أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-03-2015
3803
التاريخ: 7-4-2016
3396
التاريخ: 25-6-2022
1562
التاريخ: 7-4-2016
3954
|
لما أذيع الخبر المؤلم بين العراقيين في خلع أبي موسى للامام زادت الفتنة وكثر الاختلاف والانشقاق بينهم وجعل بعضهم يتبرأ من بعض ويشتم بعضهم بعضا ورأى الامام أن خطورة الموقف تقضي بأن يقوم نفر من أهل بيته فيخطب بين الناس ليوقفهم على حقيقة الحال ويبين لهم فساد التحكيم فقال للحسن : قم يا بني , فقل في هذين الرجلين عبد الله ابن قيس وعمرو بن العاص فقام الحسن فاعتلى أعواد المنبر فقال : أيها الناس ؛ قد أكثرتم في هذين الرجلين وإنما بعثا ليحكما بالكتاب على الهوى فحكما بالهوى على الكتاب ومن كان هكذا لم يسم حكما ولكنه محكوم عليه وقد أخطأ عبد الله بن قيس إذ جعلها لعبد الله ابن عمر فأخطأ في ثلاث خصال واحدة انه خالف يعني ابا موسى أباه يعني عمر إذ لم يرضه لها ولا جعله من اهل الشورى واخرى إنه لم يستأمره في نفسه وثالثها : إنه لم يجتمع عليه المهاجرون والأنصار الذين يعقدون الامارة ويحكمون بها على الناس وأما الحكومة فقد حكم النبي (صلى الله عليه واله) سعد بن معاذ في بني قريضة فحكم بما يرضى الله به ولا شك لو خالف لم يرضه رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم نزل عن منصة الخطابة.
لقد ذكر الحسن في خطابه الرائع أهم النقاط الحساسة التي هي محور النزاع ومصدر الفتنة فأشبعها بالتفصيل وبين جلية الحال للجموع الحاشدة حتى لم يترك ثغرة ينفذ منها المتمردون إلا وسدها في وجوههم فأبان (عليها السلام) أن المختار للتحكيم إنما يتبع قوله ويكون رأيه فيصلا للخصومة فيما إذا حكم بالحق ولم يخضع للنزعات والأهواء الفاسدة وأبو موسى لم يكن في تحكيمه هذا خاضعا للحق بل اتبع هواه وميوله فرشح عبد الله ابن عمر للخلافة مع أن أباه كان لا يراه أهلها ولو كان يراه اهلا للخلافة لرشحه لها او جعله من اعضاء الشورى مضا الى أن الشرط الأساسي في الانتخاب هو أن يجتمع على المنتخب المهاجرون والأنصار ولم يحصل ذلك له وأعرب (عليها السلام) في خطابه عن مشروعية التحكيم الامر الذي أنكرته الخوارج مستدلا على ذلك بتحكيم النبيّ (صلى الله عليه واله) لسعد بن معاذ في بني قريظة ولو كان التحكيم غير مشروع لما ارتكبه الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) , وقام بعد الحسن عبد الله بن عباس فحمد الله واثنى عليه وقال : أيها الناس , إن للحق أناسا أصابوه بالتوفيق والرضا والناس بين راض به وراغب عنه وإنما سار أبو موسى يهدى الى ضلال وسار عمرو بضلال إلى هدى فلما التقيا رجع أبو موسى عن هداه ومضى عمر على ضلاله فو الله لو كانا حكما عليه بالقرآن لقد حكما عليه ولئن كانا حكما بهواهما على القرآن ولئن مسكا بما سارا به لقد سار أبو موسى وعلى إمامه وسار عمرو ومعاوية إمامه , ولما انهى خطابه أمر الامام عبد الله بن جعفر أن يخطب فتقدم عبد الله فصعد المنبر فقال : أيها الناس , هذا أمر كان النظر فيه لعلى والرضا فيه الى غيره جئتم بأبي موسى فقلتم قد رضينا هذا فارض به وأيم الله ما أصلحا بما فعلا الشام ولا أفسدا العراق ولا اماتا حق علي ولا أحييا باطل معاوية ولا يذهب الحق قلة رأى ولا نفخة شيطان وانا لعلى اليوم كما كنا أمس عليه , ثم نزل عن المنبر قد استجاب الناس لندائهم وارتدع الكثيرون منهم عن الغي والتمرد .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل: شراكتنا مع المؤسّسات الرائدة تفتح آفاقًا جديدة للارتقاء بجودة التعليم الطبّي في العراق
|
|
|