المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



رعاية وملاطفة اليتيم  
  
2087   01:39 مساءً   التاريخ: 16-2-2017
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص361-363
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2017 3039
التاريخ: 13-4-2022 3320
التاريخ: 26-7-2016 2172
التاريخ: 30-4-2017 12980

ـ ثواب الرعاية والملاطفة :

صحيح ان رعاية وملاطفة اليتيم هو واجب ديني وإنساني، ولكن التعاليم الإسلامية عينت له اجراً وثواباً ...

- (من مسح يده على رأس يتيم له كتب الله له بكل شعرة مرت عليها يده قصراً أوسع من الدنيا بما فيها) (بحار الانوار، ج 8 ص 79)، (وفي رواية أخرى(.. كتب الله له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات) (تفسير البرهان، ج1، والكتب الروائية الاخرى).

وقال ايضاً: (من سمع صوت بكاء يتيم فهدأه بملاطفته، يقول الله: وعزتي وجلالي لأوجب له الجنة).

- وتقول روايات اخرى (من كان في بيته يتيم يعيش معه يبارك الله له في عيشه) وأخرى عن الامام الرضا (عليه السلام) (احب الخلق الى الله من ادخل السرور في قلب اليتيم).

ـ فيما يجتنب ويترك :

اوصينا بالاجتناب عن القيام ببعض الاعمال والتصرفات، وطلب منا ان نتصرف مع اليتيم بحيث لا يتضرر ولا يتعرض للخطر من جراء ذلك، وهناك حالات عديدة وكثيرة نذكر بعضها هنا:

1ـ يحتاج اليتيم الى الحنان والمحبة وليس الى الترحم والتوجع، وهذا يقع على عاتق المسؤولين والاولياء، خصوصاً الامهات، فعليهم ان يبعدوا ابناءهن عن هذا الامر، فإن التوجع والترحم يقضي على النشاط والحيوية الداخلية للطفل.

2ـ الحنان والحب مطلوبان، ولكن الافراط مضر ومؤذي، كما يجب اجتناب الحب الافراطي، لأنه يؤدي الى سوء الاستفادة الضارة منه.

3ـ يقوم بعض الناس ولإظهار حبهم ورعايتهم للأطفال بتهيئة وشراء ادوات اللعب الثمينة وإعطائها للأطفال، او الافراط والمبالغة في الشراء منها، وهذا ضار ويؤدي الى سوء التعليم والتربية.

4ـ من الضروري الابتعاد والاجتناب عن تحقير وتسفيه جميع الاشخاص والافراد، وخصوصاً الايتام، وخصوصاً ذرية الشهداء لأنه ذنب عظيم؛ لأن الصغير كبير عند الله، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم): (لا تحقرن احداً من المسلمين فإن صغيرهم عند الله كبير).

5ـ يجب مداواة قلوب الايتام الكسيرة، وليس زيادة آلامها وعذابها، ولذا اعتبرت الروايات الدينية عندنا ان إبكاء اليتيم يهتز منه عرش الله.

6ـ إذا كان اليتيم يعيش في بيتك، فلا تشدد وتضغط عليه، فتمهد بذلك لضياعه ويأسه وفراره.

7ـ يجب المراقبة والاهتمام بحيث لا يتعرض اليتيم امام المجتمع والآخرين للكبت، او لإهانة مشاعره بسبب فقدانه الاب.

8ـ يجب الانتباه لليتيم لئلا يعتبر نفسه شخصاً يستحق الترحم والعطف ويستحقر نفسه، ولئلا يمد يده لهذا وذاك.

9ـ لا تطرد اليتيم فيتوهم انه شخص منبوذ؛ ولأنه في تلك الحالة سيتحول الى شخص متشائم، وعدواني وليكن بينك وبينه علاقة وروابط متينة.

10ـ اخيراً لا بد من التضحية امام اليتيم، ولكن التضحية ايضاً لو كانت في غير محلها سوف تسبب الآلام والاوجاع، وسوف تعرض حس المسؤولية عنده للضرر.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.