المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



رؤية وتصور الطفل بالنسبة للأب  
  
2351   10:25 صباحاً   التاريخ: 18-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص28-31
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-08 1190
التاريخ: 21-4-2016 2131
التاريخ: 30-1-2023 1843
التاريخ: 20-4-2016 2271

ما هو تصور الطفل ورؤيته وفهمه للأب؟ وكيف هي مكانته في داخل ذهن الطفل؟ ان الرد على هذا السؤال يحتاج الى دراسات وابحاث واسعة، وعلمية في نفس الوقت وقد كانت نتائج قسم من الابحاث التي اجريت بطريقة السؤال والملاحظة الدقيقة لسلوك واقوال ومواقف قسم من الاطفال ورؤيتهم وتصورهم للأب، كانت مختلفة، ومن حيث المجموع كالتالي:ـ

1- قائد ومثل: سرعان ما يفهم الطفل ان الاب هو المسؤول والقائد في الاسرة، فهو الذي يأمر وينهى، وبأمر واحد يحصل الشيء الذي يريده، او يتغير ويتبدل الشيء الذي لا يوافق رأيه.

يتصور الطفل ان اباه بطل تبعث اعماله جميعاً على التعجب والدهشة، وقادر بحسب اقتداره وامكاناته. وهو الذي يحاسب فيكافئ او يعاقب، وهو الذي يشرع بتفصيل كيفية القيام بعمل ما يرى الطفل ان اباه اقوى الناس، واعماله على النحو الامثل والاحسن والاصح، ويرغب الطفل في إشهار ذلك بوجه الآخرين، ويرى الطفل ان اباه هو المثل الذي يحتذى، وهو الصورة النموذجية، وكل ما يقوله صحيح وجائز، وكل عمل يقوم به فهو حسن ومقبول، وكل ما يقوله فهو موثق، ولهذا يسعى الطفل لمماثلة ابيه والتشبه به في السلوك والعمل.

2- مؤمن الاحتياجات: الطفل منذ ايام الطفولة الاولى، وهو يشاهد عمل الاب وسعيه، يشاهده وهو ينهض باكراً صباح كل يوم للتوجه الى عمله، ثم يرجع بعد الظهر او في المساء متعباً محطم القوى، وعندما كان يسأله او يسأل امه لماذا يخرج "بابا" من الصباح الباكر من البيت، سمع الجواب أنه:ـ "للعمل، لتامين الخبز، لتأمين لقمة العيش و.. الخ".

الطفل منذ ان فتح عينيه على الحياة ومنذ طفولته وصغره وحتى اليوم يشاهد ان يد الاحتياج والاستمداد من قبل جميع افراد الاسرة تتوجه نحو الاب، والطفل يشاهد اباه يومياً وهو يجيء الى البيت حاملاً اكياس الغذاء والخبز والفواكه واللوازم والضروريات الحياتية الاخرى، وهو بذلك قد أفاض الحيوية والنضارة على مائدة طعام الاسرة والاطفال، وهو الذي يؤمن اللباس لأعضاء الاسرة، وهو الذي يشتري لهم الاحذية، هو الذي يشتري وسائل اللعب واللهو وهو.. الخ.

واحياناً يحصل للكبار أنفسهم مثل هذا التصور، وهو ان الاب هو الذي يرزقهم، ولو لم يكن موجوداً فلا خبر عن الخبز والغذاء، ولو لم يكن موجوداً فلا خبر عن الشكولاتة ولا البوظة ولا الحلويات، ولا يمكن الحصول عليها. وهو الذي يؤمن احتياجات الاسرة والابناء بمفرده، وهو الذي يقضي لهم حوائجهم، وكما يقول الرسول الاكرم صلى (الله عليه وآله وسلم):ـ " وهم يحسبون انكم ترزقونهم".

3- تأمين الحماية والامن:ـ إن تصور الطفل عن ابيه هو انه المؤمّن للحماية والامن لجميع افراد الاسرة، وهو اهم محام ومدافع عنها، ولو داهم افراد الاسرة خطر او ضرر، فهو الذي يؤمن لهم الحماية والملجأ، وجميعهم يحتمون به ويختبئون خلفه. ولو هبت ريح مخيفة او حصل سيل مدمر او رعد قوي من السماء، او صوت قذيفة قوي، فلا حاجة للخوف! لأن الاب في البيت.

كما ان هذا التصور موجود عند الطفل، وهو ان الاب اهم حام ومدافع، ولو ان احداً في الشارع

او في الزقاق تعرض له بسوء، فإن حسابه عند الوالد عسير، ويجب الشكاية عليه عند الاب!. ويمكن الخروج الى الزقاق والشارع والحي مع الوالد بكل ثقة واطمئنان ودون الخوف من اي احد، وإذا كان الاب في البيت فيمكن الخروج الى باحة الدار وساحتها ليلاً في الظلمة، او مواجهة اي خطر! لأن الاب عند اللزوم ينجده، ويكون في عونه وحمايته. الاب هو الشخص الذي يمكن النوم بكل هناء وراحة مع وجوده، وبأقل حركة او صوت يسرع للنجدة ويمرغ انف المعتدي بالتراب.

4- عنصر الاقتدار والانضباط: وفي نفس الوقت فإن الاب هو مركز القدرة ومنبع الدعم والاعتماد وعنصر التحكم والسيطرة والانضباط. مع وجود الاب لا يحق لأي احد العصيان او التمرد، لأنه هو الذي يعاقب ويجازي، كما انه الذي يثيب ويكافئ عند اللزوم والاستحقاق، إذن يجب على الإنسان في البيت عند حضور الاب ان يتصرف بشكل عقلاني، وان يعرف حدوده ويمينه من شماله فلا يتجاوزها، وأن ينظم اخلاقه وسلوكه على اساس القانون والمعيار الذي يضعه ويحدده الوالد.

وفي نفس الوقت فإن الاب عادل ولا يظلم احداً دون سبب، ولا يضرب احداً دون مبرر، وهو يقوم بدور الناظم، والمفتش في الحياة العائلية، وهو حريص ويقظ الى عدم انفراد احد وتحرره من قيد قوانينه في تصرفاته، ومنتبه الى ان المسيء يجب عقابه. ويستبعد الطفل ان يقوم الاب بالتمييز، لدرجة انه لا يقبل ان يقوم الاب بتقبيل احد ويترك الاخر وشأنه. وجميع اعماله بحسب القاعدة والقانون وعلى اساس مدروس جيداً ولا يوجد اي تمييز في عمله.

5- عنصر الإثابة والمكافأة: تصور الطفل هو ان الاب له هذه الخصوصية، وهو انه لا يترك العمل الحسن دون مكافأة، كما ان الاعمال السيئة لا تمر لديه دون عقاب. ولا يوجد لديه عمل او نشاط إيجابي ومفيد دون اجر وثواب، وهو يكافئنا على اعمالنا الحسنة او على الاقل فهو يمدحها.

في عمل الاب المكافأة والاثابة اكثر من العقاب، ومنح الامتيازات اكثر من الضرب والإيذاء، كما ان محبته اكثر من غضبه، يحتمل ان يكافئنا عشر مرات ويعاقبنا مرة واحدة لأجل خطأ ارتكبناه. وان يتكلم عدة مرات كلاماً حسناً وجميلاً، ومرة واحدة كلاماً يهيننا فيه، وعلى هذا الاساس فإن الاب الجيد فرد لا يعادله شيء ولا احد، إذا اخطأنا عشر مرات فإنه يصفح، ولو قمنا بعمل حسن مرة واحدة فإن يثيبنا ويثني علينا لأجله.

6- عنصر مسلٍ: كم هو إنسان حسن وجميل الاب، يسلينا، ويقص علينا حكايات جميلة، ويلاعبنا العاباً مفيدة وجميلة، هو الذي يضحكنا ويعلمنا الاشياء التي لا نعرفها ويعرفنا على كل ما نسأله عنه ويعلمنا إياه.

من وجهة نظر الطفل فإن الاب هو عالمه ودنياه، وهو اعلم الناس على وجه الارض حيث يعرف كل شيء، وعلمه جم؛ اذا اخذنا معه في نزهة واذا اخذنا معه الى الشارع، او الصحراء، او البحر، او الغابة، فإنه يعرف اسماء جميع الاشياء، ويعرف قصة جميع تلك الاشياء، يمكنه ان يبقينا مسرورين ولاهين الى مدة طويلة، ولو كنا مرضى او مصابي بوجع في القلب او الرأس فإنه يتكلم معنا ويمزح الى ان نشعر بالإشباع وننسى ما بنا من آلام.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.