أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-03-2015
3072
التاريخ: 6-4-2016
2853
التاريخ: 5-4-2016
3214
التاريخ: 30-3-2016
3244
|
أرسل الإمام الحسن (عليه السلام) رسالة الى معاوية يدعوه الى مبايعته وطاعته والدخول فيما دخل فيه المسلمون وقد أرسل هذه الرسالة بيد شخصين من عيون المؤمنين وثقات الإسلام وهما الحارث بن سويد التميمي وجندب الأزدي وإليك نص رسالته : من عبد الله الحسن أمير المؤمنين الى معاوية بن أبي سفيان ؛ أما بعد : فان الله بعث محمدا (صلى الله عليه واله) رحمة للعالمين فأظهر به الحق وقمع به الشرك وأعزّ به العرب عامة وشرّف به قريشا خاصة فقال : {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44] فلما توفاه الله تنازعت العرب في الأمر بعد فقالت قريش : نحن عشيرته وأولياؤه فلا تنازعونا سلطانه فعرفت العرب لقريش ذلك وجاحدتنا قريش ما عرفت لها العرب فهيهات ما انصفتنا قريش وقد كانوا ذوي فضيلة في الدين وسابقة في الإسلام ولا غرو إلا منازعتك إيانا الأمر بغير حق في الدنيا معروف ولا أثر في الإسلام محمود فالله الموعد نسأل الله معروفه أن لا يؤتينا في هذه الدنيا شيئا ينقصنا عنده في الآخرة ؛ إن عليا لما توفاه الله ولاني المسلمون الأمر بعده فاتق الله يا معاوية وانظر لأمة محمد (صلى الله عليه واله) ما تحقن به دماءها وتصلح به أمرها والسلام .
تروى هذه الرسالة بصورة أخرى أبسط من هذه الصورة وأوفى نذكرها لما فيها من مزيد الفائدة : من الحسن بن علي أمير المؤمنين الى معاوية بن أبي سفيان سلام عليك فاني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو , أما بعد فان الله جل جلاله بعث محمدا رحمة للعالمين ومنة للمؤمنين وكافة للناس أجمعين {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} [يس: 70] فبلغ رسالات الله وقام بأمر الله حتى توفاه الله غير مقصر ولا وان وبعد أن أظهر الله به الحق ومحق به الشرك وخصّ به قريشا خاصة. فقال له : {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44] فلما توفى تنازعت سلطانه العرب فقالت قريش : نحن قبيلته وأسرته وأولياؤه ولا يحل لكم أن تنازعونا سلطان محمد وحقه
فرأت العرب أن القول ما قالت قريش وان الحجة في ذلك لهم على من نازعهم أمر محمد فأنعمت لهم وسلمت إليهم ثم حاججنا نحن قريشا بمثل ما حاججت به العرب فلم تنصفنا قريش إنصاف العرب لها إنهم أخذوا هذا الأمر دون العرب بالإنصاف والاحتجاج فلما صرنا أهل بيت محمد وأولياءه الى محاججتهم وطلب النصف منهم باعدونا واستولوا بالاجتماع على ظلمنا ومراغمتنا والعنت منهم لنا فالموعد الله وهو الولي النصير , ولقد كنا تعجبنا لتوثب المتوثبين علينا فى حقنا وسلطان بيتنا وإن كانوا ذوي فضيلة وسابقة في الإسلام وأمسكنا عن منازعتهم مخافة على الدين أن يجد المنافقون والأحزاب في ذلك مغمزا يثلمونه به أو يكون لهم بذلك سبب الى ما أرادوا من إفساده فاليوم فليتعجب المتعجب من توثبك يا معاوية على أمر لست من أهله لا بفضل فى الدين معروف ولا أثر في الإسلام محمود وأنت ابن حزب من الأحزاب وابن أعدى قريش لرسول الله (صلى الله عليه واله) ولكتابه والله حسيبك فسترد وتعلم لمن عقبى الدار وبالله لتلقينّ عن قليل ربك ثم ليجزينك بما قدّمت يداك وما الله بظلاّم للعبيد .
إن عليا لما مضى لسبيله يوم قبض ويوم منّ الله عليه بالإسلام ويوم يبعث حيا ولاني المسلمون بعده فأسأل الله أن لا يؤتينا في الدنيا الزائلة شيئا ينقصنا به في الآخرة مما عنده من كرامة وإنما حملني على الكتاب إليك الاعذار فيما بيني وبين الله عز وجل فى أمرك ولك في ذلك إن فعلته الحظ الجسيم والصلاح للمسلمين فدع التمادي في الباطل وادخل فيما دخل فيه الناس من بيعتي فانك تعلم أني أحق بهذا الأمر منك عند الله وعند كل أوّاب حفيظ ومن له قلب منيب واتق الله ودع البغي واحقن دماء المسلمين فو الله ما لك خير فى أن تلقى الله من دمائهم بأكثر مما أنت لاقيه به وادخل فى السلم والطاعة ولا تنازع الأمر أهله ومن هو أحق به منك ليطفئ الله النائرة بذلك ويجمع الكلمة ويصلح ذات البين وإن أنت أبيت إلا التمادي في غيك سرت إليك بالمسلمين فحاكمتك حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين .
وحفلت هذه الرسالة على كلتا الروايتين بأمور مهمة :
1 ـ إن الإمام أعرب فيها عن شعوره تجاه الخلافة الإسلامية فهو يرى أنها من حقوق أهل البيت (عليهم السلام) لا يشاركهم فيها أحد وان من ابتزها منهم فقد اعتدى عليهم وسلب تراثهم وقد سلك الإمام في الاستدلال على رأيه الوثيق بعين ما استدلت به قريش على العرب في أحقيتهم بالخلافة من أنهم أقرب الناس الى النبي (صلى الله عليه واله) وأمس الناس رحما به فان هذا الشعار الذي هتفوا به موجود في أهل البيت على النحو الأكمل فانهم فرع دوحته والصق الناس به وأقربهم إليه ومن الغريب ان العرب قنعت بحجة قريش ولكن القرشيين لم يخضعوا لمقالة أهل البيت نعم يعود السبب فى ذلك الى الأضغان والأحقاد التي أترعت نفوسهم بها فناصبوا عترة نبيهم وبالغوا في ارهاقهم والتنكيل بهم فواجهت العترة الطاهرة ألوانا قاسية من المحن والخطوب.
2 ـ وذكر الإمام الحسن السر في إمساكهم وإحجامهم عن المطالبة بحقهم وذلك خوفا منهم على بيضة الإسلام وكلمة التوحيد من الأحزاب والمنافقين الذين مردوا على النفاق فقد قويت شوكتهم بموت النبي (صلى الله عليه واله) وأخذوا ينتهزون الفرصة لمحق الإسلام واستئصال شأفته فاثروا مصلحة الإسلام على ضياع حقهم وقد صرح الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بذلك في كتابه الذي بعثه الى أهل مصر وقد جاء فيه : فلما مضى (عليه السلام) تنازع المسلمون الأمر من بعده فو الله ما كان يلقى فى روعي ولا يخطر ببالي ان العرب تزعج هذا الأمر من بعده (صلى الله عليه واله) عن أهل بيته ولا انهم منحوه عني من بعده فما راعني إلا انثيال الناس على فلان يبايعونه فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس عن الإسلام يدعون الى محق دين محمد (صلى الله عليه واله) فخشيت إن لم انصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما أو هدما تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوات ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل يزول منها كما يزول السراب أو كما ينقشع السحاب ؛ فلأجل الحفاظ على الإسلام والاحتياط على مصلحة المسلمين أمسكوا عن المطالبة بحقوقهم ولم يناجزوا القوم بالسيف وسلموا الأمر الى الله .
3 ـ أعرب الإمام الحسن في رسالته عن استغرابه من نزاع معاوية وتطاوله عليه وهو من الحزب الذي سعر الدنيا حربا على رسول الله (صلى الله عليه واله) وأثاروا عليه حفائظ الجاهلية وأحقادها فكيف ينازع حفيد النبي ووريثه على منصبه ومقامه!! وهناك باعث آخر من بواعث استغراب الإمام على منازعة معاوية له وهو أن معاوية ليس له فضل فى الدين معروف ولا أثر في الإسلام محمود وليست أي موهبة أو فضيلة حتى يستحق هذا المنصب العظيم في الإسلام.
4 ـ وذكر (عليه السلام) لمعاوية عموم البيعة له بعد وفاة أبيه وان الأمّة قد أجمعت على مبايعته وعلى الانقياد إليه وهي حجة بالغة لو وعاها معاوية ورجع الى منطق الحق والصواب.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|