أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-2-2017
2668
التاريخ: 2024-01-18
822
التاريخ: 2023-12-19
882
التاريخ: 6-2-2017
3302
|
المرأة بعد فجر الإسلام
بعد أن أشرقت الدنيا بنور الإسلام وانفجر نوره يبدد ديجور الظلام، نالت المرأة قسطها الوافر من الحرية والكرامة والعزة، وأصبحت مكملاً للنوع الانساني، كالرجل، وانهما جزءان يكمل الواحد منهما الآخر ومتساويان في الحقوق والواجبات، حتى أضحت المرأة ريحانة لا قهرمانة.
فلقد جعل الإسلام للمرأة حقوقها واشركها كعضو كامل في المجتمع البشري، وأنقذها من الأسر، وجعل لها حرية الإرادة والعمل وحقا في الميراث، فهي ترث من أبيها وأمها وأخيها وبعلها وعمها وخالها، وجعل لعملها احتراما وقيمة ذاتية، ولها الحق من ابداء رأيها والمطالبة بحقوقها، ولا يحق للرجل أن يستعبدها أو يذلها أو يتجاوز على حقوقها وشخصيتها .
ولقد أكد الإسلام الحنيف على ذلك حتى ورد عن رسول الانسانية محمد (صلى الله عليه وآله) :(ما أكرم المرأة إلا كريم وما أهانها إلا لئيم). وجعل الميزان في التفاضل بين الرجل والمرأة التقوى، وان امرأة تقية لهي خير ألف مرة من رجل بدون تقوى.
أما موضوع الزواج فللمرأة ان تتزوج ممن تشاء، ولا يجوز لأي كان إكراهها وإجبارها على الزواج ممن لا ترضاه.
فقد كان في الجاهلية في أول ما أسلموا قبائل إذا مات حميم الرجل وله امرأة، القى الرجل ثوبه عليها، فورث نكاحها في صداق حميمه الذي أصدقها، فكان يرث نكاحها كما يرث ماله فلما مات أبو قيس بن الأسلب ألقى محصن بن أبي القيس ثوبه على إمرأة أبيه، وهي كبيشة بنت معمر بن معبد، فورث نكاحها ثم تركها لا يدخل بها ولا ينفق عليها، فأتت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت: يا رسول الله!.. مات أبو قيس بن الأسلب فورث ابنه محصن نكاحي فلا يدخل علي ولا ينفق علي ولا يخلي سبيلي، فألحق بأهلي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إرجعي إلى بيتك فان يحدث الله في أمرك شيئاً علمتك به، فنزل قوله تعالى: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف انه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلا}. سورة النساء، الآية 22
فلحقت بأهلها، وكانت نساء في المدينة قد ورث نكاحهن، كما ورث نكاح كبيشة غير انه ورثهن من الأبناء، فأنزل الله تعالى قوله : { يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها }. سورة النساء ، الآية 19
فالمرأة في معيار الإسلام هي السيدة الكاملة، والصانعة للجيل، والمسؤولة عن تربيته ورعايته، بل هي السيدة المحترمة التي جعل الله الجنة تحت أقدامها. وقد بنى الإسلام الحياة الجنسية بين المرأة والرجل على أساس رائع من المودة والحب، ورعاها رعاية خاصة ومتوازنة، حيث أبدع الله تعالى على أحسن صورة : { وصوركم فأحسن صوركم }. [غافر، الآية 64]..{ ولقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم}. التين ، الآية 4
فكان ذلك الرجل وتلك المرأة بما هما فيه بمستوى رائع من الاناقة والرشاقة والابداع والقوام والجمال، فالرجل بقوته وخشونته، والمرأة برقتها ونعومتها، وهو بعزمه وهي بإغرائها وسحرها، وكل فيه صفة جمالية وابداع .
حيث أن القوة لا بد لها من الرقة والدلال.
والدلال والرقة بحاجة إلى الخشونة والقوة
والنعومة والجمال لا محيص لهما من الصلابة
والقوة والصلابة لا مفر لهما من السحر والإغراء
والسحر والارادة لا بد لهما من العزم والإرادة
فلولا الإرادة والعزم لأخذ الإغراء والسمو مأخذه، وقضي الأمر، ولولاهما لطغت الإرادة علواً كبيراً.
وقد أكد النبي (صلى الله عليه وآله) على تكريم المرأة قائلا : (إن الله تعالى يوصيكم بالنساء
خيرا، فإنهن أمهاتكم وبناتكم وخالاتكم).
ولم يميز الإسلام الحنيف بين الانثى والذكر في الحفاوة والوصاية، فعن ابن عباس (رض): ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : من كانت له انثى، فلم يأدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده الذكور عليها أدخله الله الجنة .
ولقد اهتم الإسلام بالمرأة اهتماماً بالغاً، فأكد على تعليمها، حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :(طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة)، وساوى الإسلام بين الرجل
والمرأة في مجال العمل والوفاء دون ان يجعل تفاوتاً بين الجنسين، قال تعالى :
{من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينهم حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}. سورة النحل ، الآية 91 .
فإنهما متساويان من حيث تعلق الإرادة ، فيما تحتاج اليه البنية الإنسانية كالأكل أو الشرب وغيرهما من لوازم البقاء ، وقد قال تعالى :{بعضكم من بعض} . سورة آل عمران ، الآية 195.
فلها ان تستقل بالارادة ، ولها ان تستقل بالعمل وتمتلك نتاجها كما للرجل ذلك من غير فرق{ لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت} فهما سواء فيما يراه الإسلام، ويحقه القرآن {ويحق الله الحق بكلماته} غير انه قرر فيها خصلتين : ميزها بهما الصنع الإلهي من انها بمنزلة الحرث في تكون النوع ونمائه ، قال تعالى : {نساؤكم حرث لكم}. فعليها يعتمد النوع في بقائه، والثاني أن وجودها يعتمد على لطافة البنية ورقة الشعور، ولذلك تأثير في أحوالها والوظائف الاجتماعية
المخولة لها .
وأما الأحكام المشتركة والمختصة، فهي تشارك الرجل في جميع الأحكام العبادية والحقوق الاجتماعية، فلها أن تستقل فيما يستقل الرجل من غير فرق في إرث ولا كسب ولا معاملة ولا تعليم وتعلم ولا اقتناء حق ولا دفاع عن حق وغير ذلك إلا في موارد تقتضي طباعها ذلك .
ولذلك فرق الإسلام بينها في الوظائف والتكاليف العامة الاجتماعية التي يرتبط قوامها بأحد الأمرين أعني التعقل والإحساس ، فخصّ الولاية والقضاء والقتال بالرجال لإحتياجها المبرم بالتعقل والحياة التعقلية، انما هي للرجل دون المرأة، وخص حضانة الاطفال وتربيتهم وتدبير المنزل بالمرأة، وجعل نفقتها على الرجل وجبر له ذلك بالسهمين بالإرث، والعمل الصالح يشمل كل تصرف جيد وحسن من أقوال وأفعال، فللمرأة أن تعمل والعمل مباح لها، وليس للإسلام فيه الحكم الذي على الرجل والمرأة على حد سواء، وان خروج المرأة للمسجد أو التعلم أو لأي عمل شريف ومقدس كالطب أو التدريس ليس موطن خلاف بين فقهائنا الأجلاء، شريطة ان لا
يستدعي خروجها ان تخرج عن معالم العفة والوقار .
إن رسالة المرأة في نظر الإسلام هي إعداد الأجيال الصاعدة، وغرس الخصال الحميدة في نفوسهم، وزرع المثل والقيم العليا والاخلاق الرفيعة، ولا عجب في ذلك لان حضن الأم أكبر مدرسة فعلية في بناء الأسرة وتكوين الشخصية، وبهذا قال الشاعر معروف الرصافي:
ولم أر للخلائق من محل *** يهذبها كحضن الأمهات
فحضن الأم مدرسة تسامت *** بتربية البنين أو البنات
وأخلاق الوليد تقاس حسنا *** بأخلاق النساء الوالدات
وليس ربيب عالية المزايا *** كمثل ربيب سافلة الصفات
وليس النبت ينبت في جنان *** كمثل النبت ينبت في فلاة
وكيف نظن بالأبناء خيراً *** إذا نشأوا بحضن الفاجرات
وقال حافظ ابراهيم (شاعر النيل) :
الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض ان تعهده *** الحيا بالري أورق أيما ايراق
الأم استاذ الاساتذة الأولى *** شغلت مآثرهم مدى الآفاق
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|