصاني ، ومَن أذاه آذاني ، ومَن أبغضه أبغضني ، ومَن أحبّه أحبّني ، ومَن أراده أرادني ، ومَن كاده كادني ، ومَن نصره نصرني .

يا أيها الناس اسمعوا ما آمركم به وأطيعوه ، فإنّي أخوّفكم عقاب الله {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 30] ثمّ أخذ بيد أمير المؤمنين علي ، فقال : معاشر الناس ، هذا مولى المؤمنين وحجّة الله على الخلق أجمعين ومجاهد الكافرين ، اللهمّ إنّي قد بلّغت وهم عبادك وأنت القادر على إصلاحهم  ، فأصلحهم برحمتك يا أرحم الراحمين استغفر الله لي ولكم ؛ ثمّ نزل عن المنبر فأتاه جبرئيل فقال : يا محمد ، إنّ الله عزّ وجلّ يقرئك السلام ويقول لك : جزاك الله عن تبليغك خيراً وقد بلّغت رسالات ربّك ونصحت لأُمتك وأرضيت المؤمنين وأرغمت الكافرين ، يا محمد ، إنّ ابن عمّك مبتلى ومبتلى به ، يا محمد ، قل في كل أوقاتك الحمد لله ربّ العالمين وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.