أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-05
336
التاريخ: 10-7-2022
1690
التاريخ: 1-2-2016
4232
التاريخ: 15-12-2015
2678
|
مقا- كلمتان : أحداهما- الوذرة ، وهي الفدرة من اللحم ، والتوذير : أن يشرط الجرح ، فيقال : وذرته والاخرى- قولهم- ذرذا. قال أهل اللغة : أماتت العرب الفعل من ذر في الماضي فلا يقولون وذرته.
مصبا- وذرته أذره وذرا : تركته. قالوا وأماتت العرب ماضيه ومصدره ، فإذا أريد الماضي قيل ترك ، وربّما يستعمل الماضي على قلّة ، ولا يستعمل منه اسم فاعل.
العين 8/ 196- وذر : عضد وذرة. والوذرة : قطعة عظم لا لحم فيها.
ويقال في الشتم : يا ابن شامّة الوذر ، كأنّه شبه القذف : وإذا أرادوا المصدر قالوا ذره تركا.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو ترك التوجّه والنظر الى شيء. وهذا المعنى يختلف باختلاف الموارد.
فترك التوجّه في مورد التحديد والتقييد : كما في :
{ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} [الأعراف: 127] . {فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [يونس: 11]. {إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ} [نوح: 27]. وفي مورد المؤاخذة والإهلاك : كما في : . {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا } [نوح: 26] ولا يبعد أن يكون المراد في الآية السابقة الثالثة أيضا ترك الإهلاك بقرينة المورد وهذه الآية الكريمة.
وترك التوجّه في مورد الطاعة والاستعانة : كما في :
{وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا} [نوح: 23]. { أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} [الصافات: 125]. { أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} [الأعراف: 70]. وترك التوجّه في مورد العمل وإصلاح النفس : كما في : . {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ} [القيامة: 20، 21]. وترك التوجّه في مورد العلاقة والارتباط : كما في :
{ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} [النساء: 129]. {وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} [الشعراء: 166]. وترك التوجّه في مورد الضلالة والغواية : كما في : {وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأنعام: 110] . {ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} [الأنعام: 91]. {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا } [المعارج: 42]. {فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: 112]. هذا الترك إذا كان الإدبار منهم عميقا لا يقبل التنبّه والاهتداء.
وترك التوجّه في مورد الصلة والانس والمحبّة : كما في :
{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا } [البقرة: 234]. والترك هنا قهريّ غير اختياريّ بخلاف مورد العلاقة المذكورة.
وترك التوجّه في موارد الإثم والعصيان : كما في :
{ وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} [الأنعام: 120].
{اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا} [البقرة: 278]. يراد الاعراض والانصراف عن المعاصي والآثام.
وترك التوجّه في مورد المنع والتضييق : كما في :
{هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ } [الأعراف: 73]. {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ } [الفتح: 15] فظهر أنّ الأصل في المادّة : هو ترك التوجّه الى شيء ، وهذا مفهوم مطلق ، ويتعيّن خصوص ذلك المفهوم بالقرائن الكلاميّة والمقاميّة.
وهذا قريب من مفهوم مادّة الودع وهو بمعنى صرف النظر عن شيء.
وأمّا مترادفاتها : فقد سبق الفرق بينها في عطل ، فراجعه.
فالودع : تحويل التوجّه والنظر عن موضوع الى جانب آخر ، كما في قوله تعالى :
{وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [الأحزاب: 48].أي حوّل واصرف نظرك ولا تتوجّه اليه.
والوذر : أشدّ من الودع والصرف ، فهو ترك التوجّه والنظر رأسا وبالكليّة.
فانّ الترك مطلق التخلية ورفع اليد ، كما في قوله تعالى : { ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ} [الحجر: 3]. أي اترك التوجّه عنهم وخلّهم بالكليّة حتّى يعلموا نتيجة أعمالهم.
__________________
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|