المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

اليابسة (The solid earth)
2024-01-13
Metathesis
2024-06-13
 الانيولين Inulin
11-5-2016
الأقاليم الطبيعية في العروض الوسطى- اقليم البحر المتوسط - الموارد الزراعية
24-3-2022
لا جبر ولا تفويض بل امر بين امرين
6-08-2015
دور بعض العناصر الغذائية النادرة على النبات
2024-11-13


من تراث المجتبى ( عليه السّلام ) المواعظ الحكيمة   
  
1449   04:03 مساءً   التاريخ: 25-6-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 4، ص207-209
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / التراث الحسني الشريف /

1 - قال ( عليه السّلام ) في تعريف التقوى والحثّ عليها : « إنّ اللّه لم يخلقكم عبثا ، وليس بتارككم سدى ، كتب آجالكم ، وقسم بينكم معائشكم ليعرف كلّ ذي منزلة منزلته ، وإنّ ما قدّر له أصابه ، وما صرف عنه فلن يصيبه ، قد كفاكم مؤونة الدنيا ، وفرّغكم لعبادته ، وحثّكم على الشكر ، وافترض عليكم الذكر ، وأوصاكم بالتقوى ، وجعل التقوى منتهى رضاه ، والتقوى باب كلّ توبة ورأس كلّ حكمة وشرف كلّ عمل ، بالتقوى فاز من فاز من المتقين ، قال اللّه تبارك وتعالى : إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً وقال : وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ، فاتقوا اللّه عباد اللّه ، واعلموا أنّ من يتّق اللّه يجعل له مخرجا من الفتن ، ويسدّده في أمره ، ويهيّئ له رشده ، ويفلجه بحجّته ، ويبيّض وجهه ، ويعطه رغبته مع الذين أنعم اللّه عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا »[1].

2 - وجاءه رجل من الأثرياء فقال له : يا بن رسول اللّه ! إنّي أخاف من الموت ، فقال له ( عليه السّلام ) : « ذاك لأنّك أخّرت مالك ، ولو قدّمته لسرّك أن تلحق به »[2].

3 - وقال ( عليه السّلام ) عن طلب الرزق : « لا تجاهد الطلب جهاد الغالب ، ولا تشكل على القدر إشكال المستسلم ؛ فإنّ ابتغاء الفضل من السنّة ، والإجمال في الطلب من العفة ، وليست العفة بدافعة رزقا ، ولا الحرص بجالب فضلا ، فإنّ الرزق مقسوم ، واستعمال الحرص استعمال المآثم »[3].

4 - وقال في الحثّ على الالتزام بالمساجد : « من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب ثمان خصال : آية محكمة ، وأخا مستفادا ، وعلما مستطرفا ، ورحمة منتظرة ، وكلمة تدل على هدى ، أو تردعه عن ردى ، وترك الذنوب حياء ، أو خشية »[4].

5 - وحدّد السياسة تحديدا جامعا ودقيقا بقوله ( عليه السّلام ) : « هي أن ترعى حقوق اللّه وحقوق الأحياء وحقوق الأموات .

فأمّا حقوق اللّه : فأداء ما طلب والاجتناب عمّا نهى .

وأمّا حقوق الأحياء : فهي أن تقوم بواجبك نحو إخوانك ، ولا تتأخّر عن خدمة أمتك ، وأن تخلص لوليّ الأمر ما أخلص لامّته ، وأن ترفع عقيرتك في وجهه إذا حاد عن الطريق السوي .

وأمّا حقوق الأموات : فهي أن تذكر خيراتهم ، وتتغاضى عن مساوئهم ، فإنّ لهم ربّا يحاسبهم »[5].

ومن قصار كلماته الحكيمة وغرر حكمه الثمينة :

1 - إنّ من طلب العبادة تزكّى لها .

2 - المصائب مفاتيح الأجر .

3 - النعمة محنة فإن شكرت كانت كنزا وإن كفرت كانت نقمة .

4 - أشدّ من المصيبة سوء الخلق .

5 - من تذكّر بعد السفر اعتدّ .

6 - العار أهون من النار .

7 - خير المال ما وقي به العرض .

8 - الفرصة سريعة الفوت بطيئة العود .

9 - المسؤول حرّ حتى يعد ومسترقّ بالوعد حتى ينجز .

10 - فضح الموت الدنيا ، اجعل ما طلبت من الدنيا فلم تظفر به بمنزلة ما لم يخطر ببالك .

11 - فوت الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها .

 

[1] تحف العقول : 55 .

[2] تاريخ اليعقوبي : 2 / 202 .

[3] تحف العقول : 55 .

[4] عيون الأخبار لابن قتيبة : 3 / 3 .

[5] حياة الإمام الحسن : 1 / 351 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.