المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



طفولة سعيدة تعني حياة سعيدة  
  
2825   09:44 صباحاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : د. صالح عبد الكريم
الكتاب أو المصدر : فن تربية الابناء
الجزء والصفحة : ص26
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

اعلم أيها المربي ان الطفولة السعيدة يتبعها مراهقة سعيدة وشباب سعيد ورشد اسعد وشيخوخة هادئة ، وان الطفولة الحزينة البائسة يتبعها مراهقة.. هي الأزمة بعينها.. مراهقة مضطربة وشباب حزين ورشد أكثر حزنا واكتئابا وشيخوخة تريد الخلاص من آلام الحياة.

فنحن أسارى طفولتنا.. فما تبرمجت عليه عقولنا في الصغر يؤثر فينا في الكبر. بل ان بعض الآراء تقول.. إننا نعاني من اثار طفولتنا السيئة حتى سن الاربعين ... نجاهد من اجل ان نعيد برمجة عقولنا وكثير منا لا يستطيع.

أيها الآباء.. أيتها الامهات اعلموا ان علاقتكم الزوجية معا وتفاعلاتكم الاسرية تؤثر في اطفالكم بالإيجاب ان كانت تلك العلاقة والتفاعلات ايجابية وبالسلب ان كانت سلبية.. ولا تظنوا ان اطفالكم لا يفهمون شيئا ولا يعقلون... فأطفالكم اذكى مما تتصورون.. فهم يلاحظون بدقة كل ما يدور في محيطهم وهم صفحات بيضاء ينطبع فيها كل ما يدور حولهم.. بل يسجلون ذلك بالصوت والصورة.. إنه تسجيل العقل والمشاعر.. يخزنون تلك الذكريات في اللاشعور حتى تؤثر في اختيارهم لزوجات وازواج المستقبل..... بل ان علاقتكما  الزوجية تؤثر في طبيعة العلاقة الزوجية لهؤلاء الابناء فيما بعد.. الى هذا الحد؟!! نعم الى هذا الحد يصل التأثير.

ـ سر من اسرار الطفولة :

ودعوني ان أطلعكم على سر عظيم الا وهو (ان اطفالنا يملكون جهاز استشعار عن بعد.. جهاز العواطف والاحاسيس.. قبل نضج الجهاز العقلي.. وان اطفالنا لديهم جهاز كشف كذب .. كذب الكلام وكذب المشاعر... وان أطفالنا لديهم ترمومتر دقيق لقياس درجة حرارة الحب داخلنا) سواء الحب داخل الاسرة... او حبنا لهم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.