أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-06-2015
11895
التاريخ: 8-06-2015
19664
التاريخ: 2024-09-04
259
التاريخ: 9-12-2015
3457
|
مقا- لهو : أصلان صحيحان : أحدهما- يدلّ على شغل عن شيء بشيء. والآخر على نبذ شيء باليد. فالأوّل- اللهو : وهو كلّ شيء شغلك عن شيء فقد ألهاك. ولهوت من اللهو. ولهيت عن الشيء : إذا تركته لغيره. والقياس واحد وإن تغيّر اللفظ أدنى تغيّر. وفي الحديث- إله عنه- أي اتركه ولا تشتغل به. وقد يكنّى باللهو عن غيره- لو أردنا أن نتّخذ لهوا- قال الحسن وقتادة : أراد باللهو المرأة ، وقال قوم : أراد به الولد. وأمّا الأصل الآخر فاللهوة ، وهو ما يطرحه الطاحن في ثقبة الرحى بيده ، والجمع لهى ، وبذلك سمّى العطاء لهوة ، فقيل : هو كثير اللهي. فأمّا اللهاة : فهي أقصى الفم ، كأنّها شبّهت بثقبة الرحى.
مصبا- اللهو معروف ، تقول أهل نجد : لهوت عنه ألهو لهيّا ، والأصل على فعول من باب قعد ، وأهل العالية : لهيت عنه ألهى من باب تعب ، ومعناه السلوان والترك. ولهوت به لهوا من باب قتل : أولعت به وتلهّيت به أيضا. وألهاني الشيء : شغلني. واللهاة : اللحمة المشرفة على الحلق.
مفر- اللهو : ما يشغل الإنسان عمّا يعنيه ويهمّه ، يقال لهوت بكذا ، ولهيت عن كذا : اشتغلت عنه بلهو ، ويعبّر عن كلّ ما به استمتاع : باللهو. ومن قال أراد باللهو المرأة أو الولد : فتخصيص لبعض ما هو زينة الحياة الدنيا. وقوله - لاهية قلوبهم ، أي ساهية مشتغلة بما لا يعنيها. واللهوة : ما يشغل به الرحى ممّا يطرح فيه.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو ما يكون فيه تمايل اليه وتلذّذ به من دون نظر الى حصول نتيجة. وسبق في عبث : الفرق بينها وبين اللعب واللغو و الباطل وغيرها فراجع.
وأمّا مفاهيم- الإشتغال بشيء أو عن شيء ، وترك شيء ونبذه ، والعيال ، والولد ، والولع ، والاستمتاع : فمن آثار الأصل.
والإلهاء : جعل شخص في لهو وتمايل وتلذّذ.
وأمّا الإلهاء بمعنى إلقاء حبوب في الرحى ، واللهوة واللهية بمعنى ما يلهى في فم الرحى أو ما يعطى : والظاهر أنّها في الأصل من المادّة اليائيّة ثمّ اختلطت اللغتان ، ونظير هذا كثير في اللغة ، ولا سيّما في الأفعال الناقصة واويّة ويائيّة.
ويؤيّد هذا المعنى أنّ الياء للانكسار والانحطاط ، ويناسبه معنى الإلقاء والصبّ والإعطاء ، ولا سيّما إذا كان الإلقاء والإعطاء بقصد التحقير أو بلا قصد.
وإذا كان بلا قصد وليس له نظر الى نتيجة : فيقرب من معنى اللهو ، وإذا قلنا باشتقاقها من الواويّة : فلا بدّ ان تستعمل في هذه الموارد.
ويؤيّد ما قلنا أيضا : ما تقول أهل العالية- لهيت عنه ألهى ، بمعنى الترك والسلوان ، وظاهر القول كون الكلمة يائيّة.
ثمّ إنّ اللهو قد ذكر في القرآن الكريم في موارد مختلفة :
1- اللهو في الحديث : كما في :
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [لقمان : 6] الاشتراء تحصيل شيء وأخذه في جريان ، ومنه أخذ الحديث اللهو ، وهو الأحاديث والروايات والحكايات الّتي يلتذّ منها من دون أن تكون لها نتيجة مفيدة.
2- اللهو في القلب : كما في :
{اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ... لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} [الأنبياء : 1 - 3] القلب اللاهي هو الّذي تكون أفكاره ونيّاته وما يرتبط بقلبه لهوا لا تفيد فائدة مطلوبة ولا يلاحظ فيها غرض عقلائيّ ولا نتيجة صحيحة.
3- استعماله مع التجارة : كما في :
{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الجمعة : 11] التجارة عبارة عن كلّ معاملة يراد فيها الربح ، وتكون جالبة من هذه الجهة ، وعلى هذا قدّمت في صدر الآية ، فانّ النظر فيه الى كونهم منصرفين عن رسول اللّٰه ص والى تركهم له ، بجاذبة التجارة واللهو ، والتجارة أقوى من اللهو لتضمّنه الربح. وهذا بخلاف آخر الآية الكريمة : فانّ النظر فيه الى حقيقة الأمر في كون ما عند اللّٰه خيرا من اللهو والتجارة ، أي خير من اللهو العامّ بل ومن التجارة الخاصّة أيضا.
4- استعماله مع اللعب : في مورد دينهم وفي مورد الحياة الدنيا.
أمّا في الدين : كما في :
{ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [الأعراف : 51]. {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [الأنعام : 70] اللعب ما لا يقصد فيه منظور مفيد ، وفي اللهو قيد زائد وهو كونه مورد تلذّذ وتمايل ، فقدّم في الآية الاولى فانّ النظر فيها الى جهة اتخاذهم الدين لهوا فيه تلذّذ وتمايل ، بل فوق هذا ، وهو كونهم لاعبين في دينهم من دون تلذّذ وتمايل.
وأمّا التأخير في الآية الثانية : فانّ النظر فيها الى انتقادهم وتأكيد الترك والاعراض عنهم ، فالمناسب أن يذكر من حالاتهم ما هو أقبح وأبعد عن الصواب ، وهو اللعب الّذي ليس فيه نظر الى نتيجة ولا تلذّذ ولا تمايل فيه.
وأمّا في الحياة : كما في :
{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} [الأنعام : 32]. {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ } [الحديد : 20].
{وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ} [العنكبوت : 64] فالآيتان الأوليان في تعريف مطلق الحياة الدنيا ، والمناسب به أن يذكر أوّلا ما هو أقبح وما لا فائدة فيه بوجه ، ثمّ يذكر اللهو الّذي فيه تلذّذ بوجه.
والآية الثالثة في مورد مصداق الحياة الدنيا في الخارج ، بقرينة قوله- هذه الحياة- وفي التحقّق الخارجيّ لازم أن يذكر ما يوجب التثبّت في الخارج بالوضوح ، واللهو فيه قيد زائد وصراحة مؤكّدة جليّة.
وأمّا اللهو في الأموال : فكما في :
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ } [التكاثر: 1]. {لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [المنافقون : 9] فانّ الأموال والأولاد والتعلّق بها والاشتغال بتدبيرها وإدارتها وتكثيرها : يجعل صاحبها في لهو ولاهيا في هذا البرنامج ، يعمل على تمايل شديد وتلذّذ وتعلّق بها من دون أن يتوجّه الى نتيجة مفيدة حقّة.
وعلى هذا يذكر في صفات أهل الذكر والتسبيح آية :
{رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ } [النور: 37] فانّ التجارة والبيع وان كانا مستحبّين ومطلوبين شرعا وعرفا : إلّا أنّهم لا يجعلوهما في طريق اللهو ، بأن يعرضوا عن الذكر ويشتغلوا بهما.
فانّهم دائما يذكرون اللّه بقلوبهم وألسنتهم ويقيمون الصلوة في أوقاتها لا تشغلهم تجارة ولا بيع عن التوجّه اليه والعبادة له.
_________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ~ ١٣٣٤ هـ.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|