المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

ماهية الضرائب المباشرة
10-8-2022
Fluorescence Microscopy
10-5-2016
الإستحباب
9-9-2016
العوامل المؤثرة في الاستهلاك المائي - العوامل المناخية - الضغط الجوي Atmospheric pressure
31-7-2021
القرينة المعنوية
22-6-2022
معنى كلمة شجر
19-5-2022


تغييرُ معاوية الواقع الإسلامي  
  
2908   02:09 صباحاً   التاريخ: 7-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص153-154.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2016 3593
التاريخ: 7-4-2016 2871
التاريخ: 6-4-2016 3534
التاريخ: 4-03-2015 3707

عمد معاوية إلى تغيير الواقع الإسلامي المشرق الذي تبنّى الحركات النضالية والقضايا المصيرية لجميع الشعوب فأهاب بالمسلمين أنْ لا يقرّوا على كظّةِ ظالم ولا سغب مظلوم , وقد تبنّى هذا الشعار المقدّس الصحابي العظيم أبو ذر الغفاري الذي فهم الإسلام عن واقعه فرفع راية الكفاح في وجه الحكم الاُموي وطالب عثمان ومعاوية بإنصاف المظلومين والمضطهدين وتوزيع ثروات الأُمّة على الفقراء والمحرومين.

لقد أراد معاوية إقبار هذا الوعي الديني وإماتة الشعور بالمسؤولية فأوعز إلى لجان الوضع التي ابتدعها أنْ تفتعل الأحاديث على لسان المحرّر العظيم الرسول (صلّى الله عليه وآله) في إلزام الأُمّة بالخضوع للظلم والخنوع للجور والتسليم لما يقترفه سلطانها مِن الجور والاستبداد ؛ وهذه بعض الأحاديث :

1 ـ روى البخاري بسنده عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال لأصحابه : إنّكم سترون بعدي إثرةً واُموراً تنكرونها ؛ قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال : أدّوا إليهم حقّهم واسألوا الله حقّكم .

2 ـ روى البخاري بسنده عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال : مَنْ رأى مِن أميره شيئاً يكره فليصبر عليه ؛ فإنّه مَنْ فارق الجماعة فمات مات ميتةً جاهليّة .

3 ـ روى البخاري بسنده عن مسلمة بن زيد الجعفي أنّه سأل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال له : يا نبي الله أرأيت إنْ قامت علينا أُمراء يسألونا حقّهم ويمنعونا حقّنا فما ترى؟ فأعرض (صلّى الله عليه وآله) عنه فسأله ثانياً وثالثاً والرسول معرضٌ فجذبه الأشعث بن قيس فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : اسمعوا وأطيعوا فإنّ عليهم ما حُمّلوا وعليكم ما حُمّلتم .

4 ـ روى البخاري بسنده عن عجرفة قال : سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : إنّه ستكون هِنات وهِنات فمَنْ أراد أنْ يفرّق أمر هذه الأُمّة وهي جمع فاضربوه بالسّيف كائناً ما كان , إلى غير ذلك مِن الموضوعات التي خدّرت الأُمّة وشلّت حركتها الثورية وجعلتها قابعة ذليلة تحت وطأة الاستبداد الاُموي وجوره.

وقد هبّ الإمام الحُسين (عليه السّلام) الثائر الأوّل في الإسلام إلى إعلان الجهاد المقدّس ؛ ليوقظ الأُمّة مِن سُباتها ويُعيد للإسلام نضارته وروحه النضالية التي انحسرت في عهد الحكم الاُموي.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.