أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-10-2015
1613
التاريخ: 22-04-2015
2166
التاريخ: 17-7-2016
1463
التاريخ: 3-4-2016
1921
|
ينتقل الاعجاز القرآني ليبين لنا ان هذا الماء الذي ينزل من السماء . لا ينزل الا بقدر معلوم مرسوم ، اذ انه لو زاد لطافت الدنيا وحصلت الاضرار الفادحة ، ولما استطاعت الارض استيعاب الزائد منه ، ولو نقصت كميته لحصل القحط والجدب والعطش.
ثم ينتقل السياق القراني ليبين لنا ان هذا الماء الذي نشربه ، ما كان لنا ان نخزنه لننتفع به ، لو لا ان الله هيأ له مخازن ضخمة ، تستطيع ان تموننا بمعينه العذب الفرات ، في كل يوم وساعة ودقيقة . وفي كل ان وزمان .
يقول تعالى وهو اصدق القائلين : {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} [الحجر : 21 ، 22].
فهذه الاية تبين ايضا وظيفة الرياح في القاح السحب بعضها ببعض ، بعد ان جعلتها مؤهلة لذلك الاتحاد ، بما انشأت فيها من اختلاف في الشحنات الكهربائية . ويمكن ان يكون المقصود من الاية ما تقوم به الرياح من تلقيح زهور النباتات بعضها ببعض ، فيحدث الحمل . ولكن المعنى الاول اكثر مناسبة للسياق .
وينتقل سبحانه وتعالى في اية اخرى ليبين ان هذه المخازن المائية هي التي تنشأ عن امتصاص التربة للأمطار ، ثم تخرج المياه بشكل ينابيع . يقول تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ } [الزمر : 21].
وفي الحقيقة ان شروط حدوث الينابيع ليست شروطاً بسيطة ، فالتربة الارضية انواع ، منها ما لا يقبل الماء مطلقا، ومنها ما يمتص الماء فيضيع في اغواره فلا يستفاد منه ، ومنها نوع ثالث يجمع محسنات النوعين السابقين ، وهو الذي يشكل الجيوب المائية التي تمد الينابيع. فهو يقبل الماء ويحفظه بشكل محكم ، وهذا يستدعي وجود طبقة سطحية نفوذة ، تغطي على عمق طبقة كتيمة تستطيع ان تحفظ الماء . فاذا حصل شق جانبي في الجيب المتشكل انحدر منه الماء عذبا نظيفا . وهنا تتجلى ناحية هامة في ماء الينابيع ، فهو يجمع كل الشروط الصحية اللازمة ، فعند مرور ماء المطر في طبقات الرمل والتراب ، تصفيه من كل العوائق والجراثيم ، فيصبح معقماً . ثم ان ماء المطر اثناء نزوله من السماء يختلط مع الهواء فتنحل فيه كمية من الاوكسجين وغاز الفحم ، فيصبح اكثر قابلية للهضم والاستفادة منه . وعندما يمر الماء في طبقات الارض تنحل فيه بعض الاملاح التي تكسبه اياها التربة ، فيصبح سائلاً مساعداً على الهضم ومدرّاً للبول . وقد تنحل فيه بعض الاملاح المشعة بنسب قليلة جداً كأملاح الراديوم واليورانيوم فيصبح علاجاً طبيعياً رائعاً لكثير من الامراض .
ومما يجدر ملاحظته بعد ذلك ان القران أكد على حقيقة الاجواف المائية التي توجد في الجبال ، والتي هي اصل الينابيع . يظهر ذلك من اقتران ذكر المياه والمطر مع ذكر الجبال ، في مواضيع متعددة من القران ، منها قوله تعالى : {وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا } [المرسلات : 27] (1) .
________________________
1- نشر هذا الموضوع في مجلة (المنطق ) البيروتية ، العدد 5 ، عام 1399هـ .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|