المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

Referring expressions and common ground
26-4-2022
الحسنة والسيئة وتأثيراتهما في المجتمع
22-11-2021
مقومات صناعة السياحة في المملكة العربية السعودية - تضاريس السعودية - الإحساء
27-4-2022
Well-motivated abstractness
9-4-2022
Compactification
16-7-2021
حقوق الزوج
13-1-2016


ابن القُم الزبيدي  
  
2895   08:36 مساءاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص379-381
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-06-2015 1919
التاريخ: 11-3-2016 2174
التاريخ: 22-06-2015 2322
التاريخ: 9-04-2015 2457

هو أبو عبد اللّه الحسين (و قيل: الحسن) بن عليّ بن محمّد بن ممويه القمّيّ من أعيان زبيد (اليمن) ، ساد أبوه في أيام الداعي عليّ بن محمّد الصليحيّ (429-473 ه‍) صاحب زبيد إذ جعله عليّ بن محمد الصليحي، سنة 515 ه‍، وزيرا لأسعد بن شهاب الذي تولّى تهامة.

ولد ابن القمّ في زبيد، سنة 530 ه‍ (1135-1136 م) و تلقّى العلم على أبيه-و كان أبوه ينظم الشعر أيضا-و على نفر من فضلاء زبيد. و يبدو أن ابن القمّ الزبيديّ قد نال - لمكانته الاجتماعية و براعته الأدبية-حظوة عند الحكّام. ثم إنّ وحشة وقعت بينه و بين حكّام زبيد، سنة 562 ه‍ (1166-1167 م) فغادر زبيد أو غادر اليمن كلّها (معجم الأدباء 10:132) حينا.

و كانت وفاة ابن القمّ الزبيدي في زبيد سنة 581 ه‍ (1185-1186 م) في الارجح.

ابن القمّ الزبيديّ أديب مترسّل شاعر، في شعره شيء من الصناعة؛ و هو في نثره أقلّ براعة منه في شعره. ثم هو كثير الاتكاء، في نثره و شعره، على الإشارات النحوية مع غوصه أحيانا على المعاني. و ابن القمّ يعارض نفرا من مشاهير الشعراء فتحسّ في قصائده نفحات من أبي تمّام و ابن الروميّ و المتنبّي و غيرهم. أمّا فنونه فالمديح خاصّة و الرثاء و الهجاء و العتاب و الغزل و النسيب و الأدب؛ و في هجائه شيء من المجون. ثمّ هو مجيد في المقطّعات و في الطوال.

مختارات من آثاره:

- قال ابن القمّ الزبيديّ يفضّل توريث الأولاد أدبا على توريثهم مالا:

خير ما ورّث الرجال بنيهم... أدب صالح و حسن ثناء

ذاك خير من الدنانير و الأو... راق في يوم شدّة و رخاء (1)

تلك تفنى، و الدّين و الأدب الص‍ا... لح لا يفنيان حتّى اللقاء (2)

- و قال في النسيب:

تشكّى المحبّون الصبابة، ليتني... تحمّلت ما يلقون من بينهم وحدي

فكانت لنفسي لذّة الحبّ كلّها... فلم يدرها قبلي محبّ و لا بعدي

-لابن قمّ رسالة كتب بها الى أبي حمير سبأ بن أبي السعود أحمد بن المظفّر بن عليّ الصليحيّ اليمانيّ (3) بعد انفصاله (رحيله) عن اليمن. و قد جاء فيها:

كتب عبد حضرة السلطان الأجلّ مولاي ربيع المجدبين و قريع المتأدّبين (4) جلوة الملتبس و جذوة المقتبس (5)، شهاب المجد الثاقب و نقيب ذوي الرشد و المناقب. . . أطال اللّه بقاءه. . . و جعل رتبته في الأوّلية عالية المقام كحرف الاستفهام، و كالمبتدإ إن تأخّر في البنية فانّه مقدّم في النيّة (6). و لا زالت حضرته من الحادثات حمى و للوفود مزدحما و ملتزما. . . (7)

أيّها السيّد: أ من العدل و الإنصاف و محاسن الشيم و الأوصاف إكرام المهان و إذلال جواد الرهان. . . . أقول لنفسي الدنيّة: هبّي طال نومك، و استيقظي لا عزّ قومك، أرضيت بالعطاء المنزور (8) و قنعت بالمواعيد الزور؟ يقظة، فانّ الجدّ قد هجع (9) ؛ و نجعة (10) ، فمن أجدب انتجع (11) . . . بل أضع نفسي في أقلّ المواضع و أقول لمولاي قول الخاضع:

فأسبل عليها ستر معروفك الذي... سترت به قدما مخازي عوراتي

______________________

1) الاوراق جمع ورق (بفتح الواو و كسر الراء) : الفضة (على اعتبار أن الدنانير من ذهب) .

2) اللقاء: لقاء الناس ربهم يوم القيامة.

3) تختلف المصادر و المراجع في تواريخ هذه الحقبة اختلافا كبيرا، ففي معجم الانساب و الاسرات الحاكمة في التاريخ الاسلامي للمستشرق زامباور (ص 183،188) أن سبأ ابن أحمد قد بدأ حكمه سنة 484 ه‍، قبل المدة التي نعالجها بقرن كامل.

4) المجدبين: الذين قحطت بلادهم. القريع: السيد الكريم، الزعيم، الامام.

5) جلوة الملتبس: جلاء الشك عن المتحير في أمره. جذوة (بفتح الجيم و بكسرها و بضمها) المقتبس: قطعة النار التي يأخذها طالبها ليشعل بها ناره.

6) حرف الاستفهام يأتي دائما في أول الكلام، في رأس الجملة. المبتدأ قد يتأخر في نسق الجملة (في الترتيب) ، و لكنه يظل الأول المقدم في القصد و المقام.

7) الحضرة: المكان الذي يسكنه السلطان. لا زالت من الحادثات (النوائب، المصائب) حمي (محمية) لا تجسر الحادثات على الوصول اليها و لا تستطيع. مزدحما: مكان تزدحم (تكثر) فيه (الوفود) . ملتزما: تبقى فيه (الوفود) و لا تفارقه.

8) المنزور: القليل.

9) الجد (بكسر الجيم) : الجهد، السعي، و (بالفتح) : الحظ. و من الأصوب أن نقرأ «الجد» بفتح الجيم.

10) هجع: نام ليلا. (الجد قد هجع: قل حظي) .

11) النجعة: الذهاب الى مكان فيه خصب (بكسر الخاء) . أجدب: قل الخصب في أرضه. «من اجدب انتجع» مثل. انتجع: انتقل إلى مكان فيه خصب.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.