المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



يوسف بن هارون  
  
2465   09:48 صباحاً   التاريخ: 14-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص650-651
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-06-2015 1951
التاريخ: 26-1-2016 3463
التاريخ: 30-12-2015 17379
التاريخ: 8-6-2021 5370

 أبو بكر الكندي المعروف بالرمادي القرطبي. شاعر مفلق، كان معاصرا لأبي الطيب المتنبي فكان يقال: فتح الشعر بكندة وختم بكندة، يعنون امرأ القيس والمتنبي والرمادي هذا وكان مقلا ضيق العيش ونسب إليه بعضهم أشعارا في دولة الخلافة أوغرت صدر الخليفة عليه فسجنه زمانا طويلا ونظم في السجن عدة قصائد استعطف بها الخليفة فلم يعطف عليه وكان كلفا بفتى من أبناء النصارى يقال له نصير وله فيه أشعار حسنة ولما دخل أبو علي القالي الأندلس لزمه الرمادي وامتدحه بقصيدة وروى عنه كتاب النوادر من تأليفه وروى الحافظ ابن عبد البر طرفا من شعر الرمادي وأوردها في بعض مصنفاته مات أبو عمر الرمادي سنة ثلاث وأربعمائة ومن شعره قوله لنصير النصراني الذي تقدم ذكره: [الخفيف]

 (أدر الكأس يا نصير وهاتِ ... إن هذا النهار من حسناتي)

 (بأبي غرَّة ترى الشخص فيها ... في صفاءٍ أصفى من المرآة)

 (تبصر الناس حولها في ازدحامٍ ... كازدحامٍ الحجيج في عرفات)

 (هاتها يا نصير إنَّا اجتمعنا ... بقلوبٍ في الدين مختلفات)

(إنما نحن في مجالس لهوٍ ... نشرب الراح ثم أنت مواتي)

 (فإذا ما انقضت دياثة ذا اللهو ... اعتمدنا مواضع الصلوات)

 (لو مضى الوقت دون راح وقصفٍ ... لعددنا هذا من السيئات)

 وله: [السريع]

 (بدر بدا يحمل شمسا بدت ... وحدها في الحسن من حده)

 (تغرب في فيه ولكنها ... من بعد ذا تطلُع في خده) 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.