[قال العلامة]... إذا حلق[الحاج] أو قصّر ، حلّ له كلّ شي‌ء‌ إن كان الإحرام للعمرة ، وإن كان للحجّ ، حلّ له كلّ شي‌ء إلاّ الطيب والنساء والصيد ، عند علمائنا ـ وبه قال مالك ⁽¹⁾ ـ لأنّ النساء محرّمة عليه إجماعا ، فيحرم عليه الطيب ، لأنّه من دواعي الجماع ، فكان حراما ، كالقبلة ، فيحرم عليه الصيد ، لقوله تعالى {لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ } [المائدة: 95] والإحرام متحقّق بتحريم هذين.

وما رواه العامّة عن عمر ، قال : إذا رميتم الجمرة بسبع حصيات وذبحتم وحلقتم فقد حلّ لكم كلّ شي‌ء إلاّ الطيب والنساء ⁽²⁾.

ومن طريق الخاصّة : قول الصادق عليه السلام: « اعلم أنّك إذا حلقت رأسك‌ فقد حلّ لك كلّ شي‌ء إلاّ النساء والطيب » ⁽³⁾.

وقال الشافعي وأبو حنيفة وأحمد : يحلّ له كلّ شي‌ء إلاّ النساء. وبه قال ابن الزبير وعلقمة وسالم وطاوس والنخعي وأبو ثور ⁽⁴⁾.

وقال ابن عمر وعروة بن الزبير : يحلّ له كلّ شي‌ء إلاّ النساء والطيب ⁽⁵⁾.

إذا عرفت هذا ، فإذا طاف طواف الزيارة ، حلّ له الطيب ، وإذا طاف طواف النساء ، حلّت له النساء ، فثبت أنّ مواطن التحلّل ثلاثة :

الأوّل : إذا حلق أو قصّر ، حلّ له كلّ شي‌ء أحرم منه ، إلاّ النساء والطيب وأكل الصيد.

الثاني : إذا طاف طواف الزيارة ، حلّ له الطيب.

الثالث : إذا طاف طواف النساء ، حللن له.

__________________

(1) المنتقى ـ للباجي ـ 3 : 30 ، الاستذكار 13 : 227 ـ 18671 ، المغني 3 : 471 ، الشرح الكبير 3 : 467 ، الحاوي الكبير 4 : 189.

(2) سنن البيهقي 5 : 135 ، المغني 3 : 471 ، الشرح الكبير 3 : 467.

(3) التهذيب 5 : 245 ـ 831 ، الإستبصار 2 : 287 ـ 1020.

(4) الحاوي الكبير 4 : 189 ، المهذّب ـ للشيرازي ـ 1 : 237 ، المجموع 8 : 233 ، روضة الطالبين 2 : 384 ـ 385 ، فتح العزيز 7 : 384 ، حلية العلماء 3 : 346 ، المبسوط ـ للسرخسي ـ 4 : 22 ، بدائع الصنائع 2 : 195 ، المغني 3 : 470 ، الشرح الكبير 3 : 466 ، الاستذكار 13 : 228 ـ 18674.

(5) المغني 3 : 470 ، الشرح الكبير 3 : 466.