أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2016
2917
التاريخ: 5-4-2016
3520
التاريخ: 6-4-2016
2965
التاريخ: 6-4-2016
3172
|
لمّا ثقل حال معاوية عهد بوصيته إلى يزيد وقد جاء فيها : يا بُني إنّي قد كفيتك الشرّ والترحال ووطأة لك الأمور وذللت لك الأعداء وأخضعت لك رقاب العرب وجمعت لك ما لمْ يجمعه أحدٌ فانظر أهل الحجاز فإنّهم أصلك وأكرم مَنْ قدم عليك منهم وتعاهد مَنْ غاب وانظر أهل العراق فإنْ سألوك أنْ تعزل كلّ يوم عاملاً فافعل ؛ فإنّ عزل عامل أيسر مِنْ أنْ يُشهر عليك مئة ألف سيف وانظر أهل الشام فليكونوا بطانتك وعيبتك فإنْ رابك مِنْ عدوك شيء فانتصر بهم فإذا أصبتهم فارددْ أهل الشام إلى بلادهم ؛ فإنْ أقاموا بغير بلادهم تغيّرت أخلاقهم , وإنّي لست أخاف عليك أنْ ينازعك في هذا الأمر إلاّ أربعة نفر مِنْ قريش : الحُسين بن علي وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزّبير وعبد الرحمن بن أبي بكر ؛ فأمّا ابن عمر فإنّه رجل قد وقذته العبادة فإذا لمْ يبقَ أحدٌ غيره بايعك وأمّا الحُسين بن علي فهو رجل خفيف ولنْ يترك أهل العراق حتّى يخرجوه فإنْ خرج وظفرت به فاصفح عنه ؛ فإنّ له رحماً ماسة وحقّاً عظيماً وقرابة مِنْ محمّد وأمّا ابن أبي بكر فإنْ رأى أصحابه صنعوا شيئاً صنع مثله ليس له همّة إلاّ في النساء واللّهو وأمّا الذي يجثم لك جثوم الأسد ويراوغك مراوغة الثعلب فإنْ أمكنته فرصة وثب فذاك ابن الزّبير فإنْ هو فعلها بك فظفرت به فقطّعه إرباً إرباً واحقنْ دماء قومك ما استطعت , وأكبر الظنّ أنّ هذه الوصية مِن الموضوعات ؛ فقد افتُعلتْ لإثبات حلم معاوية وإنّه عهد إلى ولده بالإحسان الشامل إلى المسلمين وهو غير مسؤول عن تصرفاته.
وممّا يؤيد وضعها ما يلي :
1 ـ إنّ المؤرّخين رووا أنّ معاوية أوصى يزيد بغير ذلك فقال له : إنّ لك مِنْ أهل المدينة يوماً فإنْ فعلوها فارمهم بمسلم بن عقبة فإنّه رجل قد عرفنا نصيحته وكان مسلم بن عقبة جزّاراً جلاداً لا يعرف الرحمة والرأفة وقد استعمله يزيد بعهد مِنْ أبيه في واقعة الحرّة فاقترف كلّ موبقة وإثم فكيف تلتقي هذه الوصيّة بتلك الوصيّة التي عهد فيها بالإحسان إلى أهل الحجاز؟!
2 ـ إنّه أوصاه برعاية عواطف العراقيين والاستجابة لهم إذا سألوه في كلّ يوم عزل مَنْ ولاّه عليهم وهذا يتنافى مع ما ذكره المؤرّخون أنّه عهد بولاية العراق إلى عبيد الله بن زياد وهو يعلم شدّته وصرامته وغدره ؛ فهو ابن زياد الذي أغرق العراق بدماء الأبرياء فهل العهد إليه بولايته العراق من الإحسان إلى العراقيين والبرّ بهم؟!
3 ـ إنّه جاء في هذه الوصية أنّه يتخوّف عليه مِنْ عبد الله بن عمر وقد وصفه بأنّه قد وقذته العبادة وإذا كان كذلك فهو بطبيعة الحال منصرف عن السّلطة والمنازعات السّياسية فما معنى التخوّف منه؟!
4 ـ إنّه جاء في هذه الوصية أنّه يتخوّف عليه مِنْ عبد الرحمن بن أبي بكر وقد نصّ المؤرّخون أنّه توفي في حياة معاوية فما معنى التخوّف عليه مِنْ إنسان ميّت؟
5 ـ إنّه أوصاه برعاية الحُسين (عليه السّلام) وإنّ له رحماً ماسّة وحقًّا عظيماً وقرابةً مِنْ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومن المؤكد أنّ معاوية بالذّات لمْ يرعَ أيّ جانب مِنْ جوانب القرابة مِنْ رسول الله فقد قطع جميع أواصرها فقد فرض سبّها على رؤوس الأشهاد وعهد إلى لجان التربية والتعليم بتربية النشء ببغض أهل البيت ولمْ يتردّد في ارتكاب أيّ وسيلة للحطّ مِنْ شأنهم , وقد علّق الاُستاذ عبد الهادي المختار على هذه الفقرات مِنْ الوصيّة بقوله : وتقول بعض المصادر إنّ معاوية أوصى ولده يزيد برعاية الحُسين والذي نعتقده أنّه لا أثر لها من الصحة ؛ فإنّ معاوية لمْ يتردّد في اغتيال الإمام الحسن حتّى بعد ما بايعه فكيف يوصي ولده بالعفو عن الحُسين إنْ ظفر به.
لم يكن معاوية بالذي يرعى لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) حرمةً أو قرابةً حتّى يوصي ابنه برعاية آل محمّد كلاّ أبداً فقد حارب الرسول في الجاهلية حتّى أسلم كُرها يوم فتح مكّة ثمّ حارب صهر الرسول وخليفته وابن عمّه علي ونزا على خلافة المسلمين وانتزعها قهراً وسمّ ابن بنت الرسول الحسن فهل يُصدَّق بعد هذا كلّه أنْ يوصي بمثل ما أوصى به؟!
قد يكون أوصاه أنْ يغتاله سرّاً ويدسّ له السمّ أو يبعث له مَنْ يطعنه بليل ربّما كان هذا الفرض أقرب إلى الصحة مِنْ تلك الوصية ولكنّ المؤرّخين أرادوا أنْ يُبرِّئوا ساحة الأب ويلقوا جميع التبعات على الابن وهما في الحقيقة غرسُ إثمٍ واحدٌ وثمرةُ جريمةٍ واحدة , وأضاف يقول : ولو أنّ الوصيّة المزعومة كانت صحيحةً لما كان يزيد لاهمَّ له بعد موت أبيه إلاّ تحصيل البيعة مِن الحُسين وتشديده على عامله بالمدينة بلزوم إجبار الحُسين على البيعة .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|