المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



تقسيم المناهج التفسيرية  
  
23600   03:46 مساءاً   التاريخ: 16-10-2014
المؤلف : محمد علي أسدي نسب
الكتاب أو المصدر : المناهج التفسيرية عند الشيعة والسنة
الجزء والصفحة : ص 24-28.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / مواضيع عامة في المناهج /

المناهج التفسيرية متنوعة ، وفي كيفية تقسيم هذه المناهج ، وقعت اختلافات كثيرة وعبارات متشتتة . وقبل أن نذكر ما هو الصحيح ، ونأتي ببعض ما ذكره بعض المفسرين والعلماء من المدرستين :
1- الدكتور الذهبي : يعتقد الذهبي أن التفسير إما مأثور أو تفسير بالرأي ، والتفسير بالرأي إما تفسير عقلي ممدوح أو مذموم ، والمذموم هو : تفسير يتأثر بمذهب المفسر واتجاهاته الذاتية ، وقد ذكر أحد عشر نموذجاً من هذا النوع الأخير وهي تفاسير : المعتزلة ، والشيعة ، الإسماعيلية ، البابية ، البهائية ، الخوارج ، الصوفية ، الفلسفية ، الفقهية ، العلمية ، والعصرية (1).
2- الشيخ خالد عبد الرحمن العك : يمكن تلخيص ما ذكره الشيخ خالد في أقسام التفسير بما يلي : التفسير إما تفسير بالمأثور أو باللغة أو بالعقل أو بالاجتهاد أو بالإشارة ، فالأول : إما تفسير القرآن بالقرآن ، أو بالروايات المروية عن الرسول (صلى الله عليه واله ) ، أو بأقوال الصحابة أو التابعين . والتفسير الإشاري على قسمين : تفسير إشاري شهودي ، وتفسير إشاري علمي (2).
3- الأستاذ الشيخ جعفر السبحاني : يقول : أصول المنهج (التفسيري) لا تتعدى أصلين ، هما أ- التفسير بالعقل .
ب – التفسير بالنقل . لكن لكل صوراً :
أما الأول ، فصوره عبارة عن :
أ- التفسير بالعقل الصريح .
ب- التفسير في ضوء المدارس الكلامية .
ج- التفسير في ضوء السنن الاجتماعية .
د- التفسير في ضوء العلم الحديث .
هـ - التفسير حسب تأويلات الباطنية .
و- التفسير حسب تأويلات الصوفية  .
وأما الثاني ، فصورة عبارة عن :

(أ‌) تفسير القرآن بالقرآن .
(ب‌)  التفسير البياني للقرآن .
(ت‌) تفسير القرآن باللغة والقواعد العربية .
(ث‌) تفسير القرآن بالمأثور عن النبي (صلى الله عليه واله) والأئمة (عليهم السلام).
فهذه الصور العشر من فروع المنهجين الأصليين (3).
4- الأستاذ الشيخ محمد هادي معرفة : يقول : وأما المناهج التفسيرية التي يسلكها المفسر ويتجه نحوها في تفسير للآيات القرآنية ، فتختلف حسب اختلاف اتجاهات المفسرين وأذواقهم ، وأيضاً حسب معطياتهم ومواهبهم في العلوم والمعارف وأنحاء الثقافات ، فمنهم من لا يعدو النقل ، معتقداً أن لا سبيل للعقل الى تفسير كلامه تعالى ، ومنهم من أجاز للعقل التدخل فيه ، ويرى للرأي والنظر والاجتهاد مجالاً واسعاً في التفسير ، حيث قوله تعالى : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد : 24] وقوله تعالى : {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [النحل : 44] ، فللتدبر في القرآن والتفكر حول آياته ومفاهيمه مجال واسع ، قد فتح القرآن ذاته أبوابه بمصراعين ، غير أن بعضهم أسرف في التعقل ، وربما التحق بالتوهم المتكلف فيه .
وعلى أي تقدير ، فالمنهج الذي انتهجه المفسرون إما نقلي أو اجتهادي ، وقد عرفنا سبيل النقلي واعتماده على المأثور ، إما مع شيء من البيان والتوضيح ، كما سلكه أبو جعفر الطبري ، أو بمجرد النقل من غير نظر وبيان ، كالذي انتهجه جلال الدين السيوطي والسيد البحراني .
وأما النظري الاجتهادي ، فمعتمده إما مجرد الرأي الخاص [للمفسر] حسب عقيدته ومذهبه ، فهذا كأكثر تفاسير أهل الباطن ، أو مجموعة مصادر التفسير من المنقول والمعقول ، وهذا هو الشائع من التفاسير المعتبرة الدارجة بين المسلمين ، منذ العهد الأول ولا يزال (4).
وقسم التفسير الاجتهادي الى : التفسير الفقهي ، التفسير الجامع ، التفسير في العصر الحديث ، التفاسير الأدبية ، التفاسير اللغوية ، التفاسير الموجزة ، التفاسير العرفانية (التفسير الرمزي والإشاري) (5).

تقسيم آخر للمناهج التفسيرية
يمكن تقسيم المناهج التفسيرية بطريق آخر أوضح من التقسيم السابق وأوفق بما نجده في التفاسير الموجودة ، فنقول :
التفسير إما روائي ، أي : يعتمد على الروايات ، وهذا النوع ينقسم قسمين :
أ ـ الروائي المحض ، وهو : المنهج الذي يعتمد على الروايات فقط ، ولا نجد فيه الاستدلال والنظر والاجتهاد ، كتفسير (الدر المنثور) وتفسير (نور الثقلين).
ب ـ الروائي مع شيء بسيط من النظر والاجتهاد ، مثل تفسير (الصافي) و (تفسير الطبري) . والكلام القاطع في تفسير الآيات هنا هو الروايات ، والنظر والاجتهاد يكون تابعاً لها أو شارحاً.
وإما اجتهادي ، فنرى فيه التمسك بالبراهين ، كما هو دأب أهل الرأي والاجتهاد . والاجتهادي ينقسم قسمين : إما اجتهادي غير مقبول ؛ لأن المفسر يأتي بالآراء الباطلة ويفسر القرآن بالرأي ، أو اجتهادي يمكن قبوله والتمسك به ، فنسميه التفسير الاجتهادي المقبول إذا مشى المفسر على المنهج المطلوب (6).

والتفسير الاجتهادي المقبول عند جل المفسرين نوعان :

النوع الأول : الاجتهادي الجامع ، ففي هذا النوع من التفسير يستفاد من كل ما يمكن أن يقع في طريق فهم كتاب الله تعالى ، ولا يجعل المفسر نفسه في ضيق ، بل يقتفي أي دليل يرشده ويدله على مراد الله من الآيات ، مثل تفسير(مجمع البيان)، و (التفسير الكبير).
النوع الثاني : غير الجامع ، فالمفسر في هذا النوع من التفسير لا يستفيد من جميع الطرق والمصادر لفهم الآيات ، بل يرى طريقاً واحداً أو بعض الطرق صحيحاً أو أصح وأنسب ، فيمشي على طبقه ، ويعتمد عليه في التفسير ، دون أن يفتح المجال لكل ما يمكن أن يعتمد عليه في تفسير القرآن .

وهذا النوع على قسمين : نقلي وغير نقلي . فالاجتهادي النقلي يتنوع الى أقسام منها :

الأول : الاجتهاد الأدبي ، ويعتمد المفسر فيه على ما ذكره الأدباء من القواعد الصرفية والنحوية واللغوية والبلاغية وسائر العلوم العربية .

الثاني : الاجتهادي القرآني ، المسمى بتفسير القرآن بالقرآن ، ويعتمد المفسر فيه على ما في القرآن من الآيات ، فيجعل آية موضحة لآية أخرى ، إما بالتبيين أو التقييد أو التخصيص أو غير ذلك من البيانات القرآنية التي سوف نذكرها في المستقبل ، مثل (تفسير الميزان) و (تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) .

وغير النقلي له مصاديق كثيرة ، أشهرها : التفسير الإشاري الذي يعتمد على الواردات القلبية بواسطة الرياضيات الفكرية والعملية .

وفي هذا الكتاب سوف نتكلم على التفسير الروائي بقسميه ، والاجتهادي المقبول : الجامع وغير الجامع ، ونبحث عن منهج تفسير القرآن بالقرآن ، وعن منهج التفسير الإشاري ، باعتبارهما نوعين من أنواع التفسير الاجتهادي غير الجامع .
وفي ضوء ما ذكرناه آنفاً يمكن أن نرسم مخططاً لأنواع المناهج التفسيرية كما يلي :

________________________
1- راجع : التفسير والمفسرون 1: 367 وبعدها .
2- راجع : أصول التفسير وقواعده : 75 وبعدها .
3- المناهج التفسيرية في علوم القرآن : 5 و6.
4- التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب  2: 19و20.
5- المصدر السابق : 347.
6- بعض المفسرين والقرآنيين فسموا التفسير بالرأي الى الاجتهادي المقبول وغير المقبول . ولكننا رعاية لظاهر الروايات المانعة من تفسير القرآن بالرأي ، لم نجعل التفسير بالرأي مقسماً للاجتهادي المقبول وغير المقبول ؛ لأن التفسير بالرأي عملية مذمومة في الروايات .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .