المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Theodorus,s Constant
23-1-2020
الاجابة عن السؤال البرلماني والتعقيب عليها
23-4-2022
دعوى الإلغاء
13-6-2016
البحث حول كتاب (دعائم الإسلام).
2023-12-01
الوضع التقسيمي لنحل العسل
22-3-2022
العدوانية عند الاطفال
19-6-2016


التنكيل بالدارمية الحجونية  
  
3124   01:13 صباحاً   التاريخ: 4-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2 ، ص418-421
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016 2969
التاريخ: 5-4-2016 6603
التاريخ: 5-4-2016 3332
التاريخ: 5-03-2015 3320

من سيدات النساء وخيارهن الدارمية الحجونية عرفت بالصلاح والنسك وبقوة الحجة وشدة العارضة قد والت الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ولما تم الأمر الى معاوية بعث خلفها وكان آنذاك في الحجاز فلما مثلت عنده قال لها : كيف حالك يا ابنة حام؟

ـ بخير ولست لحام إنما أنا امرأة من قريش من بني كنانة ثمت من بني أبيك.

ـ صدقت هل تعلمين لم بعثت إليك؟

ـ لا يا سبحان الله!! وأنّى لي بعلم ما لم أعلم؟

ـ بعثت إليك أن أسألك علام أحببت عليا (عليه السلام) وأبغضتني؟ وعلام وأليتيه وعاديتيني؟

ـ أو تعفيني من ذلك؟

ـ لا أعفيك لذلك دعوتك.

ـ فأما إذا أبيت فإني أحببت عليا (عليه السلام) على عدله في الرعية وقسمه بالسوية وأبغضتك على قتالك من هو أولى بالأمر منك وطلبك ما ليس لك وواليت عليا على ما عقد له رسول الله (صلى الله عليه واله) من الولاية وحب المساكين واعظامه لأهل الدين وعاديتك على سفكك الدماء وشقك العصا ؛ فتأثر ابن هند من مقالها وقال فاحشا ومستهزئا : صدقت فلذلك انتفخ بطنك وكبر ثديك وعظمت عجيزتك  فردت عليه مقالته بالمثل : يا هذا بهند والله يضرب المثل لا أنا .

ـ لا تغضبي فانا لم نقل إلا خيرا إنه إن انتفخ بطن المرأة تم خلق ولدها وإذا كبر ثديها حسن غذاء ولدها وإذا عظمت عجيزتها وزن مجلسها ؛ فهدأ روعها وسكن غضبها ثم التفت لها : هل رأيت عليا؟

ـ أي والله لقد رأيته.

ـ كيف رأيته؟

ـ لم ينفخه الملك ولم تصقله النعمة .

ـ هل سمعت كلامه؟

ـ كان والله كلامه يجلو القلوب من العمى كما يجلي الزيت صداء الطست.

ـ صدقت هل لك من حاجة؟

ـ أو تفعل إذا سألتك؟

ـ نعم.

ـ تعطيني مائة ناقة حمراء فيها فحلها وراعيها.

ـ ما تصنعين بها؟

ـ أغذو بألبانها الصغار وأستحيي بها الكبار واكتسب بها المكارم واصلح بها بين العشائر.

ـ فان أعطيتك ذلك فهل أحل عندك محل علي بن أبي طالب؟

ـ سبحان الله!!! أو دونه أو دونه.

فتبهر معاوية وقال :

إذا لم أعد بالحلم مني عليكم        فمن ذا الذي بعدي يؤمل للحلم

خذيها هنيئا واذكري فعل ماجد        جزاك على حرب العداوة بالسلم

أما والله لو كان علي حيا ما أعطاك منها شيئا.

ـ لا والله ولا وبرة واحدة من مال المسلمين .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.