‏‏من اجمل ما أجاب به الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) الدهريين لكشف تخرصاتهم ، وصفه للبيضة ، التي اذا ما رعتها الدجاجة عددا من الايام ، فإنها تنفلق عن مخلوق عجيب !

‏إنها معجزة الخلق في اعلى صورها ومستوياتها ، المتمثلة في خلق الحيوان والانسان . فكلها مخلوقة من البيضة الملقحة ، التي تكون مستورة في الرحم وراء عدة حجب ، فتعطي الانسان والحيوان ، أو تكون ظاهرة مرئية في بيضة مدورة أو اهليليجية، فتعطي الدواجن والطيور.

‏وان ننس لا ننس قصة الدهري أبي شاكر الديصاني مع الامام الصادق (عليه السلام) ، وقد أنكر الدهري الزنديق (1) قدرة الصانع وفعله ، فقال للأمام (عليه السلام) : دلني على معبودي. فقال له الصادق (عليه السلام) : اجلس وكان في المجلس ولد صغير بيده بيضة يلعب بها . فتناول الامام الصادق قيتتين: البيضة من الولد، وقال لأبي شاكر:

‏" يا ديصاني. هذا حصن مكنون ، له جلد غليظ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق ، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة وفضة ذائبة، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة ، ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة . ولا يدرى للذكر خلقت أم للأنثى، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس. أترى لها مدبرا ؟! ".

‏في طرق الديصاني رأسه ، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وأنك إمام وحجة من الله على خلقه (2).

_______________________

‏1. الزنديق : كلمة فارسية ، تطلق على اللحدين القائلين بدوام الدهر .

2 . الكافي للعلامة الكليني - كتاب التوحيد ، باب حدوث العالم .